نبضة سرطانك ..ياوطن. خلال أسبوع واحد علمت بإصابة ثلاث صديقات بمرض السرطان ،الصديقات ينتمبن لمراحل عمرية مختلفة ،كما علمت بتدهور حالة صديقة إصيبت العام الماضى بسرطان الثدى وأكتشف الأطباء منذ أيام أن المرض سكن خلايا المخ وأزمتها الآن إجراء فحص على جهاز غير متوفر إلا فى معهد ناصر. المرض يزداد إنتشارا ،وحسب تصريح للدكتور محمد شعلان الأعداد مرشحة للزيادة فى مصر السنوات القادمة،ومشكلة مرضى السرطان فى مصر-الذين يزيدون 100ألف مريض سنويا-مزدوجة فهم يعانون من آلام المرض الذى لايرحم ،ويعانون من البحث عن فرصة للعلاج فقائمة الإنتظار طويلة أمام المريض ليجد مكانا للعلاج ،وليصل لدور فى العلاج الكيماوى والإشعاعى،فرغم أن الدولة متكفلة بعلاج المرض إلا أن تكاليف العلاج مع تزايد أعداد المرضى أكبرمن قدرة الدولة. وإذا كان جزء من مشكلة مرضى السرطان فى مصر الإكتشاف المتأخر للمرض والمعرفة بالإصابة فى المراحل المتقدمة للمرض ،فإن الضغط على أماكن العلاج والأعداد المتزايدة للمرضى يؤخر العلاج ،ولذلك تقل فرص الشفاء من السرطان فى مصر مقارنة بالدول الاخرى حيث تصل نسب الشفاء من مرض السرطان فى المتوسط 70%فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. فى مصر مريض السرطان ميت ميت ،وحتى نعرف الفرق بين مريض السرطان الذى يعالج فى مصر ومريض السرطان الذى يعالج بالخارج ،نلاحظ مرضى السرطان المصريين الذين سمحت لهم ظروفهم بتلقى العلاج بالخارج والنماذج كثيرة نذكر منها الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل والكاتبة الصحفية ماجدة الجندى ود عبد المنعم السعيد –أتم الله عليهم جميعا نعمة الشفاء- فى مصر لم تتطور الخدمة المقدمة لمرضى السرطان بمايوازى الأعداد المتزايدة للمرضى فلازال أعداد الأطباء المتخصصين غير متناسب مع أعداد المرض وكذلك أعداد هيئة التمريض رغم أهمية وجود طاقم تمريض متخصص ومدرب لأن أى خطأ فى تحديد جرعة العلاج إشعاعى أو كيماوى يؤدى غلى تدهور سريع لحالة المريض وقد يؤدى إلى الوفاة. حكت لى مريضة سرطان –وهى خريجة كلية التمريض-بإنها فوجئت أن من يحدد لها جرعة العلاج الكيماوى فى مستشفى تأمين صحى ممرضة غير مدربة. الأزمة ليست فقط فى نقص عدد الأطباء وأفراد التمريض وإنما أيضا فى عدد الأجهزة ،فعدد أجهزة العلاج بالإشعاع 60 جهاز وهو عدد –حسب ماذكره دمحمد شعلان أستاذ الأورام بالمعهد القومى للأورام-غير كافى ويجب أن يرتفع إلى 200جهاز. المرض قاسى –كما يصفه دحسين خالد أستاذ الأورام والعميد السابق لمعهد الأورام –ولكن نسب الشفاء تصل إلى 90%فى بعض الأنواع إذا ماتم إكتشاف المرض مبكرا. وفى مصر للأسف يتم إكتشاف المرض فى مراحله المتقدمة لعدم وجود منظومة صحية تكفل الفحص الدورى والكشف المبكر ،ولعدم وجود وعى صحى يدفع الناس لإجراء الفحوص الطبية فغالبا يتم التعامل مع الأعراض والتوجه إلى أقرب صيدلية للشكوى وتعاطى الدواء المسكن الذى يصفه الصيدلى. للأسف الناس تخشى إجراء تحاليل حتى لاتكتشف ،وتفضل تاجيل المعرفة رغبة فى كسب فرص أخرى للحياة بعيدا عن معاناة الكيماوى والإشعاعى. منذ سنوات إصيب بالمرض صحفى شاب يعمل بمؤسسة صحفية كبرى اصابه المرض فى الرئة –رغم إنه غير مدخن-شهور كان يتعامل مع السعال على إنه أحد أعراض أنفلونزا ووعندما إكتشف إصايته بالمرض كان عليه الإنتظار حتى تخلو حجرة بمعهد ناصر وعندما وجد الحجرة توفى بعدها بأيام تاركا مولودته الأولى مريم فقد اصابه المرض بعد زواجه بشهور. الإنتظار لايفيد مع مرض لايعرف الإنتظار . ولإن المرض لانكتشفه إلا فى المراحل المتأخرة فإن 90%من هؤلاء المرضى يحتاجون إلى علاج ملطف يخفف من الأعراض الناجمة عن السرطان بدلا من علاجها ،و80%محتاجين لتسكين الآلام بالموريفيين وهو للأسف غير متوفر لأغلب المرضى صحفى زميل توفى له شقيقان بالسرطان الذى أصاب والدته أيضا وكان يعانى لتوفير جرعة الدواء المسكن للألم إلى أن سكن الله آلامها بالوفاة. معاناة لايعيشها المريض فقط وإنما أهله ،ولذلك إذا أصابتك الحيرة وأنت تتابع إعلانات التليفزيون لمن تتبرع ل57357مستشفى سرطان الأطفال ولا ل777 ولا ل500مستشفى الشيخ زايد للأورام ولا لبهية لعلاج أورام الثدى أم لمستشفى أورام الصعيد التى تجمع تؤسسها جمعية الأورمان لاتحتار تبرع لكل مكان بيعالج اوممكن يعالج المرض مستقبلا ،تبرع ولاتستصغر القيمة وامامنا مستشفى الأطفال التى قامت على تبرعات الفقير قبل الغنى ،مصر كلها لازم تقف مع مرضى السرطان لأننا ببساطة لانعلم الدور على مين ،وللحديث عن مرض السرطان فى مصر بقية. اللهم إحفظنا واشف بقدرتك كل مريض. نجوى طنطاوى. [email protected]