أثار الظهور الكثيف للمنتقبات في الحياة العامة بمصر بعد الثورة تساؤلات كثيرة ، خصوصا مع دخولهن المعترك السياسي ، الذي كان محظورا بقرار ضمني من الجهاز الأمني في عهد النظام السابق . وقالت منتقبات التقتهن "المشهد" إن الثورة فتحت لهن الأبواب للعمل والمشاركة بعد أن كن في الماضي يعانين من مجتمع لا يعترف بالنقاب كزى ، ولا يحترم عقيدة المتمسكات به . وروت هبة ، وهى طبيبة أسنان، قصة ارتدائها النقاب فاوضحت ان ما دفعها الى ارتداء النقاب هو اقتدائها بوالدتها المنتقبة ولكنها فكرت جديا فى ارتداء النقاب عندما سمعت فتوى بفرضية النقاب على احدى القنوات الفضائية، ولكنها واجهت صعوبة شديده فى إقناع والدها الذى ظل رافضا لفكرة النقاب خوفا عليها من البطش الامنى والمعوقات التى تقابل المنتقبات وخصوصا انها كانت مقبله على الحياة الجامعية. واضافت ان حياتها الشخصية لم تختلف بعد النقاب فالوضع سيان بالنسبة لها فالنقاب على حد قولها لم يفرض عليها شيئا جديدا ، ولكنها اشارت إلي انها واجهت بعض الصعوبات فى الجامعة بسبب تعنت الاساتذة ورفضهم النقاب كزى الا انهم اعتادوا عليه بعد ذلك . وقالت :"مازلت اعانى من اضطهاد المجتمع للنقاب والمنتقبات" . وأوضحت أنها بعد الثورة أصبحت تسعى لإثبات نفسها فى مجالها لرفعة شأن النقاب والمنتقبات. أما شيماء ، وهى طالبة بالفرقة الرابعة بكلية الاداب جامعة القاهرة، فتقول إنها واجهت صعوبة شديدة فى الحصول على موافقة الأهل على ارتدائها النقاب ، كما أنها تقابل معوقات كثيرة فى حياتها الشخصية والعملية ولكنها لن تتخلى عن اختيارها . واضافت أن اقاربها قطعوا صلتهم بها بمجرد ارتدائها النقاب ، في حين أنها تواجه صعوبة شديدة فى التعامل مع المجتمع التى تعيش فيه لدرجة ان جيرانها ينظرون اليها على انها غريبة عنهم. وفى جولة ل "المشهد " بمحلات بيع النقاب قالت منة ( مسئولة مبيعات ) إن الاقبال على شراء النقاب زاد بعد الثورة نتيجة لزوال الخوف من الامن ، مشيرة الى ان اكثر فئه تتردد على المحل لشراء النقاب البنات فى المرحله الجامعيه والنساء متوسطات العمر. واضافت ان النقاب انواع كثيره منه المصرى والسعودى والخليجى ولكن الاقبال يزيد على النقاب السعودي، مشيرة الى ان اسعار النقاب تتراوح بين 20 و 50 جنيها. وأشارت إلى أن سيدات من خارج مصر ، خصوصا من دول عربية ، يأتين لشراء نقاب من المحلات المصرية . و في سياق متصل ، قالت ام عبد الله احدى المسئولات عن البيع باحد المحلات ان الاقبال على شراء النقاب عامة يزداد فى اشهر العباده مثل رجب وشعبان ورمضان وموسم الحج. واشارت الى ان الاقبال على شراء النقاب لم يختلف بعد الثورة ، موضحة ان السبب فى عدم الاقبال على شراء النقاب بعد الثوره على الرغم من زوال الرقابه الامنيه على المنتقبات مرتبط بركود عام فى سوق البيع نتيجه للاحوال الاقتصاديه والاضطرابات التى تمر بها البلاد وتعليقا على أوضاع المنقبات بعد الثورة ، قالت الدكتورة طاهره المغربى، أستاذ علم النفس بكلية الآداب - جامعة القاهرة ، إنه لا يوجد تمييز سيكولوجيا بين شخصية المنتقبة وغيرها ، ولكن الاختلاف يكمن فى معتقدات الاشخاص وهذا مايطلق عليه فى علم النفس حرية الاعتقاد. واضافت ان شخصية المرأة لا يطرأ عليها اى تغيير بارتداء زى معين كالنقاب مثلا ولكن اذا حدث هناك تغيير فيكون فى الآراء والمعتقدات، كما ان المجتمع لديه تخوف من سيطرة المنتقبات خاصة والقوى الدينية بوجه عام عليه باسم الدين، وهو مايخلق حالة من العداء نظرا لرفضها سياسة الانفتاح . وأوضحت ان نظر المجتمع للمنتقبة ترسمها المنتقبه بتعاملاتها مع أفراد المجتمع مشيرة الى ان المجتمع يتوقع من المنتقبة مزيد من حسن الخلق وحسن المعامله وهذا ما يدل عليه شكلها فاذا قامت بتصرفات عكس ذلك فهذا يخلق حاله من العداء على جهة التعميم تجاه المنتقبات. من جانبه ، قال الدكتور محمد عبد السلام أستاذ علم الاجتماع الدينى بكلية الاداب جامعة القاهره إن الاعلام الفضائى لعب دورا كبيرا فى زيادة الوعى الدينى لدى العامه فى ظل تخلى اكبر المؤسسات الدينيه عن دورها فما ان وجد العامه فى القنوات الدينيه كالرحمه والناس شفاء لهم واكد ان نظرة المجتمع للمنتقبه تختلف باختلاف الشرائح الاجتماعية، فالريف اقل نقدا وتعصبا تجاه النقاب بخلاف الطبقه العليا فهى الاكثر ليبراليه فانهم يستهجنوا هذا الزى اما الطبقه الوسطى فانها تقدره ونوه الى ضرورة إجراء أبحاث ودراسات لتوضيح نظرة المنتقبة للمجتمع وهل مازال فكر هؤلاء يقتصر على تكفير الاخرين ام حدث تغيير؟. وأوضح ان النقاب سيزيد في الفترة المقبلة نتيجة لزوال الخوف عند الناس ، فقد كان النظام السابق ينظر الى التدين بصفه عامه والنقاب بصفة خاصة من الناحية السياسية وأشار الى أن دخول المنتقبات المعترك السياسى مرهون بالترحيب بالتيار الإسلامي فى مصر، ففي حال تمكن هذا التيار من الحصول على تأييد شعبي ، سيصبح النقاب ظاهرة مقبولة ، خصوصا إذا صاحبه سلوك معتدل ومنفتح من قبل المنتقبات .