حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخليجيون لايفضلون قنواتهم
نشر في القاهرة يوم 14 - 02 - 2012

شهد العقد الأخير من القرن العشرين والسنوات الأولي من القرن الحادي والعشرين طفرة هائلة في تقنيات الإعلام ارتكزت أساسا علي التقدم الكبير الذي أحرزته الحاسبات الاليكترونية وأجهزة الكومبيوتر إلي جانب القفزة التي حققتها الأقمار الصناعية باستخدام التنقية الرقمية التي تبعتها بالانجاز الرائع في عمليات الضغط الرقمي مما اتاح مضاعفة قدرات الاستخدام الفعلي للطيف الترددي إلي نحو عشرين ضعفا، وكان من نتيجة هذه الانجازات المتتالية خلال فترة زمنية قصيرة اختزال المسافات فوق رقعة الكرة الأرضية وتلاشي الحدود بين الدول وتحقق مفهوم القرية الكونية وتعد الإذاعات المرئية والمسموعة صاحب النصيب الأكبر في الاستفادة من هذه الثورة الإعلامية. ونتيجة لهذا التطور ظهرت قنوات متعددة تليفزيونية محلية وفضائية ومحطات إذاعية وبث إذاعي مسموع ومرئي بعد الإنترنت إلي جانب تنوع هذه الوسائل من حيث كونها عامة أو متخصصة في تقديم مضمون معين أو مخاطبة فئة معينة من الجماهير مما أدي إلي وصف العصر بأنه عصر السماوات المفتوحة وعصر الاتصال عبر القارات إلي غير ذلك من الصفات التي تعكس المكانة التي تحتلها وسائل الإعلام وما تحققه من اشباعات مختلفة للمتعاملين معها أيا كان موقعهم وخصائصهم علي المستوي البرامجي أو الدرامي أو الإعلامي وأيا كان مجالهم سياسيا واجتماعيا واقتصاديا تتيحه من خلال هذا التعدد غير المحدود أكبر فرصة للاختيار أو الاقتناء من بين هذه القنوات المتنوعة بل أصبحت لديه القدرة علي اختيار وقت التعرض لهذه المواد الإعلامية ذلك نتيجة للتطورات العلمية المذهلة في مجالات الاتصال. ولم تكن الدول العربية بعيدة عن هذا التطور، حيث اهتمت بأن يكون لها مكان في الفضاء وارتفع عدد الفضائيات العربية - حسب دراسة للمنطقة العربية للتنمية لسنة 2010 إلي 750 فضائية تبث عبر القمر الصناعي العربي «عربسات» والقمر الصناعي المصري «نايل سات». 3 ساعات يوميا بل إن الملفت للنظر هو تزايد عدد القنوات الفضائية العربية بوضوح في السنوات الأخيرة الأمر الذي أدي إلي زيادة هذه المنافسة بين الفضائيات. وتشير الدراسات إلي الاقبال المتزايد من الجمهور العام وخاصة الشباب العربي بغض النظر عن النوع أو المستوي التعليمي علي مشاهدة القنوات، حيث تساعد خصائص التليفزيون كوسيلة الاتصال يتعرض لها المشاهدون لإشباع احتياجاتهم بشكل فوري ومجاني خاصة مع تعدد مضامينه خاصة مع ظهور القنوات الفضائية المتخصصة. وتظهر الاحصائيات أن نسبة 69% من الجمهور الذي يشاهدونها لمدة 3 ساعات يوميا، في حين بلغت نسبة الذين يقتنون أطباقا فضائية 12% وهي أرقام في ازدياد في ظل وجود أكثر من 150 قناة عربية وإسلامية تتبع 40% للحكومات في حين تشكل البقية شركات وجماعات. وخلصت نتائج الدراسات التي تناولت علاقة الجمهور العربي بالقنوات الفضائية إلي وجود منافسة وتحديات تواجه الإعلام الحكومي العربي من قبل القنوات الفضائية العربية الخاصة أو الأجنبية. في المقابل يري بعض المتخصصين أن الاقبال الشديد علي هذه الفضائيات يعد مجرد إقبال جيل فتن بتقنية اتصالية جديدة فتحت له آفاقا في المشاهدة ما كان له أن يتصورها وأتاحت له الحرية في الخروج عما كان يسمي بقنوات «الغضب» الحكومية. في حين تقرر دراسة أخري أسباب فقدان الإعلام ووسائل الاتصال في الخليج للجمهور كما تبين البحوث الميدانية ففي معظمها توجه من أعلي إلي أسفل «إلي الجمهور والمرسل إليه» علي أساس أن المرسل أو من هو الأعلي «أعلم» بما يطلبه ويحبه الجمهور ويؤكد بعض الباحثين العرب أن تفضيل المشاهد العربي للقنوات الأجنبية ما هو إلا نتيجة عدم وجود تواصل بين المنتج والمتفرج وغياب دراسات مبدئية تبين حاجات المشاهد ورغباته وتتبني مواطن الضعف ومكامنها. وتشير دراسات أخري إلي أن انصراف الجمهور من القنوات الفضائية الحكومية، يرجع إلي تفوق القنوات الفضائية الأخري العربية والأجنبية في تقديم برامج يفوق بعضها مستوي البرامج التي تقدم عبر الفضائيات الحكومية، ولذا أصبحت القنوات المحلية بحاجة إلي تقوية الروابط مع جمهورها بشكل خاص والجمهور العام بشكل عام والتأكد من أن هناك من يتلقي الرسالة الأمر الذي يفرض علي القائم بالاتصال السعي دائما للحصول علي المعلومات المتعلقة بالاحتياجات المعرفية والعاطفية لجمهوره فضلا عن حرصه المستمر علي استغلال كل ما هو جديد حتي يتمكن من الصمود في هذه البيئة التنافسية، فإذا لم تتوفر لدي القائم بالاتصال معلومات عن خصائص الجمهور الديموغرافية والاجتماعية فسوف يفقد مقدرته علي التأثير والاستماع لها كانت رسالة معدة جيدا ومهما كانت الوسيلة الإعلامية، خاصة أن المشاهد أصبح اليوم أكثر من أي وقت معني بالذات في منطقة الخليج شريكا في العملية الاتصالية التي ينقطع فيها العامل التفاعلي، وانطلاقا من هذه المعطيات تصبح دراسة الجمهور بشكل موسع - في أكثر من دولة خليجية - أمراً ملحا وضرورة بحثية لتشخيص مدي تأثر معدلات مشاهدتهم تجاهها ورصد العوامل التي تسهم في تحسين أدائها واستشراف مستقبلها من وجهة نظرهم - في ظل المعطيات التي دفعت بأجهزة الإعلام الخاص إلي المقدمة لكي تنافس الإعلام الحكومي. من هنا جاءت أهمية هذه الدراسة التي وصفها «د.بشار عبدالرحمن مظهر» تحت عنوان (دوافع استخدامات الشباب الخليجي واليمني للفضائيات الخليجية الحكومية العامة والاشباعات المتحققة في ظل منافسة القنوات الخاصة) وتضمنت الدراسة خلال فصولها الستة أهداف الدراسة وواقع البث الفضائي العربي، تطور الأقمار الصناعية العربية وعلاقة الشباب الخليجي واليمني بقنواته الحكومية وتفضيله القنوات الخاصة والتحديات التي تواجهها الحكومات في ظل هذه المنافسة والمقترحات التي توصلت إليها الدراسة. الدردشة يقول د.بشار عبدالرحمن في مقدمة دراسته: تتبلور المشكلة البحثية أساسا في التعرف علي دوافع استخدام الجمهور الخليجي واليمني للقنوات الفضائية الحكومية العامة التابعة للدول الأعضاء بجهاز إذاعة وتليفزيون الخليج (السعودية، الإمارات، البحرين، قطر، عمان، اليمن، الكويت» فضلا عن معرفة تأثير المتغيرات التي تؤثر في هذه العلاقة، والفضائيات الخاصة المفضلة لديهم «العربية والأجنبية» والمتخصصة الخاصة «الأغاني، الإخبارية، الدرامية، الرياضية، الدينية، الدردشة، الفلك»، وكذلك الوسائل الاتصالية الأخري «كالإذاعات الخليجية، الإذاعات العربية، الصحف والمجلات العربية والأجنبية، الإنترنت التركيز علي فئة الشباب وتصوراتهم لمستقبل الفضائيات الخليجية الحكومية ونقاط الضعف والقوة في أدائها وما ينبغي أن تقوم به لتحسين قدرتها علي مواجهة المنافسة! استكشاف تأثير القنوات الفضائية الخاصة والوسائل الاتصالية الأخري التي تثير اهتمامهم وعلي المستوي العربي فقد اتسمت الدراسات التي اطلع عليها الباحث في معظم الدول العربية كمصر والسعودية وعمان والجزائر ولبنان والإمارات واليمن وتنوعت ما بين دراسة استخدام التليفزيون المحلي والفضائيات العربية. ومن تلك الدراسات دراسة «عاطف العبد، فوزية العلمي» التي سعت إلي معرفة عادات مشاهدة القنوات المحلية والدولية وانماطها لدي طلاب وطالبات الإعلام بجامعة الإمارات وتوصلت إلي أن قناة «دبي» جاءت كأهم قناة فضائية يقبلون علي مشاهدتها وكذلك الأفلام المصرية، وأقروا من متابعتهم للفضائيات العربية عموما مفيدة في تمضية وقت الفراغ إلي جانب متابعة أهم الأخبار والأحداث العالمية. وفي دراسة مشابهة للدكتور عاطف العبد أيضا حول عادات مشاهدة القناة الفضائية المصرية وانماطها بين أبناء الجالية المصرية المقيمين بسلطنة عمان جاءت الأفلام المصرية في الترتيب الأول من أهم البرامج التي يفضلونها، يليها نشرات الأخبار. وكشفت دراسة لوزارة الإعلام الكويتية حول آراء المشاهدين من المقيمين في الكويت لبرامج القناة الفضائية الكويتية، ارتفاع تعرضهم للفضائيات العربية وتصدرت قناة MBC كأهم القنوات ويلاحظ من تلك الدراسات تشابه دوافع التعرض للقنوات الفضائية علي الرغم من اختلاف جنسية الجمهور وهنا نشير إلي عدم تأثير متغير البيئة الاجتماعية التي أشار إليها كاتز ورفاقه (Katz، Gurevitch، Has) في تحديد الاحتياجات العاطفية والفكرية والشخصية والاجتماعية التي يمكن اشباعها من خلال استخدام نوع معين من وسائل الاتصال أو من محتوي هذه الوسائل، وربما يعود ذلك إلي تكرار المتغيرات نفسها - والتي كانت تركز علي عادات التعرض وانماطها، ولم نلامس المداخل النفسية والاجتماعية بشكل متعمق. وفي سياق متصل استمر تنامي الدراسات في بداية الألفية الجديدة - حيث ركزت معظمها علي الجمهور العام والشباب الجامعي بشكل خاص، ولم تستهدف الشباب بشكل عام مع اهمال التصدي للاشباعات والكشف عن علاقتها بدوافع التعرض، وهو ما ستركز عليه دراساتنا هذه في توضيح أثر قنوات الدردشة، والتليفزيون التفاعلي، قنوات الشعوذة والقنوات الدينية والرياضية وغيرها من القنوات المفضلة لدي الشباب الخليجي واليمني. والمتأمل في واقع نسيج القنوات العربية يجدها متنوعة وشاملة لكل ما يميز الفضاء الاتصالي العالمي، فهي قنوات فضائية وأرضية حكومية وخاصة وعامة ومتخصصة مفتوحة ومشفرة ومنها ما يكون مفتوحا علي بعض الوسائل أو مشفرا ضم باقة من القنوات. وهذا التفرد - مقارنا بغيره من قطاعات البث التليفزيوني في العالم - وانتشار جماهيره في منطقة تمتد علي مساحة 5.7 مليون كيلو متر مربع يعيش فيها ما يزيد علي 250 مليون نسمة يتحدثون عددا من اللجهات في ظل النمو المطرد في مواقع متعددة من وسائل الاتصال - ولم يكن العرب بالطبع بعيدين عن افرازات الثورة التكنولوجية، حيث تم اطلاق أول قمر صناعي عربي في الثامن من فبراير عام 1985 واطلق القمر الثاني في شهر يونيو من نفس العام، وتوالي اطلاق الأقمار الصناعية العربية فأطلق أول قمر مصري «نايل سات 101» في ابريل 1998، والقمر الصناعي العربي عربسات في فبراير 1999. الفضائية المصرية واستجابة لتلك التطورات - جاءت القناة الفضائية المصرية في ديسمبر 1990 كأول قناة فضائية حكومية في الوطن العربي، ثم قناة السعودية الأولي كأول قناة فضائية بدول الخليج العربي في نهاية عام 1990، وتوالت القنوات. وسعياً وراء مواكبة عصر البث الفضائي واقتصاد السوق اضطرت الأقطار العربية إلي تجاوز نظام الامتياز واحتكار البث الإذاعي والتليفزيوني، تاركة للقطاع الخاص العمل في هذا المجال، فظهرت إلي الوجود فضائيات تابعة للحكومات من حيث التأسيس، لكنها تتمتع باستقلالية كاملة علي أصعدة رسم السياسات والخطط والمتغيرات وأخري إلي القطاع الخاص - ظهرت قناة Mbc في عام 1991 كأول محطة تليفزيونية عربية مملوكة للقطاع الخاص، بالإضافة إلي ظهور الفضائيات المتخصصة كقناةART التي بدأت في عام 1993 فضلا عن ظهور الحزم الفضائية، بل إن الدول العربية سعت إلي توسيع نطاق تغطيتها إلي مناطق مختلفة من العالم، فبثت قنواتها علي أكثر من قمر الفضائية المصرية، قناة دبي، قناة السعودية الأولي والثانية وغيرها من القنوات وفي بداية القرن الحالي تم إطلاق القمر الصناعي المصري الأول في السابع والعشرين من أغسطس عام 2000 واستطاع هذا القمر بالإضافة إلي خدمات البث الفضائي التليفزيوني والإذاعي أن يبث الخدمات لشبكة الإنترنت وأسواق المال والبنوك والتبادل الإخباري السريع وخدمات التعليم المفتوح والتعليم عن بعد. ونظرا إلي الاقبال المتزايد علي أقمار نايل سات اتفقت شركتا نايل سات ويو تلسات في عام 2006 علي نقل أحد أقمار يو تلسات إلي الموقع المداري لنايل سات ويعرف بقمر نايل سات (103) الذي من خلاله اتاح مزيدا من سعات البث وعدد القنوات والخدمات دون الحاجة إلي أية تعديلات فنية لاستقبالها بالإضافة إلي تحقيق تغطية أكبر لأوروبا بما يتيح التواصل مع الجاليات العربية بشكل كبير، كما تم اطلاق القمر الصناعي (بدر4) في نوفمبر من نفس العام ويعتبر هذا القمر من الجيل الرابع لعرب سات الذي يقدم خدمات في مجال الاتصالات الفضائية كخدمات التليفزيون التفاعلي مع سعات إضافية لاستيعاب الطلب المتوقع علي التليفزيون عالي الوضوح (High Desunin.TV) وإثر تلك التطورات المتلاحقة ارتفع عدد القنوات الفضائية العربية حسب التقرير السنوي الذي يصدره اتحاد إذاعات الدول
العربية إلي ما يزيد علي 725 قناة، وتواصلا لملاحقة العرب للتطورات التكنولوجية في المجال الفضائي، ثم في عام 2010 اطلاق قمر نايل سات (201) والذي يتيح توسيع خدماته لتسجيل البث الرقمي والراديو والتليفزيون ثلاثي الأبعاد والتليفزيون عبر الإنترنت. وهكذا أستطيع القول إن العالم العربي قد انخرط في منظومة الإعلام الدولي عبر الأقمار الصناعية التي انتفت فيها الحدود وذابت الفوارق واختصرت المسافات وبات المشاهد العربي يستقبل العديد من القنوات الفضائية العالمية التي تحمل شتي أنواع المواد والبرامج التي تقدمها أقمار صناعية أجنبية أو عربية. الفضائيات العربية من حيث ملكية البث «حكومية - خاصة»: يحظي موضوع البث التليفزيوني الفضائي بالاهتمام المتزايد علي النطاق العربي سواء علي مستوي الحكومات أو القطاع الخاص، وقد تسارعت التطورات منذ عام 1967 حين قرر مؤتمر وزراء الإعلام العرب في تونس - دراسة استخدام التكنولوجيا الحديثة في تطوير وسائل الإعلام العربية المعنية بمسألة البث التليفزيوني الفضائي، وفي مطلع التسعينات، كما تحدثنا سابقا شهدت المنطقة العربية تطورات مهمة علي صعيد التليفزيون كنتيجة للتطور الكبير في وسائل الاتصال الحديثة. والمتأمل علي مدي بضع سنوات - يلحظ أن الهيئات الحكومية الإذاعية والتليفزيونية فقدت موقع الصدارة الذي كانت تعتليه ضمن الفضاء السمعي البصري العربي، ويتضح ذلك بجلاء كبير عند النظر إلي مدي سيطرة القطاع الخاص علي مجال البث الفضائي العربي وتجاوزه في بضع سنوات القطاع الحكومي الذي حافظ علي تفرده في مجال البث الإذاعي والتليفزيوني علي امتداد عدة عقود ماضية، حيث لم يكن عدد الهيئات العربية مطلع التسعينات التي تبث أو تقيم بث قنوات فضائية علي شبكاتها تتعدي (12) هيئة من ثلاث هيئات فقط تنمتي إلي القطاع الخاص وعلي الرغم من تكاثر الفضائيات الحكومية خلال التصنيف الأول من التسعينات إلا أن القطاع الخاص يواصل نموه المتسارع بشكل أكبر في مواقع متعددة من المشهد الاتصالي العربي ويمكن رد هذا التزايد، كما يشير بعض الباحثين إلي أن المنظومات الفضائية الحكومية قد انتهت من اطلاق معظم مشروعاتها، وهناك من يري أنها لم تستوعب بعد حجم المنافسة الخطيرة التي تنظرها من جانب القنوات الدولية سواء الناطق منها باللغة العربية أو بغيرها وفريق آخر يري أن تطور الاستثمارات الإعلانية في البلدان العربية من 2.1 مليار دولار عام 1999 إلي 9 مليارات دولار عام 2010 (قبل أن ينخفض في الفترة الأخيرة عقب ثورات الربيع العربي إلي أقل من المليار الواحد) بل إن الأمر لم يقتصر علي القنوات الفضائية إذ استمر ليشمل الاستثمار في المحطات الإذاعية، وظهرت محطات إذاعية خاصة حتي في البلدان التي أبدت تحفظا تجاه المبادرة الخاصة في مجال الاستثمار في الإعلام المرئي والمسموع.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.