تخرج صلاح طاهر في مدرسة الفنون الجميلة عام 1934 ومنذ تخرجه قام بالتدريس بالمدارس الابتدائية ثم الثانوية بالمنياوالإسكندرية ثم القاهرة حتي عام 1944، وقد كان هذا بالتوازي مع عطائه الفني الذي كان علي قمة أهدافه وكما يقول الناقد الدكتور صبحي الشاروني في الكتاب الذي يحتوي علي أهم أعمال الفنان والذي تم طبعه بواسطة قطاع الفنون التشكيلية عام 2008 بمناسبة معرضه الذي أقيم بقاعة أفق من نفس العام: «إن الفنان صلاح طاهر أحد أبناء الجيل الثاني الذي حمل مشعل الإبداع بعد جيل الرواد مباشرة فهو من الجيل المخضرم الوحيد في الحياة بدأ دراسته علي يد الأساتذة الأوروبيين ثم استكملها علي أيدي الأساتذة المصريين عقب عودتهم من بعثاتهم الفنية في أوروبا وفي البداية درس علي أيدي المصورين «أينوشنتي» و«بريفال». ثم علي أيدي الرائد يوسف كامل وزميله أحمد صبري الذي كان من ألمع أقطاب الجيل الأول». قد كلف صلاح طاهر في حياته إلي جانب فنه ببعض المهام الرفيعة التي تضعه في مواجهة المسئولية، فقد عمل سنة 1954 مديرا لمتحف الفن الحديث ثم مديرا للمتاحف الفنية منذ 1958 ثم مدير مكتب وزير الثقافة والإرشاد القومي 1959 ثم مديرا عاما لدار الأوبرا المصرية عام 1962 وقد عمل أيضا مستشارا فنيا للأهرام منذ عام 1966. أقام صلاح طاهر أول معارضه في مدينة المنيا عام 1935 ثم توالت معارضه واحدا تلو الآخر وذلك نظرا لإنتاجه الغزير وقد شارك في بينالي فينيسيا ثلاث دورات ومثلت أعماله مصر في المهرجان القومي «مصر اليوم» بالولايات المتحدة. وإلي جانب نشاطه الفني ترجم العديد من المؤلفات مثل كتاب «في ظلال الفن». بالاشتراك مع أحمد يوسف وحصل في حياته علي العديد من الجوائز المحلية والدولية مثل جائزة جوجنهايم عام 1960 وجائزة بينالي الإسكندرية 1961 وعشق صلاح طاهر الموسيقي بحكم موقعه في دار الأوبرا وتعلمها، كما كان ملاكما بطلا بالإضافة إلي ذلك انخراطه في قراءة الفلسفة وعلم النفس، وسافر بعد ذلك في رحلة قصيرة إلي أمريكا وعاد من هناك ليتحول من أسلوبه التقليدي إلي الأسلوب التجريدي ومن التقيد الشديد بالطبيعة إلي الأشكال فيما وراء الطبيعة. لقد عبر صلاح طاهر في الثلاثينات عن الواقعية الأكاديمية وفي الأربعينات عن الأكاديمية ذات الطابع الكلاسيكي وفي الخمسينات اتجه نحو التعبيرية التشخيصية وفي أواخر الخمسينات أخذ يمثل نمطا مميزا في التعبير عن «الفن التشخيصي» حيث تفوق في تصوير الوجوه الشخصية «البورتريه» بالأسلوب الكلاسيكي الجديد وأخلص لتعاليم أستاذه أحمد صبري. ورغم استمرار صلاح طاهر في أسلوبه التجريدي إلا أنه لم يقلع عن طريقته التقليدية في رسم الوجوه الشخصية وكان يرفض رسم الوجوه الخالية من المعاني، ومر بمرحلة التصوف التي دفعته لإنجاز ما يقرب من 600 لوحة تصور لفظ الجلالة «الله» أسماء الله الحسني. ومع غزارة إنتاجه تعددت استخداماته للخامات اللونية فلم يقتصر علي نوع واحد، بل تعامل مع الألوان الزيتية والجواش والأكريلك والألوان المائية والشمعية والباستيل وكان ينفرد باستخدامه قطعة من الإسفنج ليرسم بها فوق اللون تاركة تلك الآثار المرتجلة بفعل القطنة أو الإسفنجة أو اختيار الآلية المناسبة لصلابة السطح ومرونته وهذا ما كان يميز أعماله خاصة التجريدية. وقد رسم الريف والجبال والفلاحين وكل مظاهر الطبيعة وكان الإنسان علي رأسها ثم مر بمرحلة قاتمة استخدم خلالها الأبيض والأسود والرماديات لمدة عامل كامل. قد صور ما يقرب من 500 منظر طبيعي بالإضافة إلي 400 لوحة للوجوه الشخصية وقد تم اختيار مائة لوحة لهذا المعرض من ضمن 400 لوحة لم يرها أحد ولم تعرض من قبل رحم الله صلاح طاهر وبارك في حياة ابنه أيمن صلاح طاهر.