"بلح الوادي" يعتبر أهم وأجمل فاكهة في جنة الصحراء "الواحات"، فهو شعار المحافظة والمحصول الرئيسي والاستراتيجي لمزارعي الوادي الجديد، ولاسيما البلح الصعيدى الذى كان يصدر إلى أوروبا وشرق آسيا وإلى الأسواق الأفريقية والعربية وتمتلك المحافظة أكثر من 1.5 مليون نخلة تنتج حوالي 50 ألف طن بلح سنويًا وتملك 29 مصنعًا تابعًا للشركات الاستثمارية والقطاع الخاص وهو ما حرك أسعار التمور بالواديالتي تسهم ب 90 % من حجم تصديره، ولكن هذا العام حدث انخفاض فى إنتاج البلح، بسبب انتشار سوسة النخيل والحرائق. فى البداية قال صبحى والى، عضو مكتب نقابة الفلاحين بالمحافظة، إن سوسة النخيل أو "الإيدز" انتشرت بشكل كبير بنخيل واحات الخارجة والفرافرة والداخلة فى الآونة الأخيرة رغم مكافحتها، وهي السبب فى انخفاض الإنتاجية، مضيفًا أنها أصبحت تهدد ثروة الوادي الجديد من النخيل بالموت، مطالبًا المزارعين والمنتجين ومديرية الزراعة بالتعامل مع الأمر بجدية، مؤكدًا أن تقاعسهم عن تفعيل قانون الحجر الزراعى بالأكمنة الشرطية بين المحافظات كان السبب، لأن العدوى جاءت من فسائل مصابة من خارج المحافظة. أما صلاح على، مزارع، فأكد أن الحرائق أحد الأسباب فى خسائر بلح الوادى.. موضحًا أن حرائق الخارجة والداخلة التي حدثت مؤخرًا أثرت بشكل كبير فى الإنتاجية. ويوضح سيد محمود، مهندس أن الخسائر التى أصابت المزارعين مؤخرًا وراء إهمال المزارعين الاهتمام بالنخيل وارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج والمعوق الأكبر هو تسعير البلح فى كل عام، حيث صدر قرار اللواء طارق مهدى محافظ الوادى الجديد بتسعير كيلو البلح 4 جنيهات فقط. كما كشفت دراسة علمية قام بها الدكتور عبد الوكيل ابراهيم أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة أسيوط أن معظم المشكلات التسويقية لبلح الوادي تنحصر فى احتكار مصنع البلح والجمعيات التعاونية لتسويقه وكذلك ارتفاع الرسوم والإجراءات الروتينية في استخراج تصاريح خروج البلح وتسعيره بسعر محدد. وطالب علي محمود على، مزارع، بإعدام النخيل المصاب بالسوسة حتى لا تنتقل العدوى، وكذلك خفض الرسوم التي تفرض علي تصدير كل طن من البلح والسماح لهم بتسويقه بمعرفتهم في محافظات مصر المختلفة وإلغاء القيود المفروضة علي التصدير. وأكد المهندس سيد عطية، مدير عام القطاع الزراعى سابقًا، أن "السوسة" من الآفات التى تدمر زراعات النخيل، فكل إصابة تنقل العدوي إلي 6 أو 7 آخرى.. لافتا إلى ضرورة الاهتمام بالنخيل وتعفيره بالكبريت الزراعى والرش الوقائىوإبلاغ المزارعين بالإصابات الجديدة.