أكد السفير حاتم تاج الدين سفير مصر لدى الهند، أن المشاركة المصرية في منتدى قمة الهند - أفريقيا متميزة على كافة المستويات بما يعكس قوة العلاقة التاريخية بين مصر والهند وأفريقيا، حيث تقع على مصر مسئولية أنها تمثل القارة في العديد من المحافل الدولية، وعلى سبيل المثال هذا العام في مفاوضات تغير المناخ المتوقع عقدها بباريس نهاية هذا العام ومصر تشارك فيها بصفتين بصفة الرئيس عبد الفتاح السيسي هو رئيس لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية لتغير المناخ، كما أن وزير البيئة هو رئيس مجلس وزراء البيئة الأفارقة وبالتالي هذا يضع علينا مسئولية الدفاع عن المصالح الأفريقية في العديد من المحافل الدولية. وقال السفير حاتم تاج الدين - في حديث خاص له هلى هامش المؤتمر- إلى القمة - "أنه تم الإعداد للمشاركة في منتدى قمة الهند - أفريقيا على عدة مستويات سواء في الإعداد للمنتدى على جوانب مختلفة لاشك أن الجانب الاقتصادي له الأولوية في هذه القمة". وأضاف أن الأسبوع الحالي قبل القمة شهد أمس اجتماع الدورة الرابعة لوزراء التجارة وسبقه اجتماع كبار المسئولين الأفارقة والهنود، كما سيعقد اجتماع وزراء خارجية الدول الأفريقية والهند بعد غد الاثنين، كما سيعكس البيان الختامي لهذه الاجتماعات جميع نتائجها في الوثائق التي ستصدر عن القمة. وأشار إلي أنه من المتوقع أن تصدر عن هذه القمة وثيقتين، الأولى هي إعلان نيودلهي، والثانية هي إطار عمل للتعاون المشترك بين الهند والدول الأفريقية، موضحاً أن إعلان نيودلهي سيشمل القضايا الدولية التي تشغل الجانب الهندي والقارة الأفريقية كالمصالح والاهتمامات المشتركة، بالإضافة إلى العديد من القضايا التي تحتاج إلى تبادل الرأي حولها مثل الإرهاب الدولي والقرصنة وتغير المناخ والتنمية المستدامة والبيئة واصلاح مجلس الأمن الدولي. ونوه السفير تاج الدين بأن القمة من المتوقع أن يتم خلالها مناقشة ما تم إنجازه خلال القمتين السابقتين، مبيناً أن الشراكة الهندية - الأفريقية تعد شراكة وليدة بدأت في عام 2008 مع القمة الأولى التي استضافتها نيودلهي، كما سيتم إقرار آلية للمتابعة بناء على رغبة الطرف الأفريقي والجانب الهندي يتفهم ذلك جيدا، وذلك لمتابعة تنفيذ ما تم إقراره في القمتين السابقتين. وأوضح أن الوثيقة الثانية، وهي إطار العمل للتعاون المشترك يأتي في هذا المضمون ويعكس القضايا والتعاون ما بين القارة الإفريقية والهند في مجالات تميز فيها الجانب الهندي، يمكن أن تستفيد منها القارة السمراء مثل بناء القدرات والتعليم ونقل التكنولوجيا والرعاية الطبية والأدوية والطاقة الجديدة والمتجددة، وبالمثل القارة الأفريقية لديها أيضا مجالات تميز ليس فقط قارة مصدرة للمواد الخام، ولكن ننظر لها أن هناك تميزا في العديد من الدول، ومن بينها مصر التي حققت إنجازات في العديد من المجالات ويمكن أن يكون هناك تبادل للمنفعة ويمكن أن نتعاون فيما يسمى بالتعاون الثلاثي مثل تعاون مصر والهند لدعم الدول الأفريقية الأقل نمواً. وتابع السفير حاتم تاج الدين "أن القمة تعد فرصة جيدة للاستفادة من جوانب التميز في أفريقيا ودعوة الجانب الهندي للاستثمار في القارة وإعطاء المثال والنموذج في أن مصر تنتمي للعديد من المحافل الإقليمية التي تتيح حرية التجارة والإعفاء من الرسوم الجمركية نتيجة لانتمائها لبعض التجمعات العالمية، مشيراً إلى أنه في يونيو الماضي وقع 26 رئيس دولة وحكومة في قمة شرم الشيخ الاقتصادية على اتفاق لثلاث تجمعات أفريقية هي الكوميسا وسادك وتجمع شرق أفريقيا، وهي سوق تبلغ أكثر من 600 مليون نسمة ويمثل الاتفاق فرصة لجذب الاستثمارات الخارجية وبالطبع الهندية، حيث تعد مصر بوابة الاستثمار في أفريقيا لما تتمتع به من إجراءات تحفيزية للمستثمرين، وخاصة بعد صدور قانون الاستثمار الجديد وما يتيحه من مزايا وإعفاءات جمركية لجذب رؤساء الأموال". وحول العلاقات المصرية - الهندية قال السفير تاج الدين "إن العلاقات بين البلدين تشهد تطوراً متواصلاً، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 5 مليارات دولار ويشهد تطورا مستمرا، وكانت آخر اجتماعات اللجنة التجارية المشتركة في نهاية العام الماضي وضعت هدفا أمامها للوصول إلى 8 مليارات دولار بنهاية العام القادم 2016".