اعلنت جامعة زيورخ السويسرية اليوم أن فريقا من علمائها بالتعاون مع فريق من جامعة (كاليفورنيا - سانتا كروز) الامريكية قد اكد وجود نجوم على الحافة الخارجية لمجرة درب التبانة. واشار بيان صادر عن الجامعة ان الفريق العلمي السويسري الامريكي المشترك قد تمكن من تحديد تلك النجوم بعد نجاح محاكاة تشكيل المجرة باستخدام حاسوب عالي السرعة في (المركز الوطني السويسري للحوسبة الفائقة). كما تؤكد نتائج المحاكاة الجديدة ان المجرات البدائية تتكون من غازات ونجوم في مركزها وتشكلت بالفعل بعد مليار سنة من وقوع الانفجار الكبير وذلك قبل فترة طويلة من ظهور المجرات كما نعرفها الان. ويتوقع العلماء امكانية رؤية تلك النجوم على الهالة الخارجية للمجرة من خلال الجيل القادم من التلسكوبات والمسابر الفضائية بينما تساعد النتائج الحالية في تعديل المعلومات المتعلقة بتوزيع اشعاعات الغازات الساخنة حول قرص المجرة المركزي. وتغلب الفريق العلمي على مشكلتين اساسيتين اعترضتا محاكاة عمل المجرات الحلزونية على الحاسوب وهما اما ان محاكاة تلك المجرات كانت تظهر عددا هائلا من النجوم في مركزها على عكس الواقع أو ان كتلة النجوم في مركزها كانت ضخمة للغاية ما يعطي نتائج غير منطقية في كلتا الحالتين. وتكمن اهمية تلك النتائج في نجاح العلماء للمرة الاولى في محاكاة نظام معقد مثل تشكيل مجرة درب التبانة بصورة اقرب ما يكون الى الواقع ما يعد ايضا دليلا قاطعا على أن النظريات الاساسية لعلم الفيزياء الفلكية صحيحة. واهتمت الدوائر العلمية بتلك النتائج ونشرتها دورية (استروفيزيكال جورنال) في عددها الاخير. ويوضح الاستاذ بمعهد الفيزياء النظرية بجامعة زيورخ بروفسور لوتشيو ماير "ان هذه النتائج توضح ان الفاصل الزمني لتشكيل تلك المجرة يصل الى اقل من مليون سنة بعد حدوث ما يوصف بالانفجار الكبير الذي نشأ بعده الكون". ويبين ان "النتيجة تبين لنا أنه يمكن تشكيل مجرة لولبية واقعية تقوم على المبادئ الأساسية لنموذج المادة المظلمة الباردة وقوانين الجاذبية الفيزيائية وديناميات السوائل والفيزياء الشعاعية". كما تشير النتائج الى أن تشكيل النجوم وتوزيعها هناك لايحدث بشكل موحد وانما في تكتلات وتجمعات وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة كبيرة في تراكم الحرارة من خلال ظاهرة انفجارات النجوم المعروفة فلكيا باسم (سوبرنوفا). وتعد تلك النتائج نجاحا للمركز السويسري للحوسبة الفائقة بعد نجاحه العام الماضي في محاكاة مجرات متناهية الصغر ونموذج عالي الدقة يحاكي تشكيل مجرة تضم 790 مليار كتلة شمسية و 6ر18 مليار جزيئ كمثال على انتاج الغازات والمادة المظلمة. وتحتوي مجرة (درب التبانة) أو المعروفة ايضا باسم (درب اللبانة) وفق التسمية الاغريقية على ما بين 200 إلى 400 مليار نجم ويبلغ عرضها حوالي 100 ألف سنة ضوئية وسمكها حوالي ألف سنة ضوئية. وتوجد المجموعة الشمسية على حافة تلك المجرة التي تبعد نحو ثلثي المسافة عن مركز المجرة