حذر اتحاد غرف التجارة والصناعة في المانيا من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون "كارثيا" بالنسبة لبريطانياوألمانيا وباقي دول الاتحاد. وقال نائب رئيس الاتحاد، فولكر تراير، إن قطاع الأعمال في المانيا يشعر "بالدهشة" من قرار الحكومة البريطانية اجراء استفتاء حول عضوية البلاد في الاتحاد، ويأتي ذلك تزامناً مع لقاء رئيس الحكومة البريطانية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.. وقال تراير، إنه ينبغي ألا تقدم المستشارة الألمانية أي تنازلات للجانب البريطاني فيما يخص شروط عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، مُعرباً عن مخاوفه من أن تحذو دول أخرى حذو بريطانيا في حال حصول الأخيرة على اية تنازلات. وحسب تقديرات الاتحاد، فإن الشركات الألمانية توظف 400 الف شخص تقريبا في المملكة المتحدة، ونوه نائب رئيس الاتحاد إن العديد من هذه الشركات تشعر بارتباك ازاء الاستفتاء المزعم محذراً من أن عددا كبيرا من الشركات الألمانية قد تفكر في تقليص استثماراتها في بريطانيا في حال قررت الأخيرة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. وعلي ضوء وتيرة الأحداث المتسارعة في ذلك الخصوص، صعدت عدة مؤسسات مالية ألمانية وأوروبية ضخمة من نبرتها تجاه "بريطانيا" قبيل زيارة ديفيد كاميرون ل"برلين"، مصوبة أسهم التصعيد إلي حد التهديد بتقليل الإستثمارات تارة وسحب إستثمارات تارة آخري. وحذر "دويتشه بنك" أكبر مصارف ألمانيا من سحب بعض عملياتة من المملكة المتحدة، مما سيرتد علي الإقتصاد البريطاني بالسلب. ويقدرعدد العاملين بأفرع البنك في بريطانيا بنحو 9 آلاف شخص. ويأتي عملاق تصنيع الأسلحة والطائرات "مجموعة إيرباص الأوروبية"، مُحذراً بإعادة النظر في إستثمارات المجموعة داخل بريطانيا مستقبلاً، ويذكر ان عدد العاملين التابعين ل"إيرباص" في بريطانيا يبلغ 16 ألف عامل. ولوح بنك "إتش إس بي سي" البريطاني والذي تقدر قيمة أصوله داخل بريطانيا ب 2.63 تريليون دولار بأنه يدرس نقل المركزالرئيسي إلي خارج بريطانيا حال خروج المملكة من مظلة الاتحاد الأوروبي، وقال دوغلاس فلينت الرئيس التنفيذي للمصرف البريطاني “إن أكبر مسألة مبهمة تواجه المصرف تتمثل في عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي". وعلي إثرذلك قام رئيس وزراء بريطانيا، ديفيد كاميرون، بجولات أوروبية لشرح مشروع القانون الرامي إلى إجراء استفتاء حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، فقد دعا نظرائة الأوروبيين إلى أن يكونوا أكثر مرونة من أجل إصلاح الاتحاد. وحذر وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس من أن الاستفتاء طريق “محفوف بالمخاطر”، وقال “الشعب البريطاني اعتاد على ما يقال له بأن أوروبا أمر سيئ وحين يؤخذ رأيه، فإن ثمة خطرا في أن يقولون فعلا إن أوروبا أمر سيئ”، في إشارة على احتمال تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد. ومما لا شك فيه، أن الدول الكبري في الاتحاد الأوروبي تُناوش المملكة المتحدة بعدة أوراق ضغط للعدول عن الإستفتاء المزعم بخصوص إنفصالها عن الاتحاد، وذلك رغبة منهم للحفاظ علي الترابط الأوروبي وعدم الإنجرار إلي صعود أصوات دول أخري تطالب بالإنفصال عن الاتحاد علي غرار المملكة، وايضاً لثقل وزن بريطانيا إقتصادياً وسياسياً ودورها الرائد عالمياً كقوة عُظمي. وتأتي تلك الضجة عقب إرسال خطاب بالخطأ من مسؤول بارز في بنك إنجلترا المركزي إلي محرر بجريدة "الجارديان" ، والذي كان مفاده أن مجموعة من كبار موظفي البنك يرأسها السير جون كونليف، نائب مدير البنك للإستقرار المالي ستراجع التأثيرات الإقتصادية المتوقعة لانسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وسُميت تلك المجموعة ب" بروجيكت بوك إيند".