في الأسبوع الماضي وتحديداًيوم 20مارس الماضي احتفل العالم بيوم السعادة العالمي بعدما اعتمدت الأممالمتحدةفي دورتها السادسة والستين هذا اليوم من كل عام يوما دوليا للسعادة في محاولة لتحقق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر وتوفير الرفاهية لجميع الشعوبباعتبار السعادة حق أساسي من حقوق الإنسان يجب على الحكومات العمل على توفيرها للمواطنين، وفي هذا التوقيت من كل عام يصدر التقرير الدولي للسعادة الذي يضم 156 دولة، وحسب مؤشر السعادة لعام 2014 جاءت كالعادة دول الدنمارك والنرويج وسويسرا وهولندا والسويد وكندا وفنلندا والنمسا وأستراليا وأيسلندا، في المراكز ال10 الأوائل من حيث الدول الأكثر سعادة في العالم، وعلى مستوى الدول العربية احتلتدولةالإمارات المركز الأول عربياً وال 14 عالميًا، وحازت سلطنة عمان على المركز الثاني عربيًا و23 عالميًا، وقطر ال 3 عربيًا و27 عالميًا، والكويت الرابع عربيًا و32 عالمياً، والسعودية الخامس عربيًا و33 عالميًا، والجزائر السادس عربيًا و73 عالمياً، وتراجع الأردن إلى المركز السابع عربيًا بعد أن كان الخامس، و74 عالمياً بعد أن كان 54، وليبيا الثامن عربيًا و78 عالمياً، والبحرين التاسع عربياً و79 عالمياً، ولبنان العاشر عربياً و 97 عالمياً، والمغرب 11 عربياً و99 عالمياً، والصومال 12 عربياً و101 عالمياًوتونس 13 عربياً و104 عالمياً، والعراق 14 عربياً و105 عالمياً، وموريتانيا 15 عربياً و112 عالمياً، وفلسطين 16 عربياً و113 عالمياً، وجيبيوتي 17 عربياً و114 عالمياً، والسودان 18 عربياً و124 عالميا،ثم مصر 19 عربياً و130 عالميًا. الغريب أن مصر التي كانت موطن البسمة وروح الفكاهة منذ عهد الفراعنة، أبتعد عنها مؤشر السعادة، بعدما نزع الفساد والاستبداد الضحكة من القلوب والأمل من النفوس وأدى الإهمال المتراكم وسوء التربية والتعليم إلى تدمير القيم والأخلاق، فأصبحت العلاقة بين المواطنين قائمة على المنفعة كبديل عن المحبة، وحل الصراع كبديل عن التنافس، والفهلوة بديل عن التخصص العلمي، حيث اعتمد مؤشر السعادة الدولي على عدة أساس منها الحرية السياسية، والعلاقات الاجتماعية الناجحة بين ابناء الشعب الواحد وغياب الفساد، والصحة العقلية والجسدية للمواطنين. يوم السعادة العالمي تم اعتماده عام 2012 بناء على مبادرة من دولةصغيرة اسمها مملكة بوتان تقع جنوب اسيا، ولكنها تقدمت بهذه المبادرة إلى الاممالمتحدة بعدما تبين لها أن ارتفاع مستوى السعادة لدى الأفراد ساهم في زيادة الدخل القومي، فأصبح نظامها الاقتصادييعتمد على شعار"السعادة الوطنية أهم ناتج قومي للبلاد".بينما لازال المسؤولين في مصر يعتمدون على مبدأ فوت علينا بعد بكره،ودفع "الشاي" "والحلاوة" "والمعلوم" لانجاز المطلوب حتى لو ضد القانون، حتى تحول شعب الفكاهة والأمل إلى شعب المعاناة والألم .