أشارت دراسات طبية إلى أن الإصابة بمرض تشحم الكبد تتراوح في عموم السكان ما بين 25 ٪ إلى 30 ٪ في البلدان المختلفة، ويظهر بشكل عام لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، أو من الوزن الزائد، وقد حظيت هذه المشكلة بجانب كبير من الاهتمام في الأبحاث والدراسات التي طرحت بالمؤتمرات الطبية، نظرا لانتشاره وتأثيره السلبي على الصحة العامة. وأشار الدكتور أحمد صالح استشاري أمراض باطنه ومعدية بمستشفى راشد إلى توصية مهمة أوصى بها رئيس الجمعية الأمريكية لأمراض الكبد من خلال فعاليات المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لدراسة أمراض الكبد في "سان فرانسيسكو"، شدد على أهمية تدريب الممارسين العاميين في كيفية العناية بأمراض الكبد. وبين أن التوصي نوهت الى عدم توفر اختصاصيين في مجال علاج الكبد على مستوى العالم لتقديم الخدمات الصحية المختصة بأمراض الكبد، ومن هذا المنطلق فان الجمعية الأمريكية ستعمل على زيادة الميزانية المخصصة لتدريب وتأهيل كوادر جديدة في ذات التخصص. ونوه الى وجود تطور كبير فيما في طرق تشخيص درجة تليف الكبد دون الحاجة لخزعات الكبد أو أخذ عينات من الكبد . وأشار إلى أن عدد كبير من الدراسات التي تناولها المؤتمر كانت قائمة على ال "البيانات الفعلية لمعالجة المرضى" وليست التي في طور الأبحاث، كما أن بعض المحاضرات تناولت الاهتمام ومتابعة المرضى إلى ما بعد الشفاء من الفيروس. وقال: لقد تبين أن كثير من المرضى تتحسن حالة الكبد وتقل درجة التليف الكبدي من خلال تلك المتابعة، حيث أن هناك نسبة وإن كانت ضئيلة، إلا أنها تحتاج للمتابعة والملاحظة لاحتمال حدوث أورام بالكبد، لافتا إلى أن الأدوية التي طرحت بالمؤتمر من "آبفيوجلليت" و "بي أم أس" أثبتت فعالية عالية في علاج المرضى. وأكد دكتور احمد صالح على أنه في حال استمرت معدلات النجاح للقضاء على المرض وفق الخطة المرسومة ، فإنه بحلول العام 2030 سيتم انحصار المرض والقضاء عليه بشكل نهائي . وأضاف: هناك حرص شديد من معظم شركات الأدوية والحقل الصحي بوجه عام على مواجهة هذا المرض الكبد الفيروسي سي، باعتباره الفيروس الوحيد الذي يسبب مرض مزمن، لافتا إلى أنه يمكن علاجه والشفاء منه تماما في ظل الأدوية المعالجة والتي تعدت معدلات الشفاء ل 99% ، بعدما كان العلاج مسبقا يعتمد على الانترفيرون وكانت معدلات الشفاء تتراوح من 50% الى 60%. ولفت الى أن الأدوية الجديدة، والتي تعمل على تنشيط جهاز المناعة، فقد بلغت معدلات الشفاء من 90% الى 95 %، وفي بعض الأحيان ل 100%، مشيرا إلى أن بعض شركات الأدوية تراعي في تعاملاتها تكاليف العلاج للمرضى التي تفوق تكاليفها إمكانيات مرضى كثيرين في حاجة ماسة للعلاج. ومن جهته، أفاد دكتور مصطفى عبد العزيز استشاري جهاز الهضمي والكبد بمستشفى أم القيوين أن الأبحاث أثبتت أن علاج "فيكيرا" حقق معدلات شفاء لمرضى فيرس سي تراوحت من 90% إلى 95 % مقارنة بما كانت تحققه أدوية أخرى مثل "أنترفرون بالحقن"، والتي بلغت 50%. ونوه الى أنه ما تتميز به الأدوية الجديدة كونها لا تترك أية أثار جانبية على المرضى، مشيرا إلى أدوية الجيل الثالث ل " فيكيرا" ستصل بمعدلات الشفاء الى 100% وسيبدأ تسويقه في المنطقة العام 2017. وأضاف دكتور مصطفى يعد مرض التهاب الكبد الفيروسي سي من الفيروسات الكبدية ذات المضاعفات كالتشمع أو تليف الكبد، وينتهي بإصابة المريض بسرطان الكبد، وهو النوع الجيني لفيرس سي من 1 الى 6، فيما أكثر الأنواع انتشارا هو النوع الرابع، والذي ينتشر بنسبة عالية بين المصريين بينما النوع الثاني والثالث في دول شرق أسيا والدول الأسيوية. إلى ذلك قال الدكتور سالم عوض استشاري الطب الباطني وجراحة المناظير وأمراض الكبد ومدير مركز «المتقدمة» لجراحات اليوم الواحدفي أبو ظبي: إن دولة الإمارات تعد من أقل الدول إصابة بأمراض التهاب الكبد الوبائي بأنواعه المختلفة حيث كانت الإمارات أول دولة في منطقة الشرق الأوسط التي أدخلت تطعيم التهاب الكبد ضمن جدول التطعيم الأساسي في العام 1991. وبين أن هذا المرض شهد انخفاضا كبيرا وصل إلى (الصفر) بين جيل الشباب في سن العشرين وهم الذين تلقوا التطعيم في الصغر ، وحول مشاركته بفعاليات المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لدراسة أمراض الكبد ، قال دكتور عوض أننا خرجنا من المؤتمر بقناعة أنه يمكننا اليوم الاستغناء تماما عن الحقن بال " انترفرون " لعلاج فيروس الكبد سي ، حيث كانت تلك الحقن يتناولها المريض كل أسبوع ولمدة عام كامل ، ناهيك عن المضاعفات الناتجة من علاج ال"انترفرون". وأكد دكتور عوض أن التهاب الكبد (سي) يعد قليلا في دولة الإمارات ويمثل نسبة ضئيلة جدا بين المواطنين، وكذلك بين المقيمين، لافتا الى أن قوانين الامارات تلعب دورا كبيرا في هذا الأمر حيث يمنع دخول بعض الفئات من المصابين بهذا لفيروس إلى البلاد وذلك حفاظا على الصحة العامة، وأن 25% من مرضى الكبد الفيروسي معرضون للإصابة بأمراض الكبد المزمنة أو سرطان في الكبد أو التليف وأن جزءا منهم يحتاج لزراعة الكبد لذلك لابد من المتابعة الدورية قبل وما بعد زراعة الكبد ،مشيرا إلى أن جميع الأدوية الخاصة بالتهاب الكبد تقدم للمواطنين بالمجان من خلال البطاقة الصحية بينما الجمعيات الخيرية توفر العلاج للمرضى الوافدين غير القادرين . وقال: تم معالجة نحو 200 مريض وحقق معدلات شفاء بلغت أكثر من 99% ، مشيرا إلى أنه ومع وجود هذه الأدوية من الممكن أن يختفي هذا المرض تماما ، إلا أن تظل مشكلة واحدة تواجه المريض بكل الدول وهي ارتفاع سعره.