اختارت لجنة الأبحاث بالدورة المقبلة لمؤتمر أدباء مصر - المقرر انعقادها خلال شهر ديسمبر المقبل- قصيدة "الموت والميلاد"، التى كتبها الشاعر محمد محمد الشهاوى عام 1970شاهدَ إثبات على استشعار أدباء مصر ومثقفيها ب"أنّ شيئاً ما سيحدث يستثير الناس.. يخرجهم من التابوت...". ولد محمد الشهاوي عام 1940 بقرية "عين الحياة" التابعة لمركز قلين بمحافظة كفرالشيخ، هجر دراسته بالأزهر الشريف ليتفرّغ لكتابة الشعر، وتم تكريمه فى العيد الأول للفن والثقافة ، وفي المؤتمر الأول لأدباء مصر في الأقاليم، وحصل على عدّة جوائز أهمها "أندلسية" و"البابطين" عام 1996 . ورغم ما بلغ من شهرة جابت الآفاق حتى أضحى شيخاً لشعراء الأمة العربية، إلاّ إنه يصر على الإقامة فى قريته مطلاً منها على العالم، ليرى ب"عين الحياة"– ربما – مالا يراه الآخرون. الموت والميلاد يُفجّرُ ملء رأسى ألف شلال من السهد إذا مانام فى الليل الخليّونا ويجلدنى زحامُ تجمهر الأشواك فى دربى فأهتف طائر اللُّبَّ : أحبك أحبك نجمةً تمحو دُجى الأشياء من قلبى وتجعلنى أعيش مخاوفى وكأننى فى عالم ناءٍ عن الرعب أحبك أعظم الحبِّ فأنت حصانىَ المسحور والخاتَمْ وفى عينيك أبصر ثورة العالَم على الأصفاد والطاغوتْ وأشعر أنّ شيئاً ما سيحدث.. يستثير الناسَ.. يخرجهم من التابوت فأرسم أجمل القبلات فوق جبينك المعبود وأقسم أنّ "يونسَ" لن يظل العمرَ مسجوناً ببطن الحوتْ أحبك مثلما شاء الهوى قَدَراً وصبحاً رائع القسمات مخضرّاً ومفترّاً وأُغنية تُقًطّر من ملوحة عيشنا مطرا يُروّى الجدْبَ.. يحيى الزرع والضرعا ويسكبُ قدرة الإنبات فى اليابسْ ويفعم قُدرةً صحراءَنا العانس لأجلك أعشق الأيّامَ ألثمها بأعماقى وأحمل كلمتى سيفاً على كتفى وأمضى مثلما الإعصار منتصراً على ضعفى "عرفتك بعدما أيقنت بالموت وبَعْدَ تجهّم الأيّام.. بَعْدَ الغربة السوداء بعد مرارة الصمت عرفتك فالحياة عرفتُ يا أنتِ" نضالٌ حبُّنا فَلْيَرْمِنَا الرامى هوانا الدرعُ والتُّرسُ وبسمتك الحبيبة نَبْلتى والسهم والقوس وذاك الأسود الغافى على كتفيك يهتف بى فكيف يردّنى اللومُ؟!! وكيف يصدّنى القومُ؟!! محالٌ قهرنا فالحب لا يُهزَم ومهما جمّع الأعداء ما دمنا معاً فعزيمتى أضخم لنا المجدُ.. وأحلى ما وعته الأرضُ والأفلاكُ والتاريخ والإنسان فهيّا إننى الظمآن منذ سنين لم اشرب أنا الظمآن وأنت الكوثر القدسىّ فاسقينى لأسكب كلّ اشعارى على ثغرك وما دام الردى كأساً دعينى مغمض العينين أحسوهُ على صدرك لأولد مرّة أخرى وأحيا دونما موت "ولدتُ المرة الأولى وقابلتى هى المنفى" ومهدى الشوك والصبّار!! وثديى الجوع والأحجار!! وكان الليل منتصفا.. وكان الكون مرتجفا.. فلم يشعر بميلادى سوى الحيطان وعند الصبح قالوا: ليته ما كان فإن العالم استكفى أحبك ناسياً مجذوم أيّامى لأبدأ من جديد خير أيّامى لأنفض عن جبينى جُرحَ آلامى وأكتب فوق أوراق الحياة قصيدة الغبطة فأنت العمرُ.. والأشعارُ.. والأشجار.. والأقمارُ.. والعيدانُ والحنطة وأنت خميلتى .. والظلَُ.. والواحة وأنت الحبُّ.. أنت الحبُّ أنت الحبُّ والإيمانُ والراحة