سعت الرياضوواشنطن إلى التهوين من غياب العاهل السعودي الملك سلمان عن قمة إقليمية يستضيفها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض وكامب ديفيد هذا الاسبوع. ووصف محللون ودبلوماسيون في الشرق الأوسط قرار الملك سلمان عدم السفر للمشاركة في القمة بأنه تجاهل، وسط تزايد الشك الخليجي في التزام أوباما بمواجهة الدعم الإيراني لفصائل شيعية في المنطقة.
وقال البيت الأبيض إن الملك سلمان أجرى اتصالا هاتفيا بأوباما يوم الاثنين “ليعبر عن أسفه” للغياب عن القمة.
واضاف البيت الابيض ان اوباما والملك سلمان اتفقا على الحاجة الي العمل مع الدول الخليجية الاخرى “لبناء قدرات جماعية للتصدي بشكل اكثر فعالية للتهديدات التي تواجه المنطقة وتسوية الصراعات في المنطقة” مشيرا الي ان الزعيمين اتفقا ايضا على الحاجة الي مساعدات انسانية عاجلة في اليمن.
وقالت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان العاهل السعودي اوضح لاوباما ان غيابه عن القمة يرجع الي “إنشغاله بالهدنة الانسانية في اليمن وافتتاحه لمركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية.”
واضافت الوكالة ان الزعيمين أكدا تطلعهما الي تحقيق “نتائج ايجابية” في القمة وأن تؤدي الي “نقلة نوعية” في العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي والولاياتالمتحدة.
وقالت الوكالة ان الرئيس الامريكي والعاهل السعودي عبرا عن أملهما في أن تؤدي المحادثات بين القوى الست الكبرى وايران الي “منع” طهران من الحصول على سلاح نووي.
واضافت الوكالة ان اوباما “جدد إلتزام الولاياتالمتحدة بالدفاع عن أمن السعودية من أي اعتداء خارجي.”
وقالت ان الزعيمين أبديا “تطلعهما للاجتماع في وقت قريب من اجل التشاور والتنسيق حيال الامور ذات الاهتمام المشترك.”
وأعلنت الرياض يوم الأحد عدم مشاركة الملك سلمان في القمة بعد يومين فقط من تصريح البيت الأبيض بأنه سيحضر قمة مجلس التعاون الخليجي الذي تشك بعض الدول الأعضاء فيه في التزام أوباما بمواجهة الدعم الإيراني لفصائل شيعية في المنطقة.
وسيمثل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف وله علاقات قوية بالكيانين السياسي والأمني الأمريكيين السعودية في القمة التي ستعقد في 13 و14 مايو ايار كما سيشارك فيها أيضا الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ووزير الدفاع. ومنذ تولي الملك سلمان السلطة في السعودية في يناير كانون الثاني يدير الأميران محمد بن نايف ومحمد بن سلمان معظم جوانب السياسة السعودية.
وحاول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري طمأنة دول الخليج بأن واشنطن لن تقبل اتفاقا نوويا سيئا قائلا إن مناقشات كامب ديفيد ستسفر عن التزامات من شأنها تهيئة “تفاهم أمني جديد” مع دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال مسؤولون أمريكيون الأسبوع الماضي إن واشنطن تستعد أيضا لتقديم أسلحة جديدة من أجل منظومة دفاعية صاروخية مشتركة لمجلس التعاون الخليجي.
وقال المستشار الأمني الكويتي لدى مجلس التعاون الخليجي سامي الفرج إن نظريات المؤامرة القديمة ثبت صحتها. وأضاف “تخلق الولاياتالمتحدة تهديدات لنا ثم تقدم لنا المزيد من أنظمة السلاح. هذا لا يبشر بالخير بالنسبة لنا.”
وتعهدت واشنطن مرارا بالمساعدة في كبح الأنشطة الإيرانية وعرضت أسلحة جديدة على الدول الخليجية العربية وتدعم التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين اليمنيين المتحالفين مع طهران.
وحصول أوباما على دعم من دول مجلس التعاون الخليجي مهم بالنسبة له حتى يوضح للكونجرس أن الاتفاق مع إيران يحظى بدعم إقليمي واسع رغم معارضة إسرائيل.
وأبدى الملك سلمان دعما حذرا إزاء اتفاق إطار نووي جرى التوصل إليه الشهر الماضي ولكنه يصر على أن أي اتفاق يجب أن يكون قويا ويجب التحقق منه وألا يمثل تهديدا لجيران طهران.
ويشعر مطلعون سعوديون بالقلق من أن أي تخفيف للعقوبات على طهران سيمنح إيران مجالا أكبر لدعم وكلائها الذين تعارضهم الرياض في الشرق الأوسط.