يوم مشهود عاشته عروس البحرالأبيض المتوسط الإسكندرية بمناسبة افتتاح مسرح بيرم التونسي بعد 7 سنوات تحت الترميم بمصاحبة موسيقات عسكرية بحرية وفرقة الحرية والتذوق وأبوقير للفنون الشعبية، ازاح الستار عن اللوحة د.شاكر عبدالحميد وزير الثقافة ود.إسامة الفولي محافظ الإقليم وتم عرض احتفالية شبابية لأعضاء فرقة الاسكندرية المسرحية بعنوان (بيرم ... بيرم) تحكي حياة بيرم التونسي، تأليف محمود الطوخي، إعداد واخراج محمد مرسي، بطولة أكثر من 30 فنانا سكندريا، وتقديم مقطوعات غنائية من أشهر قصائده، اشراف موسيقي حمدي رءوف، بالاضافة للاعلان عن فعاليات مهرجان ربيع المسرح السكندري 29 أبريل حتي 19 يونية بمشاركة 17 عرضا مسرحيا من الفرق المستقلة والحرة والجامعات وقصور الثقافة بالاسكندرية . عاد المسرح للأضواء مرة ثانية، بعد توقف دام سبع سنوات، وسط حضور جماهيري كبير يملأ المسرح علي جانبيه بحضور المخرج ناصر عبد المنعم رئيس البيت الفني للمسرح، مسرح بيرم التونسي بالاسكندرية، وحسن خلاف رئيس قطاع مكتب الوزير، د. خالد عبدالجليل رئيس قطاع الانتاج، ونخبة كبيرة من الفنانين والفنانات منهم سميحة أيوب، أشرف عبدالغفور، د. هاني مطاوع، أحمد آدم، جمال عبد الناصر، محمد الهواري رئيس مجلس ادارة الأخبار، حسين مليس المشرف العام علي مسارح الاسكندرية وحفيده المستشار محمود بيرم التونسي، بالاضافة لنخبة كبيرة من نقاد المسرح المهتمين بالحركة المسرحية، ولفيف من الاعلاميين والصحفيين . فرقة جديدة أعلن د.شاكر عن تكوين فرقة الاسكندريةالجديدة للفنون المسرحية وتمني لثورة 25 يناير أن تخرج من أزمتها، مؤكدا أن الثورة بدأت من الاسكندرية، ورحب د.شاكر بالفنانة القديرة سميحة أيوب وما قدمته من مسرحيات عظيمة بعضها قدم علي مسرح بيرم التونسي، والفنان أشرف عبد الغفور ود. هاني مطاوع، وكل الفنانين الذين جاءوا ليحتفلوا بهذا اليوم الاسطوري، مضيفا بأن بيرم لم يكن مجرد كاتب أو مؤلف، وانما كان حالة ابداع متدفقة، كان يعاني الغربة في وطنه، وكان قريبا من الشعب ومن ثم سمي بفنان الشعب، واصفا بيرم بأنه شديد الرهافة والحساسية، ويعمل من خلال الادراك لكل تفاصيل الواقع، لقد كان يعتمد علي العين والأذن والذاكرة والخيال في تلقي المثيرات من الواقع، لكنه لم يكن يرصد هذا الواقع من علي مبعدة أو مسافة بعيدة، بل كان يتلقي هذة المثيرات والأفكار والصور والانطباعات ويعايشها ويصبح جزءا منها، لأنه جزء منه، كان يلتحم بكل احباطات الشعب ورغبته في أن يكون أفضل. ساحة للتعبير وأكد الدكتور أسامة الفولي أن يكون فناء المسرح هو ساحة للتعبير عن أفكار الشباب الثوريين، لأننا في مرحلة فارقة يجب أن تتضافر فيها كل الجهود والعمل من خلال رؤية حقيقية تحافظ علي التراث، وأن يحصل كل مواطن سكندري علي حقوقه في الكرامة والفكر والابداع، وأضاف الفولي بأن أرض الاسكندرية هي أرض الثورة التي قدمت 83 شهيدا من أبنائها لمصر، وهي الأرض التي ولد فيها بيرم التونسي وسيد درويش، وقد خاطب الشباب قائلا : أيها الشباب الثائر، ان هذا المسرح أنشئ لكي يعبر عن الفن المصري وينقل أحاسيس الأمة . وقال ناصر عبدالمنعم بأنه توجد ثلاثة قيم اجتمعت لتمنح مسرح بيرم التونسي التميز والاستثناء وهي المكان والتاريخ والاسم، فالمكان مدينة الاسكندرية حاضنة الحضارات وملتقي الثقافات علي مر العصور، نافذة مصر الشمالية علي الشاطيء الآخر - شاطئ الحضارات القديمة والحديثة، أما تاريخ هذا المسرح فيمتد الي ستينات القرن الماضي، الي زمن ازدهار المسرح، لقد سجل تاريخ مسرح بيرم عروضا مسرحية رائعة قدمها عمالقة المسرح المصري، أما الاسم فهو شاعر الشعب الذي التزم بقضايا وطنه بيرم التونسي وأحد أشهر المنفيين في تاريخ مصر - أبعدته السلطة فاستقر في ضمير أمته وسكن وجدان شعبه، لقد بدأ العمل في هذا المشروع الكبير منذ عام 2008 وقد دعمه من قبلي رؤساء سابقون للبيت الفني للمسرح وهم الدكتور أشرف ذكي - الفنان توفيق عبد الحميد والفنان رياض الخولي والكاتب السيد محمد علي، كما أعلن عن انطلاق ليالي مهرجان ربيع المسرح الأول بالاسكندرية بمشاركة 17 فرقة مسرحية سكندرية، وقام بتوجيه الشكر لوزير الثقافة الذي وافق علي دعم الوزارة لهذه الفرق من خلال مهرجان الربيع، وللدكتور أسامة الفولي علي تشريفه ودعمه لشباب الفن. بداية جديدة وفي نهاية كلمته أوصي عبد المنعم فناني المسرح بأن يجعلوا من هذا المهرجان بداية مسرحية جديدة في مصر الحديثة التي سندافع فيها عن حرية الابداع والتعبير، كما رفض باسم المسرحيين المصريين حملات القمع والتكفير التي يتعرض لها الفنان عادل امام وفنانون آخرون، مضيفا بأن القضاء قد برأ ساحته وسنواصل الدفاع عن حرية الابداع والتخلف والظلام، ولا نرضي أن تعود مصر الي الوراء. وأعرب المستشار محمود بيرم التونسي عن مدي سعادته بحضوره في هذا العرس الثقافي وهذا الجمع من ضمير الأمة، مشيرا بأن افتتاح هذا المسرح جاء بعد ثورتنا المجيدة، والمجد للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم، مؤكدا بأن الثورة في الثقافة رافد من روافدها المهمة، وأن افتتاحه رفع الظلم عما لحق ببيرم في حياته ومماته، وقد شاركت عائلته في هذا الظلم لأنهم لم يتحدثوا عن شخصية بيرم . وأشار د . سناء شافع أن مسيرة أمس كانت للفنانين وليست للأفراد، مؤكدا أننا فداء لمصر وضد أي تخلف من أي نوع لحماية ثورتنا. تكريمات ثم قام د. شاكر عبدالحميد ود. أسامة الفولي وناصر عبدالمنعم بتكريم اسم الراحل الفنان بيرم التونسي وذلك باهداء حفيده المستشار محمود بيرم التونسي درع التكريم، كما كرموا نبيل الألفي وتسلم نجله درع التكريم، بالاضافة لتكريم رموز الابداع منهم الفنان محمود عبد العزيز والفنانة القديرة سميرة عبدالعزيز والفنان محمد وفيق وزوجته كوثر العسال، كما تم تكريم الفنان يوسف داوود ووحيد سيف، والفنان أحمد آدم الذي قدم التحية لكل من شارك في انشاء هذا المسرح، موضحا أنه قد قام بالتمثيل علي خشبة هذا المسرح، وهاهو قد وقف علي خشبة المسرح بعد عودة كرامة المصري، الي جانب تكريم كل من الروائي ابراهيم عبد المجيد، والملحن فاروق الشرنوبي، والموسيقار حمدي رؤؤف، وحسين جمعة، والدكتور أبوالحسن سلام، واسماعيل محمود، وعلي الجندي، والدكتور محمود البهتيمي، والفنان ايمان البحر درويش وتسلمه د.حسن البحر درويش، وأحمد رزق وتسلمته عزة لبيب مديرة مسرح الطفل، وحسين مليس، بالإضافة لتكريم ثلاثة من شهداء حريق بني سويف، وهم مؤمن عبده، ياسر ياسين، الفنانة سامية جمال، كما قام د.شاكر بتكريم د.أسامة الفولي وذلك باهدائه درع التكريم . يتكون المسرح من طابقين، حيث يحتوي المسرح علي قاعة استقبال لكبار الزوار مساحتها 296 مترا ومبني اداري، و25 غرفة للممثلين وكافيتريا وورشة نجارة ومخازن واستراحة وقاعات متعددة الأغراض، واستوديو للصوت ومركز اعلامي مجهز بأحدث التقنيات ومقاعد فاخرة، كما تم تجهيزه بأحدث وسائل الدفاع المدني وأنظمة مراقبة حديثة، كما تم تصميم واجهة المسرح الخارجية علي الطراز المعماري الروماني الذي يميز الاسكندرية .