الصورة تغنى عن 1000 كلمة.. ولسان حال الصورة في مركز ومدينة "منفلوط" يقول إنها تعيش وسط مشكلات لا حصر لها: شوارع بدون اسفلت.. قمامة على جانبي الطرق.. "تكاتك" تملأ الطرقات.. وباعة جائلون يفترشون الارض! هذه هي السمات الرئيسية لمركز منفلوط الذي يعد من اكبر مراكز محافظة اسيوط والذي عانى على مدار السنوات الماضية ولا يزال من عدم اهتمام المسئولين وغياب ضمائرهم. عدسة "المشهد" قامت بجولة ميدانية لترصد الصورة على أرض الواقع وحتى تقف على أهم المشاكل التي تعاني منها منفلوط. هاني حماد - أحد أهالي المدينة – يقول إنهم منذ اكثر من 10 سنوات يعانون من مشكلة الصرف الصحي وازمة الخبز وغياب النظافة.. وفى كل مرة يناشدون المسئولين التدخل لحلها لكن لا حياة لمن تنادى فليس هناك أي استجابة سواء من رؤساء مجلس المدينة أو حتى من المحافظين الذين تناوبوا على هذا المنصب خلال فترة طويلة مضت.. لافتا الى انه كان من المفترض الانتهاء من اعمال الصرف الصحى منذ فتره طويله لكنهم اكتفوا بتكسير جميع شوارع المدينة وازدادت الطينه بلة بعدما اصبحت الشوارع مليئة بالحفر والمطبات التي تعوق المارة وتلحق الضرر بالسيارات وتؤدي الى تعطيل حركة المرور وتكدسه. واشار هانى إلى أن من المشاكل الرئيسية انتشار مقالب القمامة فى الوقت الذى تواجه فيه المدينة غيابا تاما لعمال النظافة.. إضافة الى عدم وجود صناديق مما يضطر الاهالي الى إلقاء القمامة في الشارع او في الاراضي غير المبنية مما يؤدي الى انتشار التلوث البيئي وبالتالي الأمراض. انتقلت عدسة المشهد الى مساكن "أبو المنديل".. ورصدت هناك كارثة بيئية تتمثل في طفح مياه المجاري حول المساكن. جمال محمد -من سكان المنطقة- يؤكد أن مياه الطفح تتراكم وتزداد يوما بعد الآخر منذ سنوات لدرجة ان السكان اعتادوا على وجود برك المياه التى تحيط بالمساكن وتتجمع بها اكياس القمامة وينتشر بها الناموس الناقل للامراض مشيرا الى ان حل هذه المشكلة يتمثل في التدخل الدوري لعربات الكسح التي تقوم بشفط هذه المياه من الآبار ولكن لا يحدث ذلك لأن عربات الكسح تأتي يوما وتغيب عشرة! فولي سيد رمضان يضيف ان عربات الكسح لا تأتي لتنزح المياه إلا على فترات متباعدة مما تسبب في ارتفاع منسوب المياه ودخولها إلى العمارات الأمر الذي سيؤثر -بالتأكيد - على أساس المباني مما اضطر الأهالي لإنشاء غرف لتجميع المياه.. وهذا ما فعله هو شخصيا وكلفه ذلك حوالي 4 آلاف جنيه.. مطالبا بحل هذه المشكلة من خلال تطهير الآبار والقيام ب"نزح دوري" من قبل عربات الكسح لها. ومن جانبه اكد مصطفى عبد الرحمن - نائب رئيس مجلس مدينة منفلوط - انه ليس من مسئوليات المجلس تطهير الآبار ولكن بمقدوره فقط ان يقوم بتمهيد الطريق المؤدي الى المساكن حتى تستطيع ان تدخل سيارات الكسح الى المنطقة بسهولة وحتى تقوم بعملية "نزح" الماء على اكمل وجه. أمل جمال - المسئولة بشركة المياه - تؤكد انه اذا تم تمهيد الطريق من قبل المجلس فستقوم سيارات الكسح بدورها على أكمل وجه.. وانتقلت بعد ذلك عدسة "المشهد" لترصد مشكلة الخبز حيث اكد الاهالي انه لا يصلهم.. بالرغم من انهم يقومون بدفع 6 جنيهات قيمة اشتراك توصيل الخبز للمنازل مشيرين الى ان هناك سوء توزيع في حصة الدقيق مما يؤدي الى حصول اشخاص على اعداد من الارغفه اكثر من غيرهم. واشارالاهالى الى ان السبب الرئيس فى تفاقم الازمة هو غياب الرقابة من التموين والمجلس وهو ما ادى الى قيام اصحاب المخابز بسرقة حصص الدقيق. أما مكتب بريد منفلوط فهو مكتب متهالك امامه اكوام من الزبالة.. ويشبه مدخل السجل المدني بوابة قبر حيث الظلام الدامس مع النزول الى الاسفل بضع درجات حتى تصل الى باب المكتب. ثم انطلقت كاميرا "المشهد" لتسلط الضوء على الباعة الجائلين المنتشرين في كل شوارع منفلوط وقد انتهكوا حرمة الشارع وتعدوا عليها بإشغال الطرق هم واصحاب المحلات، ثم بعد ذلك توجهنا الى محطة منفلوط التي كانت اشبه ببيت اشباح كارثة مدمرة.. غرفة الحجز مغلقة تغطي شبابيكها خيوط العنكبوت. وعلى الجانب الآخر اكد مصطفى حامد - رئيس مجلس مدينة منفلوط - ان مشكلة الخبز قد تم معالجة جزء منها من خلال افتتاح مخبز آلي ينتج من الخبز ما تنتجه 6 مخابز مشيرا الى ان حصة الدقيق للمخبز هي 43 جوالا ويقوم المخبز حاليا بانتاج 30 جوالا اي ما يعادل 30 الف رغيف.. وبرر مشكلة الطرق بعدم استكمال اعمال الصرف الصحي من وإلى قرية العتامنة التابعة للمركز منوها إلى ان أغلب الدعم المادي يذهب الى العتامنة ولا يأتي الى مدينة منفلوط. وأشار رئيس المدينة إلى أن مشكلة القمامة في المدينة تعود الى عدم وعي الشارع والثقافة المفتقدة قائلا: "حتى لو حطينا صناديق زبالة.. الناس هترمي برة الصندوق.. دي ثقافة شعب".