شريف عبد الهادى صاحب الفكرة الفريدة والتى تخطى بها عقبات النشر فى مصر من خلال أول فيلم مقروء"كوابيس سعيدة" واستطاع أن يتحدى التهديدات التى وجهت إليه لينتج رواية "أبابيل"، وتألقه فى رواية "تستروجين" ومنها لكتاب "حبيبة قلب بابا"، ومؤخرًا وليس آخرًا تألق من جديد فى رواية ملكوت. ولمزيد من التفاصيل عن شريف وأعماله وتحدياته كان "للمشهد" هذا الحوار معه. * متى ظهرت لديك ملكة الكتابة؟ منذ صغر سنى كنت أحب القراءه كثيرًا وكنت أتبادل القصص مع أصدقائى، وشيئًا فشيئًا تعرفت على عالم فلاش لخالد الصفتى وأحمد خالد توفيق وأستاذى نبيل فاروق، ومن ثم بدأت فى دخول عالم المفكر الرائع مصطفى محمود، وبدأت أكتب وأعلن عن موهبتى من خلال حصة الإنشاء والتعبير، وفى الجامعه تعرفت على الدكتور"محمد فتحى" الكاتب وصاحب سلسله (بجوار رجل أعرفه) وعرضت عليه كتاباتى فعرفنى على الكتاب الكبار. * هل التحقت لكلية تنمى ملكة الكتابة؟ لا، التحقت بكليةالهندسة ولم أكمل بها وقمت بالتحويل إلى كلية الآداب قسم الإعلام، وتخرجت منها، وعملت كصحفى ومعد لبرامج وهنا أجلت حلمى فى الكتابة مقابل تكوين نفسى. * ما دفعك لكتابة رواية كوابيس سعيدة؟ كنت كثير ًا ما أسمع أن لدينا فى مصر أزمة ورق، واعتقدت بهذا الكلام حقًا ففكرت المحاوله وعندما انتهيت من كتابة كوابيس سعيدة ومررت بها على شركات الإنتاج وعلى أصدقائى فى الوسط الفنى أكتشف أن هذه المقوله هى أقاويل يرددها المخرجون والمنتجون لتبرير سرقه الأفلام الأجنبية وتمصيرها ووجدت فى شركات الانتاج مكتبات ضخمه تحوى العشرات من السيناريوهات المغطاة بالأتربة، وهذا أصاب الوسط الفنى بالشللية. * ماذا فعلت بعد فشل محاولتك فى نشر عملك؟ أصيبت بحالة من الاحباط وكان أمامى حل من اثنين، إما أن أصرف نظر عن الكتابة للسينما وأندب حظى العاثر، وإما أن أوظف قلمى الصحفى فى تصفية الحسابات ومهاجمة من تجاهلوا أعمالى. * وماذا اخترت؟ الحل الثالث وهو البحث عن وسيط" فالحاجةأم الاختراع" وقررت توظيف طاقتى فى مسار مختلف بحيث أحافظ على كتاباتى وعدم تركها حبيسة الأدراج لا يعرف عنها أحد سوى المعارف والأهل.ومن هنا ابتكرت مصطلح(أول فيلم سينمائى مكتوب)وهذا المصطلح هو الأول من نوعه فى العالم كله. * ما المقصود بالمصطلح؟ هو فيلم قائم على فنانين وأبطال وكان له ما يشبه التتر فى مقدمه الكتاب ولكنه مكتوب، وكل شخصيه فى الكتاب بجانبها اسم الفنان أو الفنانة التى تقوم بالدور، بحيث يكون القارئ قادرًا على تخيل الشخصيه وهى تمثل الدور المكتوب، وقمت بإدراج صورا للفنانين داخل الكتاب ليستطيع القارئ مشاهدة الصورة والمشهد كاملا. * وما كان رد الفعل على هذه التجربة؟ أثارت التجربة الكثير من الجدل حولها. والجدير بالقول أن الفنانة بشرى أحد البطلات فى فيلمى جاءت حفل توقيع التوقيع وأشادت بالعمل وكان هذا التصرف منها لافتةإنسانية عظيمة، وليست بشرى فقط بل أشاد الفنان أحمد حلمى بطل الرواية بالعمل. * صدرت كوابيس سعيدة فى سبتمبر 2012 وجاء بعدها فيلم "على جثتى" قائمًا على الإسقاط النجمى للمؤلف تامر إبراهيم، ماتعليقك؟ البعض قال أن فكرة الفيلم مستوحاة من روايتى، ولكننى أفضل أن أنأى بنفسى عن كل ذلك، وإلا أخوض فى مثل هذه المنطقة، لأن كلا من الفنان أحمد حلمى والمؤلف تامر إبراهيم لا أكن سوى الاحترام والتقدير لهما، وبالمناسبة قال ذكر تامر أن قصة الفيلم مقتبسة من الفيلم الأجنبى(هذا هو الجحيم). * علام اعتمدت فى اختيار ممثلى الرواية؟ وهل عارض أحد منهم إدراج اسمه بها؟ كان أبطال الروايه أحمد حلمى، بشرى، منه فضالى، صلاح عبدالله، وغيرهم. واخترتهم لأننى رأيت أن الدور يتلائم مع طبيعتهم وإدائهم، وعن قبولهم أو رفضهم أنا لم أرجع إليهم قبل إدراج أسمائهم فى العمل. * ألم تكن تلك خطوة جريئة ومتهورة منك؟ أقر بأنها خطوة جريئة ولكنها غير متهورة جريئة لأن البعض له الحق فى رفع دعوى ضدى باستغلال أسمائهم وأشكالهم أيضًا دون علمهم ولكننى درست هذه الخطوة وكان لى أهداف إيجابية وراء ذلك، فأردت مفاجئتهم مفاجاة طيبة، وأردت أن أخلدهم فى عالم الأدب كما فى السينما. * ما مدى رضاك عما وصلت إليه من خلال كوابيس سعيدة؟ راضٍ كثيرًا على الأقل استطعت لفت النظر إلى الرواية، فأشاد بها أستاذى نبيل فاروق وقال"شريف عبدالهادى دخل التاريخ لأنه أول شاب مصرى كتب الروايه بهذا الشكل". * بعد نجاح فكره الفيلم الروائى اتجهت فى "أبابيل" إلى نظام الرواية، وبعدها كان "تستروجين" فى شكل مقروء مرةأخرى، هل أبابيل تمثل فجوة فى نظام كتابتك؟ ليست فجوة، جئت بابابيل فى صورة روايه بهدف التنوع فأردت بعد كوابيس سعيدة إثبات نفسى كروائى، وبعدها عدت لفكره الفيلم المقروء لتدشين الفكرة حتى لا تصبح فكرة نفذت مرة واحدة فقط، وعملى الجديد القادم سيكون كتابًا لإثبات نفسى ككاتب أيضًا. * ما هى الفكرة التى تقوم عليها رواية أبابيل؟ حاولت التصرف فى أبابيل بعد خروجى من كوابيس سعيدة بشكل مختلف، فوجدت أنه يوجد فى مصر العشرات تحدثوا عن أنواع كثيره من الفساد، ولكن لم يجرؤ أحد على التحدث عن الفساد القضائى كما لو كان كل العاملين بمجال القضاء ملائكة، فقررت الخوض فى هذه المنطقة الشائكة رغم التحذيرات من العديد بوجود تهمة مرئية وجاهزة "إهانة المؤسسة القضائية". * ماذا يميز تستروجين عن باق روايات الرومانسية؟ تستروجين فيلم مقروء ولكن هذه المرة دون توظيف للفنانين، يتميز العمل بالطبيعة الرومانسية الكوميدية، وفيتميز أيضًا فى الفكرة، فأنا أطرح فى تستروجين هل الحب كيمياء ليس للبشر دخل فيها؟أم هى خطة وضعت بأحكام وحرفية؟ أم هى قسمة ونصيب؟، وتتميز بالاسم الذى يجمع بين هرمونات الذكورة والأنوثة. * من أبطال رواياتك، أيهم أقرب لشخصيك؟ كل شخصية فى رواياتى تحمل جزء من شخصيتى الأساسية بشكل أو بآخر حتى الشخصيات الشريرة لأنه فى النهاية كل كاتب لا يكتب إلا نفسه، ما بداخله. ولكن أقربهم لقلبى براء فاروق/ أبابيل، مجد الدين مهران/أبابيل، شريف/تستروجين. * ذكرت أنه لابد وأن يكون لكل كاتب هدف من كتاباته، ما أهدافك؟ لدى مشروع وعدة أهداف فالكاتب الذى ليس لديه مشروع لا يستحق لقب كاتب، فالمشروع هو توصيل فكرة أن مصر لديها الكثير من الافكار الجديدة الهادفة لدى الشباب وأنه سيأتى اليوم الذى يتغير فيه الواقع السيىء. أما أهدافى فهى خارج الصندوق وتتمثل فى: الهدف من رواية كوابيس أننى أردت أن أقول لصناع السينما والدراما التليفزيونية أننا لسنا فى حاجةإلى تمصير الأعمال الأجنبية، ولدينا أعمالنا التى قد تكون جديرة بأن يقتبسها الآخرون منا. و من خلال روايةأبابيل أردتأن أعرض أن أزمتنا الأولى هى أزمة عدالة بدليل لو وجدت عدالة رادعة وكافيةلما قامت ثورة يناير، ولما شعر المواطن المصرى بغربة فى وطنه. أما تستروجين فأردت أن أوضح مفهوم الحب لأن 90%من مشاكل الشباب هى مشاكل عاطفية. * أين أنت من الكتب السياسية؟ لى العديد من المقالات السياسية ولكننى لاأفكر فى كتابة الكتب السياسية لأن السياسة لا تدوم والحالة السياسية متغيرة. * ما نوع الدعاية التى تستخدمها؟ شبكات التواصل الاجتماعى، عمل بروموهات للأعمال فى صورة مقاطع فيديو على اليوتيوب، من خلال من خلال الوسط الصحفى الذى بدء فى تغطية الأعمال الشبابية ويتحدث عنها. وأخيرًا من خلال اللقاءات التليفزيونية والصحفية. * ما رأيك فى قصص الأفلام المنتشرة حاليًا؟ هى امتداد لكل ماهو هابط والمجتمع يمر بمرحله تقلب وأمام موجة عاتية من الاضطرابات وكلمة موجه تؤكد أنها ستمر مهما كانت شدة الموجة، وكذلك الأفلام المنحدرة المتدنية ستمر لتحل الأفلام الإيجابية والأفلام الجديدة المليئة بالطموح. * هل سينافس الفيلم المقروء الفيلم السينمائى يومًا ما؟ لا، ولكن الفيلم المقروء سيكون مصباح الإضاءة أمامصناع السينما. * هل ستنساق لموضة تحويل الروايات لأفلام سينمائية؟ فى افقى حلم فى السينما والدراما التليفزيونية أعمل على تحقيقه وسيتحقق بعد الانفتاح الذى نشهده وعودة السينما لحضن الرواية من خلال فيلم عماره يعقوبيان، الفيل الأزرق، هيبتا، ورواية عقار 24. وبالفعل ورد إلى العديد من الطلبات الجيدة ولكن لم يتم توقيع العمل بشكل رسمى ونهائى. * ماذا عن "كتاب حبيبة قلب بابا"؟ الكتاب يبدء ب "لو انتى كبرتى وحبيتى وأنا مش موجود ومفيش حد جنبك هتعملى أيه؟ لو انتى وصلتى لسن الكلية إزاى تختارى الكلية اللى إنتى عاوزاها؟ لو إتعرضتى لصدمة عاطفية إزاى تتصرفى؟ وإزاى كمان تتعاملى مع إخواتك فى الوطن؟". والعمل إنسانى بعيد عن الروايات ويتحدث عن هواجس البشر وخصوصًا الأباء على مستقبل أبناءهم والخوف من كبر الآبناء والأباء متوفيين، والكتاب سيكون بمثابه دليل للآباء والأبناء. * ما المدة الزمنية التى استغرقها هذا العمل؟ جاء كتاب حبيبة قلب بابا فى شكل مقالات متفرقة ولم يكتب بشكل متواصل. * ماذا عن روايتك الجديدة "ملكوت"، وما هو الهدف منها؟ أردت أن نعود جميعًا للسماء لنستمع إلى قصة الخلق منذ بدايتها، قبل أن يُخلق أبونا آدم، لنرى كيف أضلتنا شياطين الإنس والجن، وكيف الخلاص من براثنهم، من خلال عمل ملحمى تجمع أحداثه الجانب الدينى من خلال تعمقه فى الأديان السماوية الثلاثة أو الأديان الإبراهيمية كما يسميها البعض لأنها ترجع فى أصولها لسيدنا إبراهيم أبى الأنبياء. اضغط هنا لمشاهدة الملف بالحجم الكامل اضغط هنا لمشاهدة الملف بالحجم الكامل