على بعد عشرة كيلو مترات من آخر دولة من دول العالم الثالث استوقفت دورية قسم أول العشة اثنين من الشباب يسيرون ليلاً بجوار متحف العشة، أرسل إليهم الضابط أربعة من العساكر ليصطحبوهما إليه، وأمر كلاهما بإبراز هويته.. وبتفحص بطاقتى الهوية تبين أنهما طالبان فى الفرقة الرابعة بكلية حقوق العشة،, وبينما يأمر بتفتيشهما ذاتياً اعترض أحدهما على الأمر قائلاً: مش من حقك قانوناً يا باشا فقال الضابط مبتسماً: ومين هنا جاب سيرة القانون لا سمح الله.. أنا عايز افتشكوا بالحب.. القانون فى الحفظ والصون عندكم فى كتب الكلية.. لكن لو عايزينه يحضر دلوقتى أنا يشرفنى طبعاً.. بس ساعتها هتكرهوا اللحظة إلى عرفتوه فيها. نظر الطالبان أحدهما إلى الآخر وبدى عليهما التمكن من قدرتهما على الحفاظ على حقوقهما بالقانون الذى حفظاه عن ظهر قلب.. فتسرع أحدهما قائلاً: بالقانون يا باشا. فنظر الضابط إلى الآخر ليستشف رأيه فى الأمر.. فقال واثقاً: أيوه قانونى يا باشا نظر الضابط إلى أمين الشرطة الواقف خلف الطالبين، فتوجه الأمين إلى داخل السيارة وعاد وبيده طبنجة خرطوش ووضعها بين يدى الضابط.. فسأل الضابط أمناء الشرطة والعساكر: 1 إيه حكاية الطبنجة دى؟ فأجابوا بصوت واحد: واحنا ماشيين بعربية الدورية نسهر على أمن الناس وسلامتهم لاقينا اتنين شباب ماشيين وبالتدقيق فى ملابسهم رأينا شيئا بارزاً معلقاً فى حزام واحد منهم لابس قميص أحمر، فطلبنا من السواق يقف جمبهم، ولما شافوا العربية حاولوا يجروا لكن لقرب المسافة وسرعة رد فعلنا قدرنا نمسكهم، وبتفتيشهم احترازيا لقينا الطبنجة دى مع إلى لابس أحمر ده، والتانى معهوش حاجة بس حاول يعتدى على العسكرى وقطعله السترة بتعته عشان يحاول يهرب.. لكن إحنا لحقناه ومسكناه. هنا نظر الشابين بعضهما البعض فى ذهول شديد وقال فى صوت واحد: ماحصلش.. ده كذب فضحك الضابط قائلاً: مش قولتلكوا بلاش القانون وخلوها بالحب.. أهو كده كله بالقانون واحد اتمسك تلبس بطبنجة والتانى اعتدى على رجل الضبطية، وأديكوا سمعتوا شهادة الشهود إلى هتتكتب فى محضر رسمى هتتعرضوا بيه على النيابة ومعاه توصية معتبرة. هنا وضع كل شاب يده على عروة البنطلون، وبعد فتحها سحبا البناطيل لأسفل قائلين فى نفس واحد: اتفضل فتش يا باشا !