بداية يوضح أسامة هيكل مدير تحرير جريدة الوفد أن مشكلة بطالة خريجي الإعلام ترجع إلي عدم الربط بين ما يحتاجه سوق العمل الصحفي والإعلامي والأعداد الهائلة التي يتم تخريجها في كليات الإعلام، وهذه ليست مشكلة المجال الإعلامي والصحفي فقط بل تمتد لكل التخصصات، ولكن مشكلة العمل الإعلامي والصحفي أنه لا يشترط التخرج في كليات أقسام الإعلام فيستطيع أي شخص لديه موهبة وشهادة جامعية الالتحاق بالعمل الإعلامي دون أي قيد وفي المقابل لابد أن نعلم أنه ليس كل من يتخرج في كلية الإعلام يصلح للعمل الصحفي أو الإعلامي. نفس الأمر يؤكده خالد السرجاني مدير تحرير جريدة الدستور ويري أن ما يزيد من الكارثة هو دراسة الإعلام في التعليم المفتوح وفتح الباب علي مصراعيه لكل من أراد دراسة الإعلام دون أن يكون لديه أي مقومات للعمل الإعلامي والصحفي والنتيجة أعداد هائلة من الخريجين ولكن للأسف معظمهم لا يصلح للعمل الصحفي، بالإضافة إلي أن دور كليات الإعلام يتوقف فقط عند تعليم طلابها بشكل نظري فقط دون التنسيق مع المؤسسات الصحفية وتبادل الخبرات بين الجانب النظري بالدراسة والجانب العملي بالتدريب وبذلك يتخرج طلاب غير قادرين علي العمل مباشرة بالإضافة إلي أن الكليات لا تهتم بطلابها بعد التخرج فلا تساعدهم علي الالتحاق بالأماكن المناسبة من خلال التنسيق مع المؤسسات الصحفية. عصام عمران مدير تحرير جريدة الجمهور يلقي باللوم علي كليات الإعلام التي تقبل هذا العدد الضخم دون مراعاة متطلبات السوق، ويضيف «معظم المؤسسات الصحفية تعاني ضغوطاً مالية كثيرة من أجل المحافظة علي الاستمرار في الصدور فيكون من الصعب عليها في الوقت الحالي تحمل عبء تعيين عمالة جديدة وخصوصًا المؤسسات القومية التي استوعبت بالفعل كماً هائلاً من الأعداد ولكن نحن الآن نشهد ثورة في عدد الصحف الخاصة لذلك أري أن هذه الصحف لديها القدرة علي استيعاب أعداد كثيرة من الخريجين». التدريب أهم من الدراسة النظرية مشيرة موسي الصحفية بجريدة الأهرام توجه هي الأخري اللوم لكليات وأقسام الإعلام التي تعتمد بشكل كبير علي الدراسة النظرية فقط دون الاهتمام بالجانب التدريبي رغم أن العمل الصحفي في الأساس هو تدريب من أجل معرفة كيفية التعامل مع مختلف الفئات وكيفية الوصول للحقيقة وهذا ما لا يمكن تعلمه بالدراسة النظرية كما يجب الاهتمام باللغات الأجنبية ولابد من الاستعانة بالمؤسسات الصحفية في التدريب، بالإضافة إلي افتقاد الشباب للقدوة التي تعينهم علي طريق الكفاح فالعمل الصحفي ليس بالعمل الهين بل هو عمل شاق ومتعب ويحتاج الصحفي في بداية عمله لمن يعينه ويوجهه للعمل بشكل صحيح وهنا يأتي دور الصحفيين والإعلاميين الكبار. يوضح أكرم القصاص مدير تحرير جريدة اليوم السابع أن التكنولوجيا الحديثة ساعدت علي زيادة أعداد المؤسسات الإعلامية والصحفية وظهور أشكال جديدة من وسائل الإعلام مثل المواقع الإلكترونية للصحف وغيرها التي يمكن أن تستوعب كمًا هائلاً من العمالة، ولكن المشكلة تكمن فيما يتم دراسته في كليات وأقسام الإعلام فيقول «علي الرغم من الأعداد الهائلة في كليات وأقسام الإعلام إلا أن هذه الزيادة لا يقابلها تطورًا في المستوي التعليمي للطلاب. فلابد من الاهتمام بالتكنولوجيا الحديثة في مجالات الإعلام المختلفة وتعليم وتدريب الطلاب علي استخدامها فالبطالة ليس سببها عدم وجود أماكن شاغرة للخريجين ولكن عدم وجود خريجين قادرين علي استخدام التكنولوجيا الحديثة. الحل يؤكد أسامة هيكل أنه لابد من التنسيق بين المؤسسات التعليمية المتخصصة لإعداد الإعلاميين والصحفيين وبين المؤسسات الإعلامية والصحفية للحد من الأعداد الهائلة التي يتم تخريجها كل عام دون فائدة من خلال عمل دراسة كل عام توضح ما يحتاجه سوق العمل وبناء عليه يتم قبول عدد معين من الطلاب بكليات وأقسام الإعلام لإعدادهم بشكل جيد، ويؤكد ذلك السرجاني الذي يري أنه لابد من أن يكون هناك اتصال دائم بين الصحف وكليات الإعلام ومعرفة ما يحتاجه سوق العمل وإعداد الطلاب علي هذا الأساس، بالإضافة إلي ضرورة الاهتمام بالصحف الإقليمية التي من الممكن أن تستوعب خريجي أقسام الإعلام في الجامعات الإقليمية، خاصة في ظل التحولات التي تشهدها الساحة السياسية الآن والاتجاه إلي تطوير المجتمعات المحلية وتطوير المحافظات واللامركزية في الإدارة.