دخل المستشار السياسي على الرئيس في المكتب وبدا عليه الحيرة والقلق وكأنما يريد انتقاء كلماته التي يريد أن يقولها للرئيس الجالس على الكرسي وواضعاً قدميه فوق المكتب الخشبي ويمسك بهاتفه "السامسونج" وبدى عليه الإنشغال الشديد والتركيز في شيئ مهم في الهاتف.. فاقترب منه المستشار ونظر على شاشة الهاتف فوجد الرئيس في المرحلة الخمسين من لعبة "كاندي كراش" نظر المستشار باستهجان للرئيس الذي لا يعبأ بشيء قائلا: مستشار الرئيس: يا ريس! الرئيس: نعم. مازال الرئيس يلعب في الهاتف. مستشار الرئيس: سيادتك لازم تنتقد في الإعلام. رمى الرئيس الهاتف فوق المكتب وانتفض واقفاً وعيناه يملأها الغضب قائلا: الرئيس: إنت شارب حاجة و لا واقع على دماغك..أنا محدش يقدر ينتقدني.. أنا عظيم، عظيم خالص وبقيت أكبر راس في البلد. مستشار الرئيس: إهدى يا أفندم وما تخافش.. أحنا هننتقدك عشان مصلحتك.. الرئيس: (متعجباً) إزاي يعني! مستشار الرئيس: إحنا هندي أوامر للأذرع الإعلامية بتاعتنا في القنوات و برامج التوك شو يعملوا معارضة صوريه و شوية إنتقادات خفيفة. الرئيس: (وقد زالت عنه أثار الرهبة) ليه يعني؟ مستشار الرئيس: عشان الشارع مختنق سعادتك من كتر الأخفاقات والفشل اللي بيلاحق جنابك في كل حته تروحها.. و دي تنفسية .. الشعب لازم يلاقي تنفسية يخرج فيها غضبه بدل ما ينفجر في وشينا تاني! وكمان ما ينفعش تبقى فاشل وكمان الإعلام يطبلك.. كدة الناس هتتقلب ضدك. الرئيس: (متأثراً) متقلش فاشل. مستشار الرئيس: يا أفندم ما أقصدش.. بس أقولهالك أنا أحسن ما تسمعها في الميدان. الرئيس: (منزعجاً) طب و العمل؟ مستشار الرئيس: ندي أوامر لعمرو و أبراهيم و كل البرتيته إنهم ينتقدوك مرة واحدة في الشهر... و بكدة الشارع هيتعاطف معاك ويقف جنبك ويقول نديله فرصة هو الراجل هيقطع نفسه يعني!وجنابك عارف شعبنا عاطفي الرئيس: خلاص.. أنا عايز حد ينتقدني ينتقدني ينتقدني... مستشار الرئيس: بس على الله النقد يجي بفايدة جنابك. الرئيس: طيب خد الباب في إيدك عشان خرجتني من تركيزي.. كنت على وشك إني أخلص المرحلة الخمسين الي بقالي فيها أربعة أيام!