أعلن نقاد فنيون بلجيكيون عن "الشعور بالكراهية" الذي ينتابهم إزاء هوليوود، بعد ان أقدمت شركة سينمائية على تجسيد السنافر التي يفتخر بها الشعب البلجيكي كأحد أهم المقومات الحضارية الحديثة التي تعبر عنه، في فيلم هوليوودي ثلاثي الأبعاد. ابتكر الفنان البلجيكي كور فار الشهير باسم بيبو شخصيات السنافر الزرقاء اللون وشرشبيل الساحر الشرير، وهي عائلة كبيرة تتكون من أفراد مختلفي الشخصيات والمواهب والمهارات، لتنطلق من بلجيكا رسوماً متحركة تحوز على إعجاب ورضا المشاهدين في كافة أرجاء العالم، لا سيما الأطفال منهم. قامت شركة "سوني" بإنتاج الفيلم بعد اتفاق مع فيرونيك، ابنة الفنان البلجيكي بيبو، وتدور أحداثه حول السنافر وشرشبيل الذي يلاحقهم ويحاول ان يمسكهم ليجري عليهم التجارب والشعوذة، اذ لم تتمكن السنافر من مقاومة شرشبيل فتهرب الى مدينة نيويورك وتطلب يد العون من الإنسان. وتكمن المفارقة في خط سير الأحداث بأن السنافر خرجوا من قريتهم التعاونية ذات الطابع الاشتراكي، ومعهم بابا سنفور الذي غالباً ماشبهته وسائل إعلام بكارل ماركس بسبب زيه الأحمر ولحيته البيضاء، ليتحولوا الى مدينة تعتبر رمز الرأسمالية في العالم أجمع. استدعى الفيلم ردود فعل بدت غاضبة في بلاد السنافر الأم بلجيكا، حيث نشرت صحيفة "لوسوار" مقالاً تحت عنوان "لماذا خطفت هوليوود سنافرنا؟"، تساءلت من خلاله عما اذا "اصبحت حضارتنا الغنية بلاك باستر جديد في السينما الأمريكية ؟" في حين تساءل مثقف بلجيكي عمن "أعطى الحق لهوليوود بتحويل الكلاسيكيات البلجيكية الى منتجات أمريكية ؟". ويعود تاريخ ميلاد السنافر بحسب موقع "كاديتا" الى 23 نوفمبر 1958، حين نشرت الرسومات الجديدة في مجلة "لوجيرنال دي سبيرو" الفرنيسة، ونالت إعجاب القراء، مما شكل حافزاً للفنان بيبو كي يطورها ويجعل منها قصصاً للأطفال حققت انتشاراً عالمياً واسعاً، خاصة بعد ان ترجم الى 25 لغة، واقتنته أكثر من 70 دولة. يذكر انه بالإضافة الى السنافر فإن ثمة رمزا آخر اصبح يرتبط بأمريكا والأمريكيين، على الرغم من انه يعود الى البلجيكيين أيضاً، وهو آلة الساكسفون التي صنعها البلجيكي أدولف ساكس في عام 1840