تعا اشرب شاي عندما سمعت بدعوة المستنير شريف الشوباشى للقيام بمليونية لخلع الحجاب كنت سعيدة للغاية خاصة وان الاستاذة الفاضلة نوال السعداوى قد باركت هذه الدعوة وهى من هى فى مجال "تحويد" الخطاب الدينى. و الحقيقة انه بالرغم من كل المشاكل التى عانيت منها بعد إرتداء الحجاب والتى أوردها مشكورا السيد شريف ومجموعة السيدات الفضليات اللاتي معه ، إلا أننى لم اجرؤ على القيام بمثل هذه الخطوة، فالحجاب خطوة رجعية بالفعل ربما تخجل الكثيرات من الافصاح عن ذلك، إلا أننى سأفند آراء السادة الثوار بمنتهى الصراحة و الحيادية. فصبيحة يوم ارتدائى للحجاب وقفت ببلاهة أمام جهاز يسمى البوتاجاز ولم افهم كيف تتم الإستعانة به فى طهو الطعام، وبعد طول عناء إضطررت لإحضار حجرين و قمت بضربهما ببعض لإستخراج الشرار ثم أوقدت الحطب و أعددت الطحين. أما ذلك التليفزيون فقد أرعبنى حقا فلم اعرف كيف سخط داخله البشر هكذا حتى صاروا بهذا الحجم وأخذت ادور حوله وانا اكاد أجن لأعرف كيف استطاعوا ان ينفذوا الى هذا المستطيل المصمت. أما ما أضحكنى حقا فهو محاولة زوجى إقناعى بوضع الملابس المتسخة داخل طاقة مستديرة فى صندوق ضخم و إدعى ان الملابس ستخرج منه بيضاء من غير سوء، رفضت بالطبع ذلك العبث و رحت أمرش الملابس مستخدمة أنبوبا مثبتا فى الحائط على ما يبدو انه يأتينى بمياه البئر أولا بأول. وعندما خرجت من البيت بحثت طويلا عن ناقتى "حزيلمة" -نعم هذا هو اسمها- ولكنى لم اجدها حيث كنت قد عقلتها فى جذع نخلة، و استنتجت بالطبع ان لصا قد طمع فيها و سرقها ، خاصة وقد كانت "عشرا" و موديل 122 هحرية و مزودة بمحمل فاخر على ظهرها واستعمال "حكيم" و غير رشة أوراك ولا أكتاف. حاول بعض المارة اقناعى بإمتطاء كائنات عجيبة تجرى بجنون فى الشوارع بيد أنى رفضت فقد كان سفرا غير ذى اهمية لزيارة أبناء عمى فى البادية للمساهمة فى قافلة تجارية لصالح المؤلفة قلوبهم. ولكن للأسف لم استطع العودة مرة اخرى الى البيت حيث بدأت الإعاقة الحركية التى تفضلوا وأوردوها مشكورين للثورة على الحجاب، فقد احسست بثقل فى أطرافى وأخذت قدماى فى الاتجاه إلى الداخل مما دل على اصابتى بالبرى برى، اعقبه عدم قدرة على النطق، فحملنى أحدهم الى بيتى مرة اخرى، حاولت أن ألتفت إليه لأشكره إلا أننى لم اتبين ملامحه وعلمت فيما بعد أنى أصبت بعشى ليلى من جراء إرتداء الحجاب. و ليت الأمور قد إنتهت عند هذا الحد، فما أحزننى بحق هو الإعاقة الذهنية التى أصابنى بها الحجاب، فقد وقفت عاجزة عن الإجابة عن سؤال طفل صغير عن ناتج جمع 1 + 1 وعندما غضب الصغير لا أدرى كيف طاوعنى قلبى و قذفته "بإيد الهون" على أم رأسه ، ولن انسى ذلك الضيف الذى جاء لزيارتنا وعندما سألته ماذا يحب أن يشرب؟ طلب منى ما يكنى بكانز كوكاكولا، فإستعنت بأخى الصغير الذى ناولنى ذلك الكوز المغلق مشكورا، ثم دخلت إلى الضيف وفتحته له بأعجوبة ثم أفرغته على رأسه بالكامل وانا اضحك بطريقة هيستيرية من منظر فقاعات ذلك المشروب العجيب وهى تتناثر على وجهه السمين ، وعندما غضب ورفع صوته أمامى حشرت بوز شلتة الصالون فى فمه لمنعه من الصراخ وأنا أصفق فى سعادة بالغة. تحفظ أخير أود ان ألفت اليه نظر السادة الثوار، لم لا نترك الباحثات عن الرجعية والاعاقة البدنية والعقلية والنفسية فى حالهن؟ ، فالحرية كانت أهم مطالب ثورة يناير المجيدة خاصة وان الحجاب شئتم ام أبيتم فرض لا ينكره إلا جاهل بأمور دينه وأربأ بكم ان تكونوا كذلك. من العدد الأسبوعي من العدد الأسبوعي