حالة من التفاؤل سيطرت على الأوسط الاقتصادية بعد تعيين طارق عامر محافظاً للبنك المركزي خلفا لهشام رامز الذي تقدم باستقالته للرئيس، واتهم اقتصاديون رامز بالفشل في سياساته النقدية التي أضرت بالاقتصاد المصري خاصة بعد ارتفاع سعر صرف الدولار لأعلي مستوياته بعد تخطيه حاجز ال 8.5 في السوق السوداء بالإضافة إلي التراجع الحاد في الاحتياطي النقدي والاعتماد على المنح المقدمة من الدول الخليجية. ويرى الخبراء، أن السياسات النقدية التي اتخذها هشام رامز كانت السبب وراء تقديمه الاستقالة، خاصة وأن الاحتياطي النقدي الأجنبي الذي تمتلكه مصر حالياً بعيداً عن المنح المقدمة أصبح "صفر". الجهاز المصرفي "ملخبط" وصفت بسنت فهمي الخبيرة الاقتصادية، الجهاز المصرفي ب "الملخبط" بعد تأكل الاحتياطي النقدي الأجنبي، موضحة أن اختيار طارق عامر محافظًاً للبنك المركزي موفق خاصة وأن لديه خبرة كافية ويستطيع مع المجموعة الاقتصادية اصلاح الأخطاء السابقة. وقالت بسنت، أن السياسة النقدية للبنك المركزي، كانت بها أخطاء كبيرة أدت إلى التفريط في احتياطي النقد الأجنبي، بالإضافة إلي ارتفاع سعر صرف الدولار بشكل جنوني وهو ما يتطلب سياسات نقدية جديدة. مهندس الاحتياطي النقدي وقال وائل النحاس الخبير الاقتصادي، أنه كثيراً ما طالب بتولي طارق عامر محافظاً للبنك المركزي، خاصة وأنه هو من صنع الاحتياطي النقدي الأجنبي أثناء تولي فاروق العقدة البنك المركزي، موضحاً أنه اختيار جيد جداً نظراً لخبرته الكبيرة وتعامله مع القيادات المصرفية التى ساهمت فى برنامج الإصلاح المصرفى خلال عهد الدكتور فاروق العقدة، كما أنه شغل منصب رئيس البنك الأهلى المصرى والعضو المنتدب للبنك الأهلى المصرى "المملكة المتحدة". وأوضح النحاس، أن هشام رامز تعامل مع مشكلة الدولار على أنه صندوق استثمار يديره وهذا الفكر، هو ما دفع الدولار لتحقيق مستويات قياسية لم نشهدها من قبل، وأشار إلي أن سبب الاستقالة ليس فقط ارتفاع سعر الدولار وتراجع الاحتياطي النقدي ولكن لسياسة البنك المركزي ككل والتي أدت لتراجع الاحتياطي النقدي بشكل يثير المخاوف. وطالب الدكتور محسن خضير، الخبير المصرفى، بمراجعة السياسات النقدية، مؤكداً أننا لدينا من الامكانيات الإنتاجية ما نستطيع به خفض قيمة الدولار الأمريكي. وشدد الخبير المصرفي، على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للارتقاء بالجنيه المصري في مقابل الدولار الأمريكي. مصر تخوض حرب ضد شركات الصرافة وقال يسري الشرقاوي الخبير الاقتصادي، أن الأولوية حالياً في إعادة النظر بمنظومة التصدير حتي تتوفر العملة الأجنبية لتغطية احتياجات السوق من الدولار، موضحاً أننا مازلنا نعمل بمنظومة قديمة دون تحديث بيانات وهو دور المجموعة الاقتصادية لإعادة النظر في المنظومة ككل. وأوضح الشرقاوي، أن مصر تخوض حرب شرسة ضد مافيا شركات الصرافة، وذلك بعد اتجاه الحكومة للتحفظ على العديد من شركات الضرافة التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية. وأشاد الشرقاوي بإختيار طارق عامر محافظاً للبنك المركزي مشيراً إلي أنه يستطيع خلق سياسات جديدة لإصلاح السياسات النقدية. البورصة تنتفض بعد تعيين عامر وفور الإعلان عن تعيين طارق عامر محافظا للبنك المركزي تحولت البورصة للارتفاع تفاؤلاً بالمحافظ الجديد، وقال محسن عادل خبير سوق المال أن طارق عامر يستطيع أن يعدل السياسات النقدية للبنك المركزي، وجذب الاستثمارات الأجنبية من جديد بعد هروبها خلال الفترة الماضية. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أصدر قراراً بتعيين طارق عامر محافظاً للبنك المركزي خلفا لهشام رامز الذي تم اقالته اليوم علي أن يتم تنفيذ القرار بداية من السابع من نوفمبر. وشغل طارق حسن عامر، عدة مناصب هامة قبل توليه منصب محافظ البنك المركزي، حيث سبق أن شغل منصب نائب أول محافظ البنك المركزي، خلال الفترة من عام 2003 وحتى عام 2008. وشارك خلال تلك الفترة في تنفيذ وإعداد برنامج إصلاح القطاع المصرفي والسياسة النقدية، كما شغل منصب رئيس البنك الأهلي المصري لمدة خمس سنوات منذ عام 2008 وحتى عام 2013، وهي الفترة التي قاد خلالها عملية إصلاح شاملة للبنك، أشادت بها العديد من المؤسسات المالية على الصعيدين الدولي والإقليمي. كما كان نائب رئيس المصرف العربي الدولي المملوك من حكومات عربية أبرزها مصر وليبيا والإمارات وسلطنة عمان. وعمل عامر من قبل في بنك أوف أمريكا وسيتي بنك بالخارج، ثم عاد إلى القاهرة ليتولى منصب نائب رئيس بنك مصر قبل العمل في البنك المركزى.