تعا اشرب شاي إنجى وعلى .... كلاكيت 60 مرة .............................. جدتى العزيزة إنجى، مهلا لا تسدلى الستار وتكتبى كلمة النهاية لقصة حبك مع "على" ، لا تنهى الحكاية قبل أن تجيبينى عن هذه الأسئلة: _ كيف مرت عليك إنكسارات "على" فى حربى 56 و 67 ؟ بعد أن أقنعك أن العهد البائد كان سببا فى هزيمتهم سابقا؟ هل أخبرك أن هناك متآمرون جدد باعوا لهم أسلحة فاسدة تضرب صدورهم بدلا من أن تقتل أعداءهم هم أيضا ؟ و كيف برر لك من قبل أن آلاف المحاربين المصريين قد قتلوا بأسلحة فاسدة جلبها لهم الملك فاروق عامدا متعمدا ؟ وإذا إفترضنا جدلا أن هذا صحيح، بما أن الضابط الأول مات بهذه الكيفية ، لم لم يتعظ الضابط الثانى والثالث والألف؟ كيف ضرب كل هؤلاء تلك الأسلحة الفاسدة فى صدورهم رغم أنهم رأوا زملاءهم وهم يموتون بسببها؟ - ما هو رأيك فيما آلت إليه الفدادين الخمسة بعد أن تفتتت بين الأجيال وتحولت إلى أراض بور غرست فيها الأعمدة الخرسانية والمصانع الضارة بالصحة ؟ - وما هو رأيك فى القاهرة التى كانت فى السابق أكثر مدن العالم نظافة وتحضرا ؟ - هل تمتع أحفادك حقا بالتعليم المجانى فى مدارس نظيفة دون الإستعانة بالدروس الخصوصية كما كان فى العهد الذى تمردت عليه؟ - هل تعلم أحفادك فى الجامعات الأهلية المصرية التى لم يعد لها ذكر بين جامعات العالم أم دفعوا الغالى والنفيس ليلتحقوا بالجامعات الخاصة؟ - هل ساقتك قدماك إلى إحدى المستشفيات العامة لتنالى حقك فى العلاج؟ وهل رأيت عشرات المصريين وهم ينامون فى أروقة المشافى لأنهم لم يجدوا سريرا يحتويهم ؟ - هل رأيت القطط والحيونات الضالة وهى تتمشى بين أسرة المرضى ؟ - هل تبرع أحد أثرياء العصر الحديث والباشوات "التايوانى" بقصر العينى جديد ؟ أو تبرعت إحدى الأميرات الجدد بمصاغها كى تنشئ جامعة أهلية كما فعلت الاميرة فاطمة ابنة الخديوى إسماعيل ؟ - هل إستطاعت مصر بعد مرور كل هذه السنوات أن تكتفى بإحتياجاتها الصناعية أو الغذائية دون أن تلجأ لدول لم يكن لها وجود إبان ثورة زوجك المباركة؟ - هل يمكنك أن تحظى بإحترام فى بلدك لمجرد أنك تتمتعين بعلم أو خلق أو دين دون إمتلاكك لجاه أو مال أو سلطة؟ - كيف تستطعين الحصول على أحد حقوقك كمواطنة بيسر وسهولة دون أن تتقدمى بكارت توصية؟ - هل حقا تحققت الوحدة العربية وإستقلت مصر و أشقاؤها العرب عن الهيمنة الغربية والأمريكية و"غارت" إسرائيل من بيننا بلا رجعة؟ وأخيرا وليس آخرا : هل يستطيع إبن الجناينى الخاص بك الآن أن يلتحق بكلية الشرطة أو الكلية الحربية حتى ولو كان متفوقا كزوجك "على"؟ أعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال تحديدا قد جاءت على لسان وزير العدل السابق. إذن لم تصرين على عرض قصة حبك والمغزى من ورائها ، عاما وراء عام رغم كل ما آل إليه حالك وحالنا؟ ما جدوى الإحتفال بثورة تاهت أهدافها ؟ و توارت إنجازاتها وشيعت مبادئها إلى مثواها الأخير؟ ولم نلجأ للاشتراكية والعلمانية والرأسمالية وبين أيدينا كتاب الله الذى يضمن حقوق الفقراء دون أن يجور على الأغنياء من غير كل تلك المسميات ؟ و إلى متى سنعيش كمرضى الزهايمر لا نتذكر إلا أمجاد الماضى البعيد ولو كان يقدر بسبعة آلاف عاما بينما نغض البصر عن الحاضر وما فيه من عوار ؟ إذا لم تجد إنجى الإجابات عن هذه الاسئلة فما جدوى عرض تلك الحدوتة ، ولم الإحتفال؟ ألهذه الدرجة أصبحنا مجتمعا "حافظ مش فاهم" ..... متى سيقتنع الإنسان المصرى أنه ليس بالإحتفالات فقط تصنع الحضارات؟ و أنه آن الآوان ليكسر كل شماعات الفشل بإدعاء أن الملكية أو الجمهورية هى سبب تراجعنا ، و الأمثلة كثيرة لبلاد تقدمت رغم أنظمتها سواء الملكية أو الجمهورية. عزيزتي إنجى ... عزيزى على : متى سندعو ونطلب لكما العفو و الرحمة بصدق وإخلاص كلما شاهدنا قصتكما ؟........... أرجو ألا يطول الإنتظار.