تردد خلال الفترة الماضية العديد من المصطلحات التي تستخدمها التنظيمات الإرهابية، من بينها، "مفرزة" من الجنود، أو "الانغماسيون"، وهو الأمر الذي زاد من شغف المصريين لمعرفة المصطلحات التي تستخدمها جماعات الإرهاب، خاصة تنظيم ما يعرف ب"ولاية سيناء" الفرع المصري لتنظيم "داعش"، الذي صعد من عملياته خلال العامين الماضيين، في أعقاب عزل الرئيس الرئيس الإخواني محمد مرسي يوليو 2013. كان الجيش المصري أطلق في 8 سبتمبر الجاري عملية "حق الشهيد" لتطهير سيناء من الجماعات الإرهابية، ثم أعلن في 24 من الشهر ذاته انتهاء المرحلة الأولى والرئيسية من العملية، بالسيطرة على الطرق الرئيسية والفرعية، وتدمير كافة مخازن الذخيرة للتنظيمات الإرهابية في سيناء. و"الانغماسي" اسم يُطلق على العناصر التي تنفذ العمليات الانتحارية، ودائماً ما ذكر تنظيم "ولاية سيناء" المصطلح في أعقاب العمليات التي تستهدف قوات الجيش والشرطة بالمُفخاخات، حيث استخدم التنظيم المصطلح عبر موقعه الرسمي على صفحة "تويتر" بعد ساعات من العديد من العمليات التي يتبناها، ويكون على النحو التالي، "انغماسي قاد سيارة مُفخخة واستهدف بها القسم". المواقع التابعة للجماعات الأصولية تُعرف "الانغماسي" على أنه (قوات خاصة للجماعات المسلحة) تنفذ عملياتها في الخطوط الدفاعية الأولى وقلب القوات النظامية، كونها مُدرّبه تدريباً عسكرياً عالياً على مهام الاقتحامات، وتتمتع بلياقة بدنية عالية تمكّنه من الاستمرار في القتال والمناورة أطول فترة ممكنة، وإنها عناصر تحمل ذخائر تفوق أضعاف الذخائر التي يحملها العنصر العادي. وحدد موقع "المنبر الإعلامي الجهادي" المهتم بنشر أخبار تنظيم "الدولة الإسلامية" مهام العنصر الانغماسي، في أنها تتمثل في إرباك القوات النظامية والتأثير على معنوياتها، وتسهيل مهمة الفصيل الذي ينتمون إليه في الاقتحام والسيطرة، وأن الانغماسي أطلق عليه ذلك كونه ينغمس في عمق القوات. القيادي السابق في تنظيم الجهاد نبيل نعيم، قال إن الانغماسي هو الانتحاري الذي يقود المُفخخات، أو أنهم العناصر المسئولة عن فتح ثغرات في خطوط القوات الأولى، تمهيداً لهجوم باقي العناصر المسلحة، موضحاً أن العناصر الانغماسية ظهرت في بداية الحرب الأمريكية على أفغانستان حيث استحدث تنظيم "القاعدة" المصطلح ليكون مقابلاً لقوات "الكوماندوذ الأمريكي" وتناقلتها الجماعات الإرهابية بعد ذلك، مشيراً إلى أنهم عناصر يتمتعون بقدرات بدنية عالية، ويخضعون لدورات تدريبية شاقة تمكنهم من إنجاح مهامهم. وبرز مسمى "الانغماسي" مع بدء اشتداد الحرب في سورية، ضد قوات نظام الرئيس بشار الأسد، حيث يكلف عناصر هذا التشكيل بتنفيذ المهام الصعبة وقيادة عمليات الاقتحام وخلق ثغرات في صفوف العدو تمهيدا لعملية الاقتحام والسيطرة على معاقله، وذلك بحسب المواقع التابعة لتلك التنظيمات الإرهابية. وأشارت مواقع مهتمة بنشر أخبار "داعش" أن "الانغماسي" اسم يُطلق على العناصر الأكثر اندفاعاً وشجاعة فيه، والتي تقوم بتنفيذ عمليات الاقتحام للنقاط الاستراتيجية والمحصّنة للعدو، وتعني هذه التسمية تقريبا ما يُطلق عليه "كتائب الاقتحام" أو "القوات الخاصة" في الجيوش النظامية، والتي تتمتع عادة بقدرات بدنية وتدريبية عالية. وتشير تلك المواقع إلى أن "الانغماسي" يمتلك عقيدة قتالية "انتحارية"، حيث يقوم باقتحام مواقع شديدة الحراسة والتحصين للعدو بأسلحة فردية خفيفة، ويرتدي كل من هذه العناصر حزامًا ناسفًا أو قيادته عربة مفخخة لتفجيرها يُثبت تلك العقيدة، ويقوم عادة بتوديع أصحابه وكتابة وصيته وتحديد مكان دفنه أحياناً قبل خروجه للقيام بعمليته "الانغماسية". و"الانغماسيون يختلفون عن "الانتحاريين" بأنهم لا يشترطون أن ينفذوا عمليات تودي بحياتهم، وحصل عدة مرات أن قام "انغماسيون" بقيادة عربة ملغومة إلى هدف تابع للعدو وتفجيرها عن بعد، بعد ركنها في المنطقة المستهدفة وتمكنهم من الانسحاب للقيام بأخرى.