شن مفتي عام السعودية رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أمام آلاف الحجاج في جبل عرفات الخميس حملة عنيفة على المطالبين بدولة مدنية.. وندد خلال خطبة القاها في مسجد نمرة ب"شعار في هذا الزمن بين المسلمين يدعو إلى دولة مدنية ديمقراطية غير مرتبطة بالشريعة الإسلامية وتقر الكثير من المنكرات (...) وهذا بلا شك ينافي تعاليم الإسلام ويخالف الكتاب والسنة وأصول الشريعة". وقال إن "شرذمة من البشر تحاول الطعن في هذا الدين بحجج واهية وشعارات زائفة.. بدعوى الحرية زعموا ان الدين لا يصلح لهذه الحالات واعترضوا على القصاص والحدود لأنه ينافي حقوق الإنسان (...) وان الامة الإسلامية اذا طبقت الشريعة انطوت عن الامم الراقية وتقوقعت". وتابع آل الشيخ: "زعموا وسمحوا لانفسهم بالطعن في الدين وتغيير نصوصه وزعموا ان هذا هو الرقي، ولا شك ان هذه التهم باطلة والدعاوى اليائسة جزء من الحملات التي يشنها أعداء الاسلام ضد هذه الأمة لتغييرها وإبعادها عن دينها وطمس هويتها وتغريب مجتمعاتها". واعتبر أن "من الايمان بالله ان تكون شريعة الاسلام مصدر لأنظمة الامة الإسلامية في سياستها الداخلية والخارجية والاقتصادية والتعليمية فالشريعة حاكمة على جميع شؤون الحياة صالحة لكل زمان ومكان".. وأضاف المفتي "لا يجوز معارضتها بأي تشريع مهما كان مصدره ولا ان تكون أحكامها القطعية مجالا للنقد وأخذ رأي الناس حولها بل كلها الى شرع الله وبطل ما سواه". إلى ذلك، قال إن "عالمنا الاسلامي يشهد فتنا ومصائب ومآسي وتسفك الدماء وتخرب الممتلكات، وهذا يدعو للاسف الشديد والحزن. واجب على حكام الشعوب الاسلامية أن يعملوا من أجل الحوار والتفاهم وارجاء المختلف الى إحكام الشريعة ونبذ الخلاف وحقن الدماء وعدم استعمال السلاح". وتابع آل الشيخ "نحذرهم من مكائد أعدائهم الذين يحاولون زعزعة امن الشعوب وحكامها لاثارة الطائفية البغيضة وزعزعة الامة وسلب امانها واستقرارها".. كما دعا حكام المسلمين وشعوبها إلى أن يديروا بلادهم بمحض إرادتهم من غير إملاءات خارجية".. على صعيد آخر، طالب المفتي ب"تربية الابناء تربية اسلامية على الأخلاق الفاضلة وإبعاد المنكرات وقطع كل وسيلة تؤدي لانحراف أخلاقهم من سفور وتبرج واختلاط الجنسين والسماح للقنوات الفضائية بنشر العري والتفسخ والانحلال الأخلاقي من كتب ومجلات". كما قال: هناك أموال مودعة لمسلمين في غير الدول الإسلامية ما ساعد على نمو اقتصادها وتقدمها، فلو كانت تلك الأموال في بلاد الإسلام لأدت لنمو اقتصادها وإقامة مشروعات تفيد الأمة (...) ومعالجة الفقر والتخلف والبطالة".