"هل الأفضل إعطاء السرنجات للمدمنين في الصيدليات بدون قيود، وذلك لمنع التشارك في السرنجة الواحدة وزيادة انتشار الأمراض المنقولة بالدم مثل الإيدز وفيروس سي، أم عدم إعطاهم هذه السرنجات؟".. سؤال يراود أذهان عدد من الأطباء الصيادلة لما يواجهونه من صعوبه في التعامل مع الاشخاص التي تتناول المخدرات وتتردد على الصيدليات لهذا الغرض الذي يُشكل خطرًا على ملايين المواطنين الجُدد. الدكتور عبدالرحمن حماد مدير وحدة الإدمان بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية، أكد وفقًا لتقارير دولية والبحث القومي للإدمان لعام 2015 ومنظمة الصحة العالمية، أنه من 70 إلى 120 ألف شخص يتعاطوا مخدرات بالحقن في مصر، مُشيرًا إلى أنه يوجد في العالم حوالي 16 مليون شخص يتعاطون المخدرات بهذه الطريقة. وأوضح "حماد" في تصريحات صحفية، أن تعاطي المخدرات بهذه الطريقة يتسبب في الإصابة بعدوى واحدة من بين كل عشر حالات عدوى جديدة بالفيروس،مُنوهًا إلى أنهفيما يزيد على 80% نسبة جميع حالات العدوى بالفيروس من جراء التعاطي بالحقن في بعض البلدان الواقعة في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى. وقال "مدير وحدة طب الإدمان"، أن منظمة الصحة العالمية أيّدت بقوة تقليل الضرر الناجم عن ذلك بوصفه نهجًا مشفوعا بالبيّنات للوقاية من فيروس الإيدز وتوفير العلاج ورعاية الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن، وحدّدت مجموعة شاملة تضم ما يلي: - برامج خاصة بالإبر والمحاقن - علاج الإدمان على المخدرات - وخاصة العلاج البديل للمواد الأفيونية - إجراء اختبارات بشأن فيروس الإيدز وإسداء المشورة - علاج المصابين بالفيروس ورعايتهم - توفير المعلومات والتثقيف وإسداء المشورة في ميدان الحد من مخاطر الفيروس - توزيع الرفالات الواقية وإدارة الأمراض المنقولة جنسيا - إدارة حالات مكافحة السل والالتهاب الكبدي الفيروسي. وأضاف، أن تقرير المخدرات العالمي، أكدأن عدد من تعاطي مخدرات ولو لمرة واحدة حول العالم 264 مليون، أي 1 لكل 20 شخصفي العمر من 15- 65 سنه، مُشيرًا إلى أن عدد المدمنين الإشكاليين حوالي 27 مليونأي 1لكل 10 من المدمنين، مُشيرًا إلى أن 12.9 مليون يتعاطي المخدرات بالحقن، بالإضافة إلى 1.7مليون مصاب بفيروس نقص المناعة. واشار "حماد"، إلى أن عدد الوفيات بسب المخدرات هو حوالي 187 ألف حالة وفاة في العام، وتوجد امرأة واحدة تطلب العلاج بين كل خمسة من متعاطي المخدرات (1 لكل 6)، مُشيرًا إلى أنه على الرغم من أن نسبة تعاطي الفتيات ( 1-3) ينتشر بين النساء تعاطي شبائه من الأفيون والمهدئات، منوهًا إلى أنه في حال تعاطي المخدرات بالحقن فإن نسب الإصابة بالايدز أعلى 3 مرات من الرجل. وحول مخاطر تعاطي المخدرات بالحق، كشف "مدير وحدة طب الإدمان"، أن مخاطر الجرعة الزائدة، حيث تكون أعلىوتسبب في الإصابة بالفيروسات المنتقلة عن طريق الدم،نقص المناعة، الالتهاب الكبدي بي وسي، زيادة معدل الجرائم والمشاكل الناجمة. وأوضح أن تقرير الإيدز المصري التابع لوزارة الصحة، يؤكد أن عدد المصابين بفيروس نقص المناعة هم عشرة آلاف، 39% منهم بسبب تعاطي المخدرات بالحقن، لافتًا إلى أنه لا يوجد إحصاء لعدد المصابين بالالتهاب الكبدي بي وسي. وأكد أن هناك الكثير من دول العالم والامم المتحدة ومكاتبها المعنية ومنظمة الصحة العالمية، تتبنى سياسة تسمي ب"تقليل المخاطر"، مُشيرًا إلى أن المواثيق الدولية لمكافحة المخدرات، تنص على خصوصية الظروف الاجتماعية والثقافية في تناول مشكلة المخدرات، حيث أن دول الغرب بها وباء وهذه السياسة خفظت معدلات الإصابات الجديدة بحوالي 100 ألف إصابة سنويًا، مؤكدًا أنه من الممكن نجاح تنفيذ هذه المنظومة في الغرب، حيث تعد وسائل العلاج والقوانين فعاله ويطبق القانون على جميع الناس سواسية. أما بالنسبة للوضع في مصر، قال إنه لا يوجد في مصر وباء ايدز، وان كان تعاطي المخدرات بالحقن يبدوا متصاعدا، كما أن الإصابات بفيروسي بي وسي الكبدين مرتفعًا. وأشار إلى أنه يوجد مشاكل آخرى متعددة من تعاطي الحشيش والترمادول، كزيادة عدد الجرائم وحوادث الطرق، يوجد مشاكل من توفر ورخص الهيروين، ومشاكل اجتماعية من تعاطي المخدرات، كزيادة حوادث التحرش والاغتصاب والسرقة والعنف والبلطجة. وأوضح أنه لا يوجد منظومة إنفاذ قانون واضحة رادعة، لمنع تعاطى المخدرات عن طريق الحقن، مؤكدا أنه لا يجب إعطاء سرنجة لمن يتوقع منهم سلوك ادماني، أو من هم مدمنين بدعوى تقليل حجم العدوي أو تشارك الحقن. وأكد أن هناك دراسة نشرت حديثًا أظهرت، أن عدد طلاب الجامعات بالولايات المتحدة الذين يدخنون الماريوانا بصفة يومية أو شبه يومية أكبر بكثير مما كان عليه منذ 35 عاما. وتابع: الدراسة قالت إن سياسات تخفيف القيود على الماريوانا بأنحاء البلاد ساهمت على ما يبدو في ارتفاع تدخين المراهقين والشباب للمادة التي أصبحوا يعتبرونها غير ضارة بشكل متزايد، وتشير إلى أن تدخين الماريوانا بشكل غير منتظم ارتفع أيضا لكن ليس بنسبة كبيرة. وقالت الدراسة إن سياسات تخفيف القيود على الماريوانا بأنحاء البلاد ساهمت على ما يبدو في ارتفاع تدخين المراهقين والشباب للمادة التي أصبحوا يعتبرونها غير ضارة بشكل متزايد. واختتم: إن توفر السرنجات وإعطاءها للمدمنين لن يحل المشكلة بل سيزيد من عدد المتورطين فيها، مُشيرًا إلى أن الحل هو إيجاد نهج شامل وكامل متوازن لحل مشكلة المخدرات على مستوى خفض العرض وخفض الطلب.