كتب (يون بين ييشاي) مقالاً في صحيفة (يديعوت أحرنوت) الإسرائيلية، الجمعة، بعنوان "كيفية إيقاف "الجهاد" اليهودي" تحدث فيه عن ظاهرة العنف المتزايد بين اليهود في إسرائيل، والتي كانت آخر تداعياتها الحرق المتعمد لأسرة فلسطينية ووفاة رضيع حرقاً. يقول (ييشاي) : " هناك شيء مشترك بين طعن الأشخاص في استعراض مثليي الجنس يوم الخميس، والحرق المتعمد للرضيع الفلسطيني الذي مات متأثراً بحروقه صباح الجمعة، والحرق المتعمد لكنيسة الخبز والسمك منذ أسابيع. إنها ليست جرائم كراهية، بل هو إرهاب ديني ارتكبه أناس يظهرون أنفسهم باعتبارهم يتصرفون وفقاً للإرادة الحقيقية للرب. باختصار، إنه التطرف اليهودي، وهو مطابق في كل تفاصيله للتطرف الإسلامي، ما عدا أنه - لحسن الحظ- ليس ظاهرة جماعية، ليست مثل ما نراه في منطقة أوروبا ومنطقتنا". يضيف : " قد تكون حفنة ، ربما حتي 200 يهودي متطرف؛ ولكن في بلد صغير مثل إسرائيل - والتي تقع علي فوهة بركان - حفنة كهذه كافية لتمزيق الشعب الإسرائيلي إرباً من الداخل، وجره للحرب مع جيراننا الفلسطينيين والعالم الإسلامي بأسره. إن السيكاري اليهودي (مجموعة من الأصوليين المتطرفين دينياً) ، السفاحين السياسيين في فترة الهيكل الثاني (الفترة من 530 قبل الميلاد وحتي 70 ميلادياً) ، سببوا تدمير الوجود اليهودي الديني والسياسي، ورمونا في المنفي، وقد يحدث هذا مجدداً. ## من المهم فهم أن الأمر ليس مجرد حفنة من المجانين، فمعظم الإرهابيين اليهود عاقلين، ومن الصعب جداً محاكمتهم لأنهم يمحون بمهارة كل أثر لهم، وهذا ما فعله رجال (يهود تحت الأرض) - وهي منظمة إسرائيلية متطرفة- في أوائل الثمانينيات، تكمن المشكلة في أنهم عاقلين وأذكياء جداً، ولا يوجد دليل كافي لزجهم وراء القضبان ومنعهم من ممارسة إرهابهم". يستطرد (ييشاي) : " وهذا هو السبب في أن سلطات تطبيق القانون في إسرائيل، والكنيست، والمحاكم لا تستطيع التبرؤ منهم، ولو كانوا عاملوا الإرهابيين اليهود بما عاملوا به الإرهابيين من العرب لكانوا تجنبوا الكثير من أعمال القتل، والحرق المتعمد، والتخريب، والتي تزداد بشكل ملحوظ مؤخراً". يقول (ييشاي) : "لو كانوا احتجزوا هؤلاء الإرهابيين في السجن الإداري لسنوات مثلما يفعلون مع الإرهابيين العرب حتي مع عدم كفاية أدلة الإدانة، لكان المتطرفين اليهود توقفوا عن تنفيذ خططهم. لو كانوا عاقبوا هؤلاء الأرانب الذين يوفرون شرعية قانونية (يهودية دينية مستمدة من التوراة -هلكا) لصالح المتطرفين اليهود، لكانت قلت اعدادهم". واستطرد : "ولو كان النظام التعليمي تضمن في المناهج الرئيسية كيفية التسامح، ولو طالب المدارس الدينية بتضمين هذه القيم في مناهجها كشرط للحصول علي تمويل الدولة، لكانت فرص التطرف اليهودي قلت مع الوقت" وأضاف : "ومن الممكن أيضاً تغيير قانون الدلائل وتفعيل قوانين طوارئ، لأن التطرف اليهودي مثله مثل تطرف داعش، فهي فكرة دينية يتم تغذيتها بالحماسة وتنتشر كالنار في الهشيم". ## وتابع : "إن قتل الرضيع الفلسطيني وإصابة عائلته بجراح خطيرة من الممكن أن يشعل ناراً خطرة في الأراضي الفلسطينية أو حتي ينتشر خارج حدودنا؛ ولهذا اتخذ جيش الدفاع الإسرائيلي- لأسباب جيدة - تدابير بعيدة المدي، وهي غمر المناطق بالجيش والشرطة للتعامل بنجاح مع مثيري الشغب الفلسطينيين دون الحاجة لاستخدام الرصاص الحي وقتل فلسطينيين" واختتم : "كل قتيل فلسطيني هو وقود للنار التي تشتعل بالفعل في الخفاء، يجب أن نفعل أن شيء لتجنب المزيد من الخسائر، لقد مضي رمضان، ولكن اليوم الجمعة والشيوخ في المساجد في منطقة جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف) والضفة الغربية والمناطق الأخري يمكنهم أن يحولوا الشارع الفلسطيني لنقطة غليان، والسلطة الفلسطينية تفهم ذلك، ولهذا هنالك تعاون مُجدي بين السلطة الفلسطينية وجيش الدفاع الإسرائيلي، ولكن يجب أن يكون هناك تحذير عاجل الأئمة في المساجد من التحريض. هكذا يمكننا اخماد النار في أولها، ويجب علي السياسيين الإسرائيليين أن يعلنوا موقفهم ضد العنف والتطرف بكل أشكاله"