"إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب"، جملة عظيمة قالها لقمان عليه السلام لابنه وهو يعظه ولا شك أنها وصية عظيمة جليلة لو عمل بها الناس لاستراحوا وأراحوا. حيث إن اللسان رغم صغره لكنه عظيم الخطر فلا ينجو من شر اللسان إلا من قيده بالشرع، لذا كان حفظ اللسان من أخلاق الإسلام العظيمة التي حثنا عليها ديننا الحنيف. معنى حفظ اللسان: المقصود به ألا يتحدث الإنسان إلا بخير، ويبتعد عن قبيح الكلام، وعن الغيبة والنميمة والفحش، وغير ذلك. والإنسان مسئول عن كل لفظ يخرج من فمه؛ حيث يسجله الله ويحاسبه عليه، يقول الله تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد). مكانة حفظ اللسان: ما يدلك عليه كثرة الأحاديث التي تبين خطر اللسان والكلمة... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا يستقيمُ إيمان عبد حتى يستقيمَ قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه)) وقال ((إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تُكَفِّر اللسان (تذل له وتخضع) تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمتَ استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا )) صحيح الترمذي. ضوابط الكلام: من أراد أن يسلم من سوءات اللسان فلا بد له من الأمور التالية: ألا يتكلم إلا لينفع بكلامه نفسه أو غيره، أو ليدفع ضررآ عنه أو عن غيره. وأن يتخير الوقت المناسب للكلام، وكما قيل: لكل مقام مقال. وأن يقتصر من الكلام على ما يحقق الغاية أو الهدف، فالكلام الجيد وسط بين تقصير مخل وتطويل ممل. ويتخير اللفظ الذي يتكلم به، فكلامه عنوان على عقله وأدبه. وألا يتكلم بفحش وقبح، ولا ينطق إلا بخير. وأن يشغل الإنسان لسانه دائما بذكر الله . أقسام الكلام: ويدلك على فضل الصمت أمر، وهو أن الكلام أربعة أقسام: قسم هو ضرر محض: كالكذب وشهادة الزور والنميمة فلا بد من السكوت عنه. وقسم هو نفع محض: كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوعظ والتذكير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) حديث صحيح قسم ليس فيه ضرر ولا منفعة: فهو فُضُول، والاشتغال به تضييع زمان، وهو عين الخسران. 4- وقسم هو ضرر ومنفعة: وهذا فيه خطر، إذ يمتزج بما فيه إثم، من دقيق الرياء والغيبة وتزكية النفس، وفضول الكلام، امتزاجا يخفى إدراكه. ثمرات حفظ اللسان: أولا: الفوز برضوان الله تعالى لقوله صلى الله عليه وسلم: (( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ماكان يظن ان يبلغ ما بلغت، يكتب الله له رضوانه الى يوم يلقاه)) ثانيا: انه قد ضمن الجنة بحفظ لسانه. لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من يضمن لى ما بين لحييه وما بين رجليه اضمن له الجنة)) رواه البخاري ثالثا: انه من أفضل المسلمين فقد سئل صلى الله عليه وسلم عن اي المسلمين أفضل ؟ فقال: ((من سلم المسلمون من لسانه و يده)) متفق عليه رابعا: انه ناج من عذاب الله تعالى لقوله صلى الله عليه وسلم ((من صمت نجا)) صحيح الترمذي خامسا: راحة النفس من المتاعب والهموم والمشاكل. أمور تعينك على حفظ لسانك عن الآفات: 1- التعوذ بالله من شر اللسان. 2- استحضار ثمرات حفظ اللسان في الدنيا والآخرة. 3- استحضار مساوئ عدم حفظ اللسان حيث إنها محبطة لحسناتك يوم القيامة ومثقلة لميزان سيئاتك فهذا ما يشجع على حفظ اللسان من الآفات ويقوي العزيمة على ذلك. 4- الإكثار من الصمت. 5- أن تقطع كل الأسباب الباعثة على آفات اللسان كالغضب والحسد والكبر والغرور.