بالرغم من احترافه الغناء لأكثر من عقد من الزمن، وبالرغم من أنه أحد أهم الأصوات بين مطربي جيله، الا أنها المرة الأولي التي أكتب فيها عن أحد ألبومات المطرب بهاء سلطان الذي لفت بصوته انتباه المستمع منذ الظهور الأول له من خلال ألبوم «فري مكس2» بأغنية أحلف لك، وتبعها باللي بيننا . ثم قدم أربعة ألبومات بدأها بألبوم "ياللي ماشي" عام 2000، ثم "3 دقائق"، "قوم أقف"، " كان زمان"، وبعض الأغنيات الفردية (single) مثل أغنية «أنا مش معاهم»، والدويتوهات التي من أشهرها دويتو «اللي في عيني» بمشاركة المطربة سومة، وها نحن اليوم أمام أحدث ألبومات بهاء سلطان الذي يحمل عنوان "ومالنا"، ليكون بذلك أو الألبومات التي تطرح في الأسواق المصرية بعد ثورة 25 يناير. الأغنية الأولي في الألبوم حملت عنوان "تعالي" كلمات/ نصرمحروس، ألحان/ عمرو مصطفي، توزيع موسيقي/ أمير محروس ويحيي الموجي. تبدأ الأغنية باستهلال موسيقي قصير جدا في مقام الكرد، عزفته الآلات الموسيقية الناي، ومجموعة آلات الكمان، والجيتار الكهربائي، والاسباني، والباص جيتار، والبيانو الكهربائي. يدخل الغناء في البداية بمصاحبة ضغوطات إيقاعية تظهر في أماكن محددة في اللحن، والغرض من هذه الضغوطات استثارة حماس المتلقي للتصفيق مع دخول الإيقاع المنتظم. يدخل ايقاع المقسوم مع غناء المقطع "تعالي جوه قلبي" الذي يستمر حتي نهاية الأغنية .يفصل بين الكوبليهين لأزمة موسيقية عزفتها آلات المزمار البلدي والجيتار الكهربائي في مزيج آلي جديد له انطباع سمعي مميز .الكوبليه الثاني جاء بلحن مختلف عن لحن الأول، وفي نهايته يتكرر غناء جزء من الكوبليه الأول (السينيو). قفلة الأغنية جاءت مستقرة بغناء المطرب لكلمة "تعالي" للتأكيد علي المعني الأساسي الذي يدور حوله النص الشعري للأغنية، والأغنية تتسم بالطابع المرح الخفيف. الأغنية الثانية حملت عنوانين هما "أنا زعلتك في حاجة" و"أنا مصمم"، كلمات/ أمير طعيمة، ألحان/ رامي جمال، توزيع موسيقي/ أحمد ابراهيم. الأغنية درامية الطابع يسيطر عليها شجن الكلمات التي ترجمها اللحن من خلال نغمات مقام الكُرد الإيقاع المستخدم في الأغنية ذي طابع غربي. صاحب الغناء آلات الجيتار الكهربائي، ومجموعة الكمان، ولم تظهر بين المقاطع الشعرية لزمات موسيقية، وهذه الأغنية لم تكن لها فكرة موسيقية واضحة يمكن أن تعلق بأذن المتلقي، ولذلك فهي أغنية بلا هوية، ربما وضعها المنتج في الألبوم لاستثمار اسم ملحنها بعد نجاح أغنيتة "يابلادي" بعد ثورة يناير . الأغنية الثالثة بعنوان "الوردة" كلمات/ نصر محروس، ألحان/ محمد رحيم، توزيع موسيقي/ وسام عبد المنعم. وقد استخدم نصر محروس في كلمات هذه الأغنية الصور التشبيهية حيث شبه قلب الحبيبة بالوردة، في محاولة للبعد عن الكلمات العاطفية المستهلكة . بدأت الأغنية بغناء المطرب مباشرة غناء مسترسلا (دون ايقاع) بمصاحبة مجموعة الكمان والبيانو في مقام الكرد. ومع دخول غناء المقطع "وأنا هاعمل ايه/ وأنا قلبي ده ايه" يدخل ضرب (ايقاع) المقسوم الشامي وهو الذي يصاحب الغناء في بلاد الشام . يتبع كوبليه الأغنية طاقمان من ايقاع المقسوم الشامي لاستثارة حماس المتلقي للتصفيق، وتنتهي الأغنية بلازمة موسيقية تتكرر حتي يختفي الصوت تدريجيا، وهي من الأغنيات ذات الطابع المبهج. الأغنية الرابعة بعنوان "قلبي أناني"، كلمات/ حسن مهران، ألحان/ تامر علي، توزيع موسيقي/ أمير محروس وأكرم عادل. الأغنية في مقام النهاوند، تبدأ بمقدمة موسيقية قصيرة يعزفها الجيتار الإلكتروني فقط، ثم يلحق به ضغوطات إيقاعية في أماكن محددة من العزف، يدخل بعدها إيقاع المقسوم الممزوج بنقرات ايقاع الريجيه مع بداية عزف آلة الأوكرديون، التي عزفت أيضا اللزمات الموسيقية بين الكوبليهات. ختام الأغنية استخدم فيها الموزع تكثيف صوت المطرب في المقطع "وأنسي جنب منك/ كل حياتي" الذي كان خلفية لموال يؤديه المطرب بمصاحبة آلة الأوكرديون والإيقاع، حتي تأتي القفلة التي جاءت علي كلمة "أناني" تأكيدا علي مضمون النص الشعري للأغنية الذي يدور حول أنانية الحبيب علي محبوبه. الأغنية الخامسة بعنوان "خليتني أخاف" كلمات/ نصر محروس، ألحان/ عزيز الشافعي، توزيع موسيقي/ أكرم عادل. وهي من الأغنيات التي يتسم نصها الشعري بالشجن. تبدأ الأغنية بمقدمة موسيقية قصيرة في مقام الكرد وهو المقام الرئيسي للأغنية، تعزفها آلتا البزوك والكولة . يدخل بعدها بهاء بغناء المذهب بالمقطع "خلتني أخاف م الناس" علي ايقاع المقسوم الذي يستمر حتي نهاية الأغنية، علي خلفية من آلات الكولة والكمان المنفرد. اللازمة الموسيقية التي جاءت بين الكوبليهات عزفتها آلة الكولة في تحاور مع آلتي البزوك والكمان المنفرد في مزيج آلي جديد له انطباع سمعي بديع. قفلة الأغنية جاءت بعزف النغمة الثانية من آلة الكولة في مقام الكرد لترتكز علي النغمة الأولي، معطية انطباعا سمعيا بالاستقرار والحزن. الأغنية السادسة بعنوان "بوسة" كلمات/ نصر محروس، ألحان/ عزيز الشافعي، توزيع/ وسام عبد المنعم. تبدأ الأغنية بجزء موسيقي قصير جدا تعزفه نغمات آلة الربابة، يتبعها غناء المقطع "بوسة" علي ضغوطات إيقاعية أعطت الانطباع السمعي بالبهجة والمرح من الوهلة الأولي في الأغنية . لحن الأغنية بسيط جاء في نغمات مقام النهاوند اعتمد علي فكرة موسيقية تتكرر في المقطع الأول الذي يبدأ من "بوسة ع الخد اللي ماطلته" وحتي المقطع "هاموت ياحبيبي أديلك بوسة" علي إيقاع المقسوم الذي يستمر لنهاية الأغنية. يتبع مذهب الأغنية لازمة موسيقية عزفتها آلة القِرَب المصنعة التي تعزفها آلة الكيب وورد، يتبعها الكوبليه بلحن جديد لحنه أكثر تطريبا من لحن المذهب، وفي نهايته تترك مساحة لعزف الإيقاع علي خلفية من عزف متقطع لآلة الناي لاستثارة حماس المتلقي للتصفيق . ختام الأغنية جاء بعزف اللازمة الموسيقية التي ظهرت بين المذهب والكوبليه وتنتهي بقفلة مستقرة. الأغنية السابعة بعنوان "أنا" كلمات/ نصر محروس، ألحان/ محمد رحيم، توزيع/ أكرم عادل. وهي أغنية تعبر عن حالة انسانية بالغة الصدق في حياة كل منا وهي محاسبة الذات، وقد راعي رحيم وضع لحنه هادئا ناعما في مقام الكرد الذي تحمل نغماته الشجن، ليتناسب مع مضمون النص الشعري. تبدأ الأغنية بمقدمة موسيقية من مجموعة آلات الكمان التي جاءت نوتاتها ممتدة في الأغنية بأكملها، والجيتار الاسباني، والعود. ومع البدء في الغناء يدخل إيقاع السوينج الغربي، وتظهر آلات البيانو الالكتروني، ويتبعها آلة الناي، والتشلوهات التي أعطت عمقا للحن بأكمله جاء معبرا عن الحالة الانفعالية لمضمون النص الشعري. في المقطع "يارب صبرني/ يارب دبرني/ ع اللي بحس بيه" ظهرت نقرات آلة البندير بضغوطات إيقاعية مبتكرة، لإعطاء دلالة سمعية بأجواء الروحانية والخشوع. ختام الأغنية جاء بعزف جميع الآلات التي ظهرت في الأغنية لازمة موسيقية قصيرة أنهتها مجموعة آلات التشيللو بقفلة غير مستقرة لإعطاء الدلالة السمعية باستمرار حالة الحيرة التي يحملها مضمون النص الشعري. الأغنية الثامنة بعنوان "مية مية" كلمات/ نصر محروس، ألحان/ محمد يحيي، توزيع/ أمير محروس. وهي من الأغنيات ذات الطابع الخفيف المرح، كلماتها تتسم بالشعبية كما ظهر في المقاطع "طب ايه، عمال تدلع، وأنا قلبي مولع ،ولا حاسس ومكبر ليه / اسمع ياعم، والناس مية مية"، جاءت في مقام البياتي الذي تناسبت نغماته الشرقية مع كلمات الأغنية استخدم الموزع المؤثرات الصوتية لإضفاء جو من البهجة علي الأغنية، معتمدا علي آلات القانون، والبركشن . ومع دخول المقطع "عمال تدلع/ وأنا قلبي يولع" يدخل إيقاع المقسوم اللازمة الموسيقية عزفها مزيج بين آلتي البزوك والجيتار الكهربائي بالتحاور مع مزيج آخر بين آلتي الناي والأوكورديون، وقد جاء الأداء الغنائي لبهاء سلطان فرحا باسما للتعبير عن الحالة انفعالية التي يجسدها مضمون النص الشعري . الأغنية التاسعة بعنوان "زي ما احنا" كلمات/ نصر محروس، ألحان /عزيز الشافعي، توزيع/ أمير محروس ويحيي الموجي. الأغنية جاءت في نغمات مقام النهاوند وعلي إيقاع المقسوم، واتسمت بطابع طربي يذكرنا بألحان عمالقة التلحين مثل الموجي وبليغ . لعبت فيها آلة الكمان المنفرد بأداء يحيي الموجي المتمكن البديع دورا مهما، بمصاحبة مجموعة آلات الكمان، والجيتار الكهربائي، والقانون، والأوكورديون، وهي من الأغنيات ذات المضمون العاطفي بكلمات تقليدية خدمها اللحن. الأغنية العاشرة بعنوان "تبقي أنت اللي ليا"، كلمات/ نصر محروس، ألحان / وليد سعد، توزيع/ أمير محروس ويحيي الموجي. الأغنية جاءت في نغمات مقام الكرد، أغنية ذات مضمون عاطفي درامي، استخدمت فيها مجموعة الكمان التي لعبت الخط الأساسي في المصاحبة الغنائية بنوتات خطها اللحني الممتدة، مع آلات القانون، والناي، والبيانو الإلكتروني، بمصاحبة ضرب (ايقاع) المقسوم، واختتمت الأغنية بلازمة موسيقية علي خلفية غناء المطرب بالمقطع "تبقي أنت اللي ليا " وحتي المقطع" ياخسارة كل حاجة/ بندم علي وقتنا"، انتهاء بالقفلة المستقرة (التامة) التي اختتمت بها مجموعة آلات الكمان الأغنية. الأغنية الحادية عشرة والأخيرة في الألبوم بعنوان "ومالنا" كلمات/ نصر محروس، ألحان/ وليد سعد، توزيع/ أمير محروس. الأغنية جاءت في نغمات مقامين الأول هو الكرد وهو المقام الأساسي الذي تبدأ وتنتهي ب الأغنية بأكملها، أما الثاني فهو مقام الرتين الذي غني فيه الموال الذي استهل به المطرب الغناء. النص الشعري للأغنية ذو مضمون اجتماعي يصف حالة الاحتقان والتحفز لبعضنا البعض التي أصابت مجتمعنا، والحقيقة أن هذه الأغنية جاءت مناسبة للظروف الراهنة التي تمر بها المجتمع المصري. استخدمت في الأغنية مجموعة آلات الكمان: الكمان المنفرد، الناي، القانون والبيانو الإلكتروني في بداية ونهاية الأغنية فقط . وقد بدأت الأغنية بالمقطع " ومالنا / ايه جري لنا" بأداء غنائي مسترسل أقرب الي الموال المقيد (الذي يلتزم بزمن محدد)، ومع دخول المقطع "محدش بيصدق حد/ محدش بقي حابب حد/ محدش بقي عايز حد"دخل ايقاع المقسوم الشامي الذي يظهر مرة ثانية أثناء عزف اللازمة الموسيقية بين الكوبليهات، أما المقسوم المصري فظهر في بقية مقاطع الأغنية. قفلة الأغنية جاءت مستقرة من نغمات مجموعة آلات الكمان. سمات عامة للألبوم أغنيات الألبوم لم تخرج عن قالب الطقطوقة المعاصر الذي يبدأ بمذهب ثم سينيو (الجزء المتكرر في الغناء)، وكوبليه أو كوبليهين. المنتج نصر محروس قدم جميع الأنماط الغنائية المعاصرة في الألبوم، فنجده قدم الأغنية ذات الطابع الشعبي «مية مية»، والأغنيات العاطفية الدرامية، والأغنية الاجتماعية «ومالنا»، والأغنية الخفيفة المرحة «بوسة» و«أناني»، لمداعبة جميع الأذواق وضمان نجاح الألبوم وهذا مايحدث غالبا في الألبومات التي ينتجها نصر محروس، متغاضيا عن رسم هوية محددة لبهاء سلطان. أداء بهاء سلطان الغنائي كان واعيا بالتنويع من أغنية الي أخري حسب مضمون النص الشعري لكل أغنية، وهذا يدل علي تمكنه من امكاناته الصوتية. لم يستخدم الكورال في أغنيات الألبوم وانما استعاض عنها الموزعون الموسيقيون بتكثيف تراكات صوت المطرب . سيطر علي الألبوم الروح الشرقية للأغنيات من خلال ضرب المقسوم، ومقام البياتي، والأداء الغنائي التطريبي في غالبية الأغنيات . ديكتاتورية المنتج واضحة في الألبوم فقد كتب كلمات تسع أغنيات في الألبوم. وقام الشقيق الأصغر له أمير محروس بالتوزيع الموسيقي لسبع أغنيات في الألبوم سواء بالمشاركة مع آخر أو بمفرده، وبذلك يظل صوت بهاء سلطان أسيرا لفئة بعينها من كتّاب الكلمات والموزعين مما يجعله يفقد تجدده، ومن ثم قد يفقد جمهوره تدريجيا .