فور شيوع خبر اغتيال القيادي في كتائب عز الدين القسام أحمد الجعبري، بدأ الآلاف حول العالم بتناقل الأخبار والمعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي. إلا أن اللافت كان مشاركة حسابين على تويتر في متابعة الأحداث، وهما حسابا الجيش الإسرائيلي وكتائب عز الدين القسام، حسب ما جاء في جريدة "الحياة" اللندنية. وبدأ حساب الجيش الإسرائيلي نشر تغريداته بكثافة فور إعلان اغتيال الجعبري مساء يوم الأربعاء ليطلق حملة يبرر فيها العدوان. وأشارت طبيعة الحملة على "تويتر"، بكثافتها وتنظيمها، إلا أن المهمة لن تنتهي بعملية الاغتيال وأن تصعيداً سيحصل في الساعات المقبلة. وغرّد الحساب رسالة مرفقة بصورة للقائد الجعبري وكتب عليها "تمت إزالته" بمعنى أنه قتل. وفي بداية الحرب النفسية، أعلن في تغريدة أن "كل الاحتمالات مطروحة على الطاولة". ثم تغريدة أخرى مع رابط لشريط مصور يظهر عملية استهداف سيارة الجعبري. ثم ينشر الحساب الإسرائيلي رسماً يبرّر العملية الإسرائيلية ويقول: "12 ألف صاروخ أطلق من غزة". وتتوالى التغريدات المحرّضة والمبررة لتوسيع الهجوم على قطاع غزة لتشمل شريط مصور قالت التغريدة إنه لمجموعة ناشطين من كتائب القسام يخفون صاروخاً متوسط المدى من نوع "فجر". وصورة أخرى يقول فيها المتحدث الإسرائيلي إنها لراجمة صواريخ فلسطينية قرب مسجد ومصانع. كما ظهرت تغريدة للجيش الإسرائيلي قال فيها إن "صاروخاً أطلق من غزة أصاب مركزاً تجارياً في مدينة رئيسية في الجنوب"، من دون تحديد اسم المدينة التي ترددت معلومات أن تكون عسقلان أو ديمونة. أما حساب كتائب القسّام فغرّد في تكرار لبيان الكتائب أن استهداف القائد الجعبري فتح على الاحتلال أبواب جهنم. ثم ما لبث أن بث تغريدات عن بعض عمليات المقاومة مثل استهداف قاعدة التنصت 8200 وقاعدة الإسناد "صوفا" بالقذائف والصواريخ. كما نشر الحساب خبر لاستهداف القصف الإسرائيلي للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة واستشهاد طفل جراء القصف. ويتابع حساب الجيش الإسرائيلي على تويتر 70 ألف مستخدم، في حين ان حوالي 4 آلاف مستخدم فقط يتابعون حساب كتائب القسام. واللافت أن الحسابين ينشران تغريداتهما باللغة الإنلكليزية، ما يزيد من حجم المتابعين، في دلالة على أهمية المجال الإعلامي في الحرب. مواجهة افتراضية ولكن، كتب الجيش الإسرائيلي تغريدة توجّبت ردّاً من الحساب القسّامي. فقد غرّد الحساب الإسرائيلي "نصيحة لناشطي حماس، من العناصر الصغيرة أو الكبيرة، عدم إظهار وجوههم فوق الأرض في الأيام القادمة". إلا أن حساب كتائب القسام ردّ على التهديد الإسرائيلي بالقول: "أيادينا المباركة ستصل الى زعمائكم وجنودكم أينما حلّوا.. لقد فتحتم أبواب جهنم على أنفسكم". وفي تلك اللحظة بدأ مستخدمو تويتر في تناقل الخبر حول "رد حماس على إسرائيل"، وكيف أن الطرفين يتبارزان على الأرض وفي العالم الافتراضي أيضاً. فهل تسهم الحرب اللافتراضية في حسم الحرب العسكرية؟