سادت حالة من الحزن فى الأوساط الأدبية والثقافية بعد رحيل الكاتب والروائى الكبير خيرى شلبى فجر اليوم إثر أزمة قلبية عن عمر ناهز الثالثة والسبعين عاماً بعد رحلة طويلة من الإبداع فى عالم القصة والرواية. نعى الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب، فى تصريحات إعلامية، الروائى الكبير خيرى شلبى، قائلاً: "إن الأخير أراد أن يودع أحباءه من المثقفين والقراء فى سيرته الذاتية "أنس الحبايب"، والتى صدرت حديثاً عن الهيئة، وكتبها شلبى بعدما عزف كثيراً عن كتابة مذكراته". وأضاف مجاهد، أن الأدب العربى خسر واحداً من أبرز رواده، فهذا الأديب المتميز كان من أكثر الكتاب دراية بخبايا مصر من حيث أماكنها وأشخاصها بشكل لا يعلمه أحد فكان أعرف الناس بالقرية والمدينة على حد سواء. وقال الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة، إنه انتابه شعور بفقدان أخيه الأكبر، مؤكداً أنه كان إنساناً وفناناً ومبدعاً بما قدمه من كم هائل من الإبداع للثقافة المصرية والعربية، حيث كان يمتلك حساً مصرياً عالياً عبر من خلاله عن هموم الشعب المصرى. وأشار أبو غازى -فى تصريحات صحفية اليوم- إلى أنه توطدت علاقته بالراحل شلبى بشكل كبير خلال الاثنى عشرة سنة الأخيرة من عمره، مشيراً إلى أنه شعر خلالها بأنه أبوه الروحى وأخوه الأكبر الذى كان يسدى له النصائح فى كثير من الأحيان. ووصف الكاتب محمد سلماوى رئيس اتحاد كتاب مصر، رحيل شلبى بالخسارة المفجعة والمدهشة، مؤكداً أنه كان أحد أعمدة الفن الروائى العربى، واتسم بغزارة الإنتاج، وكانت رواياته تمثل قطاعًا عريضًا من المجتمع وتغوص فى أعماق شخصياته الثرية، واصفاً إياه ب"تشارلز ديكنز" الرواية المصرية، فهو "المرادف تمامًا لعملاق الرواية البريطانية الذى ترك لنا تسجيلاً دقيقًا للمجتمع الإنجليزى فى عصره، وهو ما فعله خيرى شلبى من خلال فن روائى راق، وامتلاك واعى بأدواته الأدبية. وقال "سلماوى"، إن خسارة "خيرى شلبى" لا تعوض فمثل هذه البانوراما المتسعة والعريضة للمجتمع المصرى لا نجدها فى الروايات الجديدة عادة ما تقدم قطاعا ضيقًا من قطاعات هذا المجتمع الشاسع الذى صوره خيرى شلبى فى روايته. وأشار "سلماوى" إلى أن الاتحاد سوف يبحث عقد حفل تأبين كبير يليق بقيمة "شلبى" يتناول فيه أهمية وسبل جمع تراثه، إضافة إلى دراسته بالنقد والتحليل. ويعد خيرى شلبى أحد أبرز كتاب جيل الستينيات وأغزرهم إنتاجا، حيث يزيد عدد الكتب التى ألفها خلال مسيرته الإبداعية عن 70 كتاباً، من أشهرها رواية "وكالة عطية"، التى نال عنها جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكيةبالقاهرة عام 2003، والتى تحولت إلى مسلسل تليفزيونى. ولد فى 31 يناير 1938، وخلال مسيرته الإبداعية حصل على العديد من الجوائز، أبرزها جائزة الدولة التشجيعية فى الآداب عام 1980- 1981، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1980 – 1981، جائزة أفضل رواية عربية عن رواية "وكالة عطية" 1993، الجائزة الأولى لإتحاد الكتاب للتفوق عام 2002، جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكيةبالقاهرة عن رواية وكالة عطية 2003، جائزة أفضل كتاب عربى من معرض القاهرة للكتاب عن رواية صهاريج اللؤلؤ 2002، جائزة الدولة التقديرية فى الآداب 2005، ورشحته مؤسسة "إمباسادورز" الكندية للحصول على جائزة نوبل للآداب. وتولى رئاسة تحرير مجلة الشعر (وزارة الإعلام) لعدة سنوات، ثم تولى رئاسة تحرير سلسلة: مكتبة الدراسات الشعبية الصادرة عن العهيئة العامة لقصور الثقافة(وزارة الثقافة)، حتى توفيفى ساعة مبكرة من صباح اليوم فى منزله بالمعادي. ومن أشهر رواياته: السنيورة، الأوباش، الشطار، الوتد، العراوى، فرعان من الصبار، موال البيات والنوم، ثلاثية الأمالى (أولنا ولد - وثانينا الكومى - وثالثنا الورق)، بغلة العرش، لحس العتب، منامات عم أحمد السماك، موت عباءة، بطن البقرة، صهاريج اللؤلؤ، نعناع الجناين.