طالب عبد الناصر فروانة - الباحث المختص بشئون الأسرى، بتوثيق تجربة الحركة الأسيرة بكل ما تخللها من مشاهد وصور مؤلمة، مشيرا إلى أن موسوعة "جينيس" لن تتسع لمثل هذه الأرقام القياسية الخاصة بالأسرى والأسيرات. وأضاف: بأن التاريخ وليس فقط موسوعة "جينيس" يجب أن يسجل على صفحاته المضيئة أرقامًا فردية وجماعية لأسرى فلسطينيين، أمضوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي أكثر من عقدين وثلاثة عقود من الزمن. وأكد فروانة بأن سنوات السجن والحرمان، وظلمة الزنازين وقسوة السجان أنهكت قواهم الجسدية، وأن الأمراض المختلفة افترست أجسادهم وسببت لهم العديد من المتاعب والآلام الصحية، فيما لم ولن تزعزع قناعاتهم بعدالة قضيتهم التي ناضلوا واعتقلوا من أجلها وأفنوا زهرات شبابهم وسنوات عمرهم في سبيلها، ولم تؤثرعلى معنوياتهم وإرادتهم الصلبة، وهذا ما ظهر في عيونهم بعد التحرر في اطار صفقة التبادل وما بدر على ألسنتهم من تصريحات وعبارات تعكس حقيقة جوهرهم الأصيل. وبين فروانة بأنه وقبل انجاز صفقة التبادل بالأمس وصل عدد الأسرى الذين مضى على اعتقالهم عشرين عاماً وما يزيد وما يُطلق عليهم "عمداء الأسرى" الى ( 147 ) أسيراً، ومن بينهم كان يوجد ( 50 ) أسيراً مضى على اعتقالهم ربع قرن وما يزيد وهؤلاء يُطلق عليهم "جنرالات الصبر"، ومن بين هؤلاء كان يوجد ( 5 ) أسرى أمضوا أكثر من ثلاثين عاماً وهي تجارب جماعية لم تُسجل في التاريخ من قبل. وفي السياق ذاته أشار فروانة بأن التاريخ لم يسبق أن سجل تجارب فردية أسرى أمضوا قسراً في سجون الاحتلال وبشكل متواصل ( 35 عاماً ونيف ) كالأسير محمد أبو خوصة، أو( 33 عاماً ونصف) كالأسيرين نائل وفخري البرغوثي و(32 عاماً ونيف ) كالأسير أكرم منصور و(31عاماً ) كالأسير المقدسي فؤاد الرازم، بالإضافة الى أن هناك أسرى آخرين أمضوا فترات متقاربة على فترتين أو ثلاثة فترات. معرباً عن أمله بأن ( لا ) تتكرر هذه الأرقام ثانية، لأنها وان كانت مفخرة بصمودهم فهي مؤلمة لبقائهم طوال تلك السنين الطويلة، مما يتوجب على الشعب الفلسطيني وقيادته، وكل فئاته وقواه وفصائله الوطنية والإسلامية ومؤسساته الرسمية والشعبية والحقوقية ومساهمة الأمتين العربية والإسلامية بالعمل الجدي لتحرير من تبقوا في الأسرى وعددهم يقارب من ( 5 آلاف ) أسير لا سيما القدامى منهم ممن مضى على اعتقالهم عشرون عاماً وما يزيد ولم تشملهم الصفقة. ودعا المؤسسات التي تُعنى بالأسرى وحقوق الإنسان ووسائل الإعلام المختلفة الى استثمار صفقة التبادل في تفعيل قضية الأسرى على كافة المستويات والصعد، والاستفادة من مئات المحررين والمحررات، وشهاداتهم وقصصهم ومعاناتهم طوال سنين اعتقالهم، بما يخدم ويساهم في تسليط الضوء على ما يُمارس ويُقترف بحق الأسرى في سجون الاحتلال وبما يساعد للوصول الى تحسين الشروط الحياتية داخل السجون كمقدمة اساسية لإطلاق سراح كل الأسرى والأسيرات.