المخرج البريطاني الأصل سيرريدلي سكوت يعود لإثارة موجة جديدة من الجدل بعد اختيار أحدث أفلامه «روبن هود» كفيلم الافتتاح للدورة 63 لمهرجان كان السينمائي الدولي ليلة 12 مايو القادم.. بهذا الفيلم الذي يمثل النسخة الخمسين لتناول الأسطورة الشعبية المتداولة عن «روبن هود» منذ أيام السينما الصامتة وإن كان أشهرها النسخة التي قام ببطولتها الممثل الأمريكي الشهير إيرول فلاين.. اختار ريدلي سكوت نجمه وممثله المفضل راسل كرو لدور «روبن هود» وتقف أمامه ممثلة تماثله قدرة هي كيت بلانشيت لدور الأميرة الحبيبة التي تهجر القصر لكي تنضم إلي حبيبها في غابة شيروود الشهيرة. المشاغب المحترف: ريدلي سكوت اعتاد ريدلي سكوت في السنوات العشرين الأخيرة أن يلوي عنق نقاد السينما في العالم.. لقد جاوز السبعين بأعوام قليلة لكنه يبقي قادرا علي أن يرتاد آفاق أفلام المغامرات الباهرة ويبقي الوحيد الحي بين مخرجي السينما العالميين المنفرد بأسلوب خاص وشحنة خاصة تحقق للمشاهد ما يتطلبه من رؤية سينمائية.. ومنذ قدم فيلمه «سقوط بلاك هوك» الذي فضح فيه حقيقة ما جري للأمريكيين في الصومال عندما سقطت طائرة الهوليوكوبتر الشهيرة «بلاك هوك» العسكرية محترقة و«سحل» جنود المارينز الأمريكيين في شوارع مقديشيو مما اضطر أمريكا إلي الانسحاب من الصومال بعد هذه الفضيحة العسكرية الأمريكية. ويحمل ريدلي سكوت أنه من أكبر المخرجين ذوي الرؤية النسائية الخاصة القادرة دائما علي أن يخلق بطلة مثلما فعل مع الممثلة سيجورتي ويفر عندما اختارها وقدمها في فيلم «القادمون من الفضاء» في شخصية آلين ريبلي هذه الرؤية النسائية الخاصة هي التي دفعته إلي أن يقدم فيلما عن نسوة ناضجات في «ثلما ولويتر». ورغم هذه اللمسة النسائية الناعمة فهو يهوي تلك الانطلاقة الكبيرة في سينما الإبهار القائمة علي مغامرة ربما كان لها أساس من واقع تاريخي أو معارك حقيقية في الحياة.. فقدم «المصارع» الذي نجح في أن يفوز به بأربع جوائز أوسكار وهو يتناول قصة نبيل روماني في عصر نيرون، يسقط في العبودية ويصبح فردا من فريق المصارعين الذين يدفع به الامبراطور اللاهي العابث إلي المصارعة ربما بين صديقين أو في مواجهة أسود جائعة وعندما يتحرر ويصبح قاب قوسين من استرداد وضعه بين النبلاء يهجر روما عائدا إلي مزرعته.. ثم قدم فيلمه «رجل العصابات الأمريكي» عن قصة حقيقية من عالم الجريمة المنظمة في أمريكا، وحصل الفيلم منذ عامين علي عدة ترشيحات لجوائز الأوسكار.. وعلي غرار «المصارع» فاجأنا بفيلم عن الحروب الصليبية بعنوان «مملكة السماء» عن محارب من محاربي المعبد في القدس.. واستهواه الشرق الأوسط أكثر وهو يجمع بين نجمه المفضل راسل كرو ونجم أمريكا المدلل رينالدودي كابريو في فيلم سياسي أعطاه عنوان «جسر من الأكاذيب» تجري أحداثه المثيرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وواشنطن. «روبن هود» رقم 50 من الطبيعي جدا أن يعطي ريدلي سكوت بطولة «روبن هود» لنجمه المفضل دائما وأبدا راسل كرو.. كان قد بدأ الإعداد للفيلم عام 2007 وانتهي من كتابة السيناريو خلال 2008 وبدأ تصويره في مارس من العام الماضي واختار النجمة الاسترالية الأصل كيت بلانشيت كبطلة أمام راسل كرو وهو أيضا من أصل استرالي.. والفيلم إنتاج أمريكي مشترك وأعلنت إدارة مهرجان كان السينمائي الدولي اختياره لافتتاح الدورة 63 للمهرجان ليلة 12 مايو القادم. أحداث «روبن هود» تجري في القرن التاسع عشر بعودة الفارس الصليبي سير روبن لونج سترايت إلي موطنه بعد أن شارك في معارك «ريتشارد قلب الأسد» ملك انجلترا الذي تراجع عن أسوار القدس بعد هزيمته من صلاح الدين الأيوبي ويكتشف سير روبن أن عمدة موطنه نوتنجهام يقهر سكان المدينة ويسومهم الظلم والعذاب ويقرر بما له من فروسية وبراعة حربية أن يحرر المدينة من الظلم والاستعباد والفساد ويلجأ إلي رفاقه القدامي وأصدقائه الذين يقيمون في غابة شيرود وعلي استعداد دائم لنصرته والوقوف معه وهكذا تولد أسطورة «روبن هود» الذي يقود زمرة من الخارجين علي القانون في معركة تنفيذ القانون الإلهي ونصرة الفقراء والمستعبدين. و«روبن هود» هي البطولة الخامسة لراسل كرو في أفلام ريدلي سكوت ويعترف أن شخصية «روبن هود» استهوته دائما منذ صباه وفي واعيته الكثير مما قرأه عنها والطواف طوال العامين الماضيين يبحث وينقب ويشاهد كل الأفلام التي قدمت هذا البطل الأسطوري منذ سنوات السينما الصامتة وقد زادت علي 50 فيلما أشهرها الفيلم الذي قام ببطولته الممثل الأمريكي الشهير إيرول فلاين. كيت.. علي السجادة المخملية! حبيبة «روبن هود» التي ستسير علي السجادة المخملية ليلة افتتاح «كان 63» بين ريدلي سكوت وراسل كرو هي الممثلة الاسترالية الأصل كيت بلانشيت المولودة في مدينة ملبورن والمعروفة عالميا بعدد من الأدوار التي تركت علامة في تاريخ السينما العالمية.. مثل شخصية الممثلة الكبيرة كاترين هيبورن في فيلم «الطيار» وفازت عنها بأوسكار أحسن ممثلة مساعدة.. وشخصية «اليزابيث الأولي في شبابها وعرفت بأنها الملكة العذراء».. ودورها في فيلم «بابل» أمام براد بيت ودورها في الفيلم الإنجليزي «ملاحظات علي فضيحة» وفيلم «الجميلة الألمانية» وتلك هي المرة الأولي التي تعمل فيها مع المخرج ريدلي سكوت.