تلقت الجالية السورية بالقاهرة خبر انشقاق العميد السوري المفرب من الرئيس بشار الأسد، مناف طلاس، بابتهاج شديد، مرحبة بردود الفعل الدولية حيال ذلك. وشهدت خيمة الثورة السورية، المنصوبة في مقابل المدخل الرئيسي للجامعة العربية بميدان التحرير فرحة عارمة. وقال سوريون معارضون من الجالية السورية بالقاهرة إن هذا الانشقاق علامة على اقتراب ما وصفوه بالنصر على "الطاغية" بشار الأسد. وكانت وكالات الأنباء قد نقلت عن رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا قوله إن ذلك الانشقاق بمثابة ضربة هائلة لنظام الأسد، مؤكدًا أن المعارضة ستحاول التعاون معه. وقال سيدا في مؤتمر صحفي عقد مساء أمس الجمعة في العاصمة الفرنسية باريس أن انشقاق العميد مناف طلاس، صديق الرئيس الأسد منذ الطفولة، يشكل ضربة هائلة لنظام الاسد، مشددًا على أن المجلس الوطني السور ي سيسعى للتعاون معه، داعيًا في الوقت ذاته إلى انشقاقات أخرى. وأضاف سيدا أن ذلك يشير إلى أن قلب النظام بالذات بدا يتفتت، مضيفا: "هذا يذكرني بليبيا"، موضحًا أن وفدًا من المجلس الوطني السوري سيزور روسيا قريبًا، وهي الدولة التي تجمد أي عمل دولي حاسم ضد سلطة بشار الأسد. يذكر أن العميد طلاس مقرب جدًا من عائلة الاسد، وهو أعلى ضابط من حيث الرتبة ينشق منذ بداية حركة الاحتجاج ضد النظام في منتصف مارس 2011. وأعلن مصدر مقرب من السلطة في دمشق انشقاقه الأربعاء الماضي، موضحًا أنه في طريقه إلى باريس حيث توجد زوجته وشقيقته. وخلال مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" في باريس، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بصورة مقتضبة هذا الانشقاق من دون ذكر اسم العميد، مضيفًا: "العالم كله يعتبر أنها ضربة قاسية للنظام". وأكدت رسالة موقعة باسم العميد مناف طلاس وصلت عبر البريد الإلكتروني إلى وكالة فرانس برس أمس الجمعة: "أن طلاس غادر سوريا بعد أن أصبحت حياته وحياة عائلته مهددة بالخطر، داعيًا زملاءه العسكريين إلى حذو حذوه". وجاء في الرسالة التي لا تحمل تاريخًا: "لقد غادرت سوريا منذ لحظات قليلة". وأضافت الوكالة في تقرير بثته على موقعها: "لم أدخل المؤسسة العسكرية مؤمنا يوما أنني أرى هذا الجيش يواجه شعبه". وتابعت الوكالة نقلا عن طلاس قوله: "إن سبب امتناعي عن تأدية مهامي ومسؤولياتي داخل الجيش يكمن في أنني لم أوافق إطلاقًا على سير العمليات الإجرامية والعنف غير المبرر الذي سار عليه نظام الأسد منذ أشهر عديدة". ووجه طلاس، بحسب الرسالة، شكره إلى كل من مكنوه من مغادرة الأراضي السورية التي أصبحت فيها حياته وحياة أقاربه مهددة وفي خطر"، داعيًا زملاءه العسكريين مهما تكن رتبهم والذين ينجرون في قتال ضد شعبهم ومبادئهم إلى عدم تأييد هذا المسار المنحرف". وقالت الرسالة: "أن أقر بشرعية النضال الذي تقوده المعارضة وخصوصا على الارض". وينتمي طلاس إلى المذهب السني، وهو نجل وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس، الذي خدم لفترة طويلة في عهد الرئيس حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي، وهو أهم الضباط السوريين الذين انشقوا منذ بدء حركة الاحتجاجات في منتصف مارس 2011. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن العميد المنشق في طريقه إلى باريس. وتجدر الإشارة إلى أصول طلاس ترجع إلى منطقة الرستن في محافظة حمص، وهي المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر طويلة والتي تعتبر معقلاً للجيش السوري الحر، وكان صديق طفولة لبشار الاسد، بحكم العلاقة الوثيقة بين العائلتين. وكان مناف طلاس قائد اللواء 105 في الحرس الجمهوري، إلا انه أقصي من مهامه منذ حوالى سنة بعد أن فقد النظام ثقته به. وقال المصدر القريب من السلطات أن مناف طلاس قد تخلى عن زيه العسكري منذ بضعة أشهر وبات يتنقل بملابس مدنية، وكان يقيم في دمشق، وأطلق لحيته وشعره. وقال مقربون من العميد طلاس أن كل عائلته أصبحت في الخارج. ويقول طلاس في الرسالة الإلكترونية المنسوبة إليه: "بعد أيام قليلة، سأتكلم بشكل مفصل عن دوافعي وخطواتي نحو المستقبل".