فليصمت الجميع خزيا و عارا لما يحدث لمواطنين مصريين فى المعتقلات و السجون المصرية الآن ونحن للاسف متواطئون بالصمت .. فلتنكس الأعلام .. و يعلن الحداد العام حزنا من تلك الممارسات .. فأى كلام مهما ادعينا أهميته ، يصغر ويتوارى خجلا . فأمام جرائم الاختفاء القسرى والتعذيب و الاعتقال خارج اطار القانون والحبس اللانهائى المسمى بالاحتياطي وهو العقاب السرى من الدولة الموازية دون عدل المحاكمة ، والموت البطىء بتعمد منع العلاج أو الأكل المناسب والرمى فى زنازين الموت و معتقلات الفزع ، كلها كوابيس إرهاب وترويع وخوف .. يتعرض لها مواطنون مثلكم ابرياء كانوا أم مجرمين فلا احد يستحق ان يتعرض لتلك الجرائم و لن اقول الاكليشيه المحبط بعد ثورتين . إنما فى المطلق لأنها تعتبر جرائم ضد الإنسانية ومهما سقتم لأنفسكم من أعذار ومبررات حتى تستطيعوا الهروب من مسؤولية ضمير المعرفة و تبعاتها !!! لذلك لايهمنى على الإطلاق أى كلام يقال عن الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق .. لأنى سأسألكم بدورى وأين الاستحقاق الاول للثورة .. وهو الحرية والعدل والكرامة الانسانية .. لا يهمنى على الإطلاق اى كلام يقال عن زرع مليون فدان ومعها مليون شقة لمحدودى الدخل ، أو ما يسمى بثورة المعرفة .او الاستثمارات التى سوف تنهال علينا بعد ان ننال درجة الدكتوراة فى الاستقرار!! فعن أى استقرار تتحدثون وهناك جرائم ترتكب وحقوق تنتهك وأجساد تعذب وأرواح تنكسر وأمل يموت .. و مع هذه الأشياء كلها حياة أناس بالفعل ! فليصمت الجميع و لا احد يجهر فى وجهى .. بأن الدولة فى خطر من مؤامرات كونية تتربص بها دونا عن العالم لانى سأجيبكم ومتى لم تكن الدول الضعيفة مطمعا ؟؟ و لماذا لم تقووها حتى تستطيع أن تقف فى وجه طامعين فيها؟ و لا أحد يصرخ بى و لماذا يتحدون الدولة فى قوانين مظاهراتها؟ الإجابة لأنه غير دستورى و لن ازعجكم باسباب الإصدار التى تعرفونها خيرا منى !! أما السؤال المعجزة والإرهابيين يا أستاذة .. هل نسيت افعالهم ؟؟ لا و لكن ممارساتكم تلك ستزيدهم ولن تنقص منهم أحدا !! . يا سادة لاشيء يبرر ما نعرف جميعا انه يحدث . افيقوا يرحمكم الله !!. ان شعارات محاربة الإرهاب والتى تندرج تحتها كل ممارسات الدولة البوليسية ضد كل أنواع المعارضين مسالمين كانوا أو مسلحين بذريعة حماية الأمن القومى! سوف تدمر الدولة التى تدعون حمايتها ! الدولة لا تنتقم ولا تصفى .. الدولة تتصرف كدولة مسؤولة عن إنفاذ القانون وحماية الحقوق الدستورية .. لأنها دولة و ليس جماعة إرهابية !!! فعندما يشتد الظلم و يخرج عن أى نوع من المنطق فيحبس مراهق لمدة 600 يوم لأنه ارتدى تى شيرت عليه شعار"وطن بلا تعذيب" الذى هو حق للإنسانية و لا أقول أنه حق منصوص عليه فى الدستور ، فاعرفوا أن البلد فى خطر فعلا ليس بفعل الإرهاب . إنما بفعل الظلم ! وأنا الآن أسأل كل مسؤول مطمئن بتأييده للنظام فى كل فكره وممارساته أو مطمئن لسطوته ونفوذه ، فتصور أنه خارج إطار التنكيل !!!. أقول له : الآن أغمض عينيك ، وتخيل كل ما سمعت عنه من أهوال و ظلم يحدث لإبنك ، لبنتك ، لأمك أو لأبيك ، هل كنت ستفرح بانتخابات او استثمارات ، او حتى انتصار على إرهاب ؟ أم أن الدنيا ستضيق أمامك لا تسمع إلا صراخ ابنائك من تعذيبهم فلا تجد أمام عجزك وصمت الجميع إلا أن تحسبن عليهم فى كل صلاة ؟ أو تهذي كما قالت تلك الأم المكلومة من يأسها: "قولولى لى بس هو فين؟ حي او ميت ؟" معلومة ما بين قوسين ، هناك ألف شخص اختفوا منذ الثورة و لا أحد يعرف عنهم شيئا حتى الآن ، وما يزيد عن هذا العدد وجده إصرار ما يسمى بالنشطاء والحقوقيين المشيطنين من النظام ، رغم إنكار الداخلية غير المفهوم ! الاختفاء القسرى الذى عاد يطل بوجه المجرم لابد أن يتوقف حالا ، لأنه أيها السادة والسيدات . لن تحميكم حصانتكم الاجتماعية والمؤيدة للنظام من هذا المصير لو صار عرفا مسكوتا عنه !! فلنطلقها حملة قومية عالية الصوت ، لا للاختفاء القسري ، لا للتعذيب ، لا للقتل خارج اطار القانون. ذلك هو الاستحقاق الوطنى الذى نحتاج له الآن ، حتى يتحقق الاستقرار و تبعاته!. المشهد .. لاسقف للحرية المشهد .. لاسقف للحرية