يجمع المؤرخون وكتاب السيرة على أن جسد الحسين _ رضى الله عنه_ دفن مكانه في كربلاء، أما الرأس الشريف فقد طافوا به حتى استقر ب«عسقلان» الميناء الفلسطينى على البحر المتوسط، قريبًا من موانئ مصر وبيت المقدس. وقد أيد وجود الرأس الشريف ب «عسقلان»، ونقله منها إلى مصر جمهور كبير من المؤرخين والرواد منهم: ابن سيسر، والقلقشندى، وعلى بن أبى بكر الشهير بالسايح الهروى، وابن إياس، وسبط الجوزى، والحافظ السخاوى. يقول المؤرخ المقريزى: «نقلت رأس الحسين رضي الله عنه من عسقلان إلى القاهرة يوم الأحد ثامن جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة (548 ه)، (الموافق 31 أغسطس سنة 1153)، وكان الذي وصل بالرأس من عسقلان الأمير سيف المملكة تميم واليها، وأنزل به إلى الكافورى، ثم حمل فى السرداب إلى قصر الزمرد، ثم دفن في قبة الديلم بباب دهليز الخدمة.. وبنى مسجدًا للرأس خارج باب زويلة من جهة الدرب الأحمر، وهو المعروف بجامع الصالح طلائع، فغسلها في المسجد المذكور على ألواح من خشب، يقال إنها ما زالت موجودة بهذا المسجد. كما أكدت وثائق هيئة الآثار أن رأس الحسين رضي الله عنه نقل من عسقلان إلى القاهرة، كما يقول المقريزي، كما عثر الباحثون بالمتحف البريطاني بلندن على نسخة خطية محفوظة من «تاريخ آمد» لابن الأورق المتوفى عام 572 ه، وهي مكتوبة عام 560 ه، ومسجلة بالمتحف المذكور تحت رقم (5803) شرقيات، وقد أثبت صاحب هذا التاريخ بالطريق اليقيني أن رأس الحسين عليه السلام قد نقل من عسقلان إلى مصر عام 549ه - أي في عهد المؤرخ نفسه - بوجوده ومشاركته ضمن جمهور مصر العظيم في استقبال الرأس الشريف. وقد ألف العلامة الشبراوي شيخ الأزهر الأسبق كتابًا سماه «الإتحاف» أثبت فيه وجود الرأس بمقره المعروف بالقاهرة يقينًا، كما ألف فضيلة الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم رسالة في ذلك الموضوع سماها: «رأس الإمام الحسين بمشهده بالقاهرة تحقيقًا مؤكدًا حاسمًا» وهى مليئة بالأدلة والبراهين التى يطمئن لها القلب، وهذا العرض يؤكد لنا أن رأس الإمام الحسين _ رضى الله عنه _ تشرف القاهرة المحروسة.