الزواج الشرعى هو الزواج المعروف للجميع والذى يكون من خلال مأذون شرعى ووثيقة رسمية.. أما الزواج العرفى هو أن يكتب الرجل بينه وبين المرأة ورقة يُقر فيها أنها زوجته، ويقوم اثنان بالشهادة عليها، وتكون من نسختين؛ واحدة للرجل وواحدة للمرأة، ويعطيها شيئا من المال.. وهذا النوع من الزواج باطل فما بنى على باطل فهو باطل؛ لأنه يفتقد للولى, ولقيامه على السرية وعدم الإعلان وإعلام الناس.. فالإشهار أهم شروط الزواج.. ويعتبر هذا الزواج نوعا من الكذب على المجتمع لأنه يخفى الحقيقة وينكرها ويكون الواضح والمعلن للناس هو العكس تماما. رئيس الجمهورية الحالى "عبد الفتاح السيسى" هو ومن حوله يستنكرون فكرة رحيل الرئيس بطريقة غير شرعية أو غير دستورية؛ أى من خلال طريقة عرفية كما حدث مع الرئيسين المنتخبين السابقين "مبارك ومرسى" خلال الفترة بين 11 فبرابر 2011 و3 يوليو 2013 .. وأقصد بمن حوله مؤسسات الدولة وأجهزتها وحكومتها وإعلامها الرسمى والخاص وكثير من المواطنين أنصار الرئيس. السؤال: كيف لمن دبر عرفيا فى الخفاء وخطط سرا لأن يكون رئيسا منذ اللحظة الأولى ل30 يونيو ومارس الخداع مرارا على الشعب أن يرحل بطريقة شرعية ودستورية؛ وقد ارتكب خطايا أبشع من خطايا سابقيه الذين رحلوا بطريقة عرفية؟ عبد الفتاح السيسى الذى أعلن ترشحه عسكريا لرئاسة الجمهورية وصورته وهو مرتديا الزى العسكرى وخلفيته الخضراء لن تفارق ذاكرتى مدى حياتى, بعد إنتهاء الاجتماع مع قيادات "حزب" القوات المسلحة/المجلس العسكرى والذى كان قد أعلن بعد اجتماع سابق قبلها بأيام موافقته ودعمه لترشح رئيسه/وزير الدفاع لرئاسة الجمهورية, وظهور المشير بالبدلة العسكرية ليخبر الشعب بترشحه لرئاسة الجمهورية, رغم أنه كان قد أعلن قبلها مرارا فى الفترة بين 3 يوليو 2013 وتلك اللحظة التى أعلن فيها ترشحه أنه لن ينتوى الترشح للمنصب وهو ما جعل الكثيرون ممن دعموا خطواته بعد بيان عزل مرسى يطمئنون بأنه ومجلسه العسكرى ليس لهم أطماع فى السيطرة على الحكم وأن كل ما يفعلوه فى سبل مصلحة البلاد لا مصلحتهم.. حيث قال: - لن اترشح للرئاسة كى لا يقول أحد أن الجيش تحرك من أجل مصالح شخصية- الفريق السيسى يوليو 2013. - أنا أقسمت بالله أننا ليس لنا أطماع فى أى شىء ولا نطمع فى حكم مصر وهتشوفوا.. إحنا شرف حماية مصر أهم عندنا من أى شىء آخر - الفريق السيسى أغسطس 2013. - الفريق السيسى قال لى إنه لن يترشح لرئاسة الجمهورية وأنا أظنه صادقا - محمد البرادعى أغسطس 2013. ثم يستمر السيسى فى الخداع ويقول أنه ترشح بسبب نداءات الجماهير وحدها دون أدنى إشارة بأنه كان يتمنى هذا منذ صغره, وأنه كان يسعى لتحقيق هذه الأمنية فى الخفاء منذ عزل مرسى ودبر وخطط وسخر جميع الأجهزة والإعلام فى سبيل تحقيق هذه الأمنية بزريعة المطلب الشعبى.. حيث قال متحدثا للصحفى "ياسر رزق" فى أكتوبر 2013: - أنا بطلب من حضرتك ومعك مثقفين مصر أن تتبنوا حملة بأن توضع مادة فى الدستور الجديد بأنه إذا ترشح وزير الدفاع لمنصب رئاسة الجمهورية ولم يفز به؛ أن يعود مرة أخرى وزيرا للدفاع.. أنا من الناس اللى كان لهم تاريخ طويل من الرؤى، وده لك أنت يعنى، أنا بطلت اتكلم عن المنامات والرؤى من 7 أو 8 سنوات؛ لكن أنا دايما كان ليا منامات ورؤى وشفت كثير جدا من الأمور اللى حصلت بعدها ومحدش قدر يفسرها.. من 35 سنة شفت فى المنام إنى رافع سيف مكتوب عليه "لا إله إلا الله" باللون الأحمر.. وأن أنا فى إيدى ساعة عليها نجمة خضرا ضخمة جدا ساعة "أوميجا" والناس بتسألنى بتقولى اشمعنا انت اللى معاك الساعة دى؟ قولتلهم الساعة دى باسمين هيا أوميجا وأنا أبد الفتاح.. روحت حاطت الأوميجا مع العالمية مع أبد الفتاح؛ وكمان شفت منام آخر.. هنديك اللى ما اديناهوش لحد؛ أنا مع السادات بَكلمه فَبيقولى.. أنا كنت عارف إنى هبقا رئيس الجمهورية.. قولتله وأنا عارف إن أنا هبقا رئيس الجمهورية. هذه هى الطريقة العرفية التى استخدمها "السيسى" مستغلا حب الكثيرين له لأنه وقف فى صف الشعب دون أى أطماع شخصية كما كان يزعم, رغم أنه فى الحقيقة لم يكن له خيارا أخر فما فعله طنطاوى مع مبارك فعله السيسى مع مرسى.. لكن فُضحت الزيجة/الرئاسة العرفية التى حدثت فى الخفاء. هذا فحسب كان قبل رئاسته لمصر .. وبعد الرئاسة ارتكب فوق الخداع خداعا وفى الخفاء كوارث. المحصلة فى النهاية أن الرئيس لم يكن صادقا فى نواياه عندما قامت 30 يونيو وبعد أن أصبح رئيس يبدو منتخبا بشرعية دستورية, إلا أنه كان إنتخاب إجبارى بعد أن هيأت له الدولة عبر أجهزتها الطريق لكى يصبح مرشح الضرورة وقد كان.. وبعد عشرين شهرا من وجوده فى المنصب اتضح أنه لم تكن هناك أية ضرورة لوجوده, وأصبح عبئا على الدولة لا منقذا لها, وهيأ المناخ تماما عبر قانون انتخابات مجلس النواب الفاجر ليعود بجميع نواب الحزب الوطنى السابقين مرة أخرى للبرلمان, وأصبحت مصر 2015 هى مصر 2010 كما تركها مبارك تماما ويريد السيسى إستكمال المسيرة كما هى.. البلد تحت إمرة رجال أعمال متوحشو الثراء وبرلمان من الفاسدين المعروفين بسيماهم وحكومة فاشلة وشعب جائع وخانع, والجديد هو وجود الشباب فى السجون. هكذا جاء الرئيس بشرعية عرفية عبر الخداع والتأمر مع أجهزة الدولة ومن ثم سيكون تغيره بنفس الطريقة العرفية التى غيرت مبارك ومرسى من بعده.. فهو لا يختلف عنهم كثيرا.. بل هو أكثر منهم خداعا.