تسبب المشروع الأمريكى لخفض منسوب المياه الجوفية أسفل خمسة معابد أثرية غرب الأقصربهدف حمايتها من مخاطر التآكل والانهيار، في تصدع 114 منزلاً بمدينة القرنة بينها 18 منزلاً مهددة بالانهيار التام و84 منزلاً تحتاج لترميم عاجل، بالإضافة لقرية الفنان العالمى حسن فتحى. كان اللواء أحمد معوض - رئيس مدينة القرنة - قد أخطرَ مديرية الإسكان بالمحافظة وهيئة مياه الشرب والصرف الصحي لتشكيل فريق عمل لبحث أسباب تصدع المنازل ووضع حلول لها بجانب السير في الإجراءات اللازمة لحماية سكان تلك المنازل. وجاء الإعلان عن تصدع المنازل الأربعة عشر بعد ساعات من قيام آنا باترسون - السفيرة الأمريكية - والدكتور عزت سعد - محافظ الأقصر- بافتتاح مشروع حماية خمسة معابد فرعونية من مخاطر ارتفاع منسوب المياه الجوفية غرب مدينة الأقصر، وهو المشروع الذي بدأ العمل به قبل عامين بمعرفة فريق عمل مصري أمريكي وتبدأ مسارات خطوط الصرف وشبكات تجميع المياه به من المعبد الجنائزي للملك سيتي الأول وحتى معبد مدينة هابو، وقال الدكتور منصور بريك - المدير العام لمنطقة آثار مصر العليا -: إن المشروع الذي مولته هيئة المعونة الأمريكية بتكلفة 76 مليون جنيه يهدف لخفض منسوب المياه الجوفية أسفل معابد الملك سيتي الأول والرامسيوم ومرن بتاح والملك أمنحتب الثالث ومدينة هابو وبقايا المعابد الجنائزية للملك تحتمس الثالث وتحتمس الرابع وحور محب، وذلك من خلال تجميع المياه الزائدة في آبار راسية وربطها بشبكة صرف والتخلص منها بواسطة ماكينات شفط وضخها في الترع المجاورة.. يذكر أن المعابد الفرعونية غرب الأقصر تهددها مخاطر ارتفاع منسوب المياه الجوفية التي طفت فوق سطح أرضيتها. وفى سياق متصل، تسود حالة من الخوف والهلع بين سكان قرى الأقصر، خاصة أصحاب المنازل المقامة بالطين والطوب اللبن بسبب الارتفاع غير المسبوق في منسوب المياه الجوفية أسفل أرضية تلك المنازل، الأمر الذي يهدد بانهيار عشرات المنازل في القرى المحرومة من خدمات الصرف الصحي شرق المدينة وغربها، وبحسب قول محمد صالح - منسق اللجنة الشعبية لدعم ومناصرة القضايا الوطنية - فإن مناطق الطارف ومدينة هابو وكوم البعيرات هي أكثر المناطق التي تعانى من ارتفاع منسوب المياه الجوفية التي باتت ترى في صورة واضحة للعيان في أرضيات المنازل والجدران والحوائط، وكشف محمد صالح عن تجاهل المسؤولين للمشكلة برغم خطورتها وغموض أسبابها. ومن جانبه، حذر محمود أحمد عبد الراضى - الناشط في مجال حماية التراث - من انهيار معالم قرية حسن فتحي التي تعد معلمًا تراثيًا وأحد أهم معالم فنون العمارة المصرية والتي شيدها المهندس المعماري المصري العالمي حسن فتحي وتستقبل مئات الزوار والعشرات من طلاب العمارة في العالم كل يوم، حيث ارتفع منسوب المياه الجوفية أسفل منازلها ومسجدها وخانها وكل معالمها في صورة تنذر بالخطر، مطالبًا بالإسراع في تنفيذ المشروع الذي أعلنت عنه منظمة اليونسكو لحماية وإنقاذ قرية حسن فتحي وتراثه المعمارى بالأقصر. فيما طالب الراوي أحمد الراوي - القيادى في الأمانة العامة للحزب الجمهوري الحر بالأقصر - بدراسة أسباب الظاهرة التي باتت تثير قلق المواطنين البسطاء من أصحاب المنازل المقامة بالطوب اللبن والذين حالت ظروفهم دون إعادة بناء منازلهم بالخرسانة المسلحة، كما طالب الراوي بالإسراع في إدخال الصرف الصحي للمناطق والقرى المحرومة في القرنة والزينية والبياضية لمواجهة ظاهرة ارتفاع منسوب المياه الجوفية في الأقصر وحماية منازل المواطنين البسطاء وحماية معالم المدينة الأثرية التي تعد تراثًا للإنسانية جمعاء.