المجر.. حزب أوربان يحتفظ بالصدارة ويفقد مقاعد بانتخابات البرلمان الأوروبي    استشهاد عدد من الفلسطينيين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في غزة    ترامب يطالب بايدن بإجراء اختبار لقدراته العقلية والكشف عن وجود مواد مخدرة في جسمه    الزمالك: شيكابالا أسطورة لنا وهو الأكثر تحقيقًا للبطولات    الكشف على 1346 مواطنا خلال قافلة طبية مجانية بقرية قراقص بالبحيرة    آخر تحديث.. سعر الذهب اليوم الاثنين 10-6-2024 في محلات الصاغة    خالد البلشي: تحسين الوضع المهني للصحفيين ضرورة.. ونحتاج تدخل الدولة لزيادة الأجور    بدء عمل لجنة حصر أملاك وزارة التضامن الاجتماعي في الدقهلية    دعوة للإفراج عن الصحفيين ومشاركي مظاهرات تأييد فلسطين قبل عيد الأضحى    البابا تواضروس يصلي عشية عيد القديس الأنبا أبرآم بديره بالفيوم    "ده ولا شيكابالا".. عمرو أديب يعلق على فيديو مراجعة الجيولوجيا: "فين وزارة التعليم"    أمر ملكى سعودي باستضافة 1000 حاج من ذوى شهداء ومصابى غزة    يمينية خالصة.. قراءة في استقالة "جانتس" من حكومة الحرب الإسرائيلية    شقيقة كيم تتوعد برد جديد على نشر سيول للدعاية بمكبرات الصوت    غداً.. مصر للطيران تنهي جسرها الجوي لنقل حجاج بيت الله الحرام    أحمد دياب يكشف موعد انطلاق الموسم المقبل من الدوري المصري    ميدو: مباراة بوركينا فاسو نقطة تحول في مسيرة حسام حسن مع المنتخب    ليفربول يعلن إصابة قائده السابق ألان هانسن بمرض خطير    بالأسماء.. إصابة 14 شخصاً في حادث انفجار أسطوانة بوتاجاز في المنيا    الحكم على طعون شيري هانم وابنتها على حبسهما 5 سنوات.. اليوم    مواعيد امتحانات الدور الثاني لطلاب المرحلة الإعدادية بالإسكندرية    «لا تنخدعوا».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم في مصر (موجة حارة شديدة قادمة)    «كنت مرعوبة».. الفنانة هلا السعيد عن واقعة «سائق أوبر»: «خوفت يتعدي عليا» (خاص)    53 محامٍ بالأقصر يتقدمون ببلاغ للنائب العام ضد عمرو دياب.. ما القصة؟| مستند    لميس الحديدي: عمرو أديب كان بيطفش العرسان مني وبيقنعني أرفضهم قبل زواجنا    ضمن فعاليات "سيني جونة في O West".. محمد حفظي يتحدث عن الإنتاج السينمائي المشترك    ضياء رشوان ل قصواء الخلالي: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسُحقنا    أحمد عز يروج لدوره في فيلم ولاد رزق 3 قبل عرضه في عيد الأضحى    هؤلاء غير مستحب لهم صوم يوم عرفة.. الإفتاء توضح    عند الإحرام والطواف والسعي.. 8 سنن في الحج يوضحها علي جمعة    أدعية مأثورة لحجاج بيت الله من السفر إلى الوقوف بعرفة    دعاء رابع ليالي العشر من ذي الحجة.. «اللهم اهدني فيمن هديت»    المنوفية في 10 سنوات.. 30 مليار جنيه استثمارات خلال 2014/2023    وصفة سحرية للتخلص من الدهون المتراكمة بفروة الرأس    عددهم 10 ملايين، تركيا تفرض حجرًا صحيًا على مناطق بالجنوب بسبب الكلاب    الانفصاليون الفلمنكيون يتصدرون الانتخابات الوطنية في بلجيكا    برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في القاهرة والمحافظات (رابط متاح للاستعلام)    تحرير 36 محضرا وضبط 272.5 كيلو أغذية منتهية الصلاحية بمدينة دهب    عمر جابر يكشف كواليس حديثه مع لاعبي الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية    بمساحة 3908 فدان.. محافظ جنوب سيناء يعتمد المخطط التفصيلي للمنطقة الصناعية بأبو زنيمة    القطاع الديني بالشركة المتحدة يوضح المميزات الجديدة لتطبيق "مصر قرآن كريم"    المستشار محمود فوزي: أداء القاهرة الإخبارية مهني والصوت المصري حاضر دائما    حلو الكلام.. إنَّني أرقص دائمًا    سقوط 150 شهيدا.. برلمانيون ينددون بمجزرة النصيرات    مقتل مزارع على يد ابن عمه بالفيوم بسبب الخلاف على بناء سور    نقيب الصحفيين: نحتاج زيادة البدل من 20 إلى 25% والقيمة ليست كبيرة    "صحة الشيوخ" توصي بوضع ضوابط وظيفية محددة لخريجي كليات العلوم الصحية    تعرف على فضل مكة المكرمة وسبب تسميتها ب«أم القرى»    رئيس منظمة مكافحة المنشطات: رمضان صبحى ما زال يخضع للتحقيق حتى الآن    عمر جابر: سنفعل كل ما بوسعنا للتتويج بالدوري    اتحاد الكرة يكشف تطورات أزمة مستحقات فيتوريا    عوض تاج الدين: الجينوم المصرى مشروع عملاق يدعمه الرئيس السيسى بشكل كبير    مصر في 24 ساعة| لميس الحديدي: أصيبت بالسرطان منذ 10 سنوات.. وأحمد موسى يكشف ملامح الحكومة الجديدة    لميس الحديدي تكشف تفاصيل تهديدها بالقتل في عهد الإخوان    شعبة الدواجن: حرارة الجو السبب في ارتفاع أسعارها الأيام الماضية    محافظ المنوفية يفتتح أعمال تطوير النصب التذكاري بالباحور    "ابدأ": 70% من المشكلات التي تواجه المصنعين تدور حول التراخيص وتقنين الأوضاع    الطالبات يتصدرن.. «أزهر المنيا» تعلن أسماء أوائل الشهادة الإعدادية 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفنان حسن خان: مسئوليتي الأهم كرئيس لجنة ان أكون متسقا شخصيا ورؤيتي الفنية
نشر في القاهرة يوم 14 - 06 - 2011

في سابقة تحمل الكثير من تقدير حركة الفن التشكيلي المصري وثقة بالفنان المصري تم اختيار أول مصري ليرأس لجنة تحكيم أكبر وأقدم بينالي عالمي للفنون التشكيلية وهو الفنان حسن خان المتميز تفردا بإبداعاته في مجال الميديا والوسائط والموسيقي واستخدامها مفاهيمياً ليتولي رئاسة لجنة تحكيم بينالي فينيسيا الدولي في دورته الرابعة والخمسين التي نشرنا العدد الماضي عن جوائز البينالي التي أعلنتها اللجنة ظهر السبت قبل الماضي. وقد رأس الفنان حسن خان الذي لن اختياره شرفاً وتقديراً للفن المصري لجنة مكونة من جون ووترز «من أمريكا»، ليتسيار راجاجليا «من إيطاليا»، كريستين ماسيل «من فرنسا»، كارول ينجواه لو «من الصين» وعاد الفنان إلي مصر بعد حفل توزيع الجوائز وقبل عودته كنت قد تراسلت معه عن طريق الإيميل الخاص به لإجراء حوار أثناء وجوده في البينالي مكان الحدث وكانت ردوده علي التساؤلات التي جاء بعضها متأخراً لانشغاله المكثف أثناء عمليات التحكيم لستة أيام، وفي هذا الحديث أري أن الفنان كشف عن جانب واحد يرتكز علي رؤيته الذاتية كفنان وكرئيس لجنة تحكيم للاتجاهات الفنية المعاصرة ومبدأ عمل اللجنة، وسيكشف الفنان في مقال لاحق عن الجانب الآخر من عملية اختيار الأعمال الفائزة وحيثياتها ودلالتها وكذلك يلقي الضوء علي أعمال متميزة لم ينلها الفوز ومدي تأثيرها الفني. وأحب أن أضيف ان شخصية الفنان حسن خان شخصية محددة ملتزمة للغاية وعلي قدر مواهبه المتعددة الاتجاهات في براعة شديدة أراه شخصية علمية وعملية قائمة علي قيم إنسانية تهتم بالإنسان خاصة وهو مفردة مهمة في فنه ولا ننسي عمله الفني «المضيف العائل» الذي قدمه في قصر الفنون خلال معرض «ماذا يحدث الآن؟» 2008 والذي فيه اعتمد علي تقديم الفكرة علي الوسيط والتركيز علي محتوي ما يسمي بالعمل الفني بدلاً من الفن نفسه وقدمه الفنان من أرشيفه الخاص بعرض تمثيلي من زملاء له عام 1997 للتعامل مع المرضي داخل مستشفي متخيلة للأمراض النفسية ليأتي عمله في شبه دورة من الشكل أكثر من الاتجاه بتوالي صورة حية قاسية تعادة باستمرار تبعاً لبرمجتها تمثيلاً مشحوناً بالبعد النفسي الضاغط، ومن خلال شاشات العرض واستخدام التكنولوجيا بوسائطه الحديثة استطاع ان يسخر هذه التكنولوجيا للتعبير عن عذابات الإنسان مشكلا بعمله أداة ضاغطة خانقة لا يستطيع المشاهد تجاوزها من خلال مشاهد معاملة مستفزة لا إنسانية من ممرضي المرضي النفسيين للمرضي وردود أفعال المرضي الموجعة للقلب بين الاستسلام وآلام الإيذاء الجسدي النفسي وقد أثر هذا الفيديو ووسائطه في العصف بمشاعر المشاهد وتركه صالة العرض كمكان علي الأرض مهجور ومنفي من فقدان الإنسانية وقد كشف لنا الفنان بجدارة وإيجاز مبهر عن كآبة العذاب اليومي للمرضي النفسيين. وهذا الفنان الذي يحترم الإنسان وانتماءه والذي رغم تواجده كثيراً في الخارج لإقامة عروضه الفنية وآراه في طريقه للعالمية بثقة وثقل حين سألته عن تأثير المكان عليه وفي حال تواجده في عواصم عدة تتكلم لغته الفنية ويجيد هو مفرداتها ويقدرون تجربته الفنية ففي أي مكان يجد نفسه أكثر قال: «أجد نفسي حيثما أجد عملي.. ولكني بالطبع عندي استثمار معنوي خاص في سياق المشهد الفني المصري». وإليكم الحديث مع رئيس لجنة تحكيم بينالي فينيسيا المصري حسن خان. سألت الفنان حسن خان عن أبعاد مسئوليته التي تولاها كرئيس لجنة تحكيم أقدم وأكبر ملتقي للفن المعاصر في العالم؟ - قال: «هي بالطبع مسئولية كبيرة، لكنها مسئولية محددة في عدة نقاط: أولا- هي مسئولية تجاه حوار حقيقي وبناء مع الزملاء أعضاء لجنة التحكيم، وثانيا- كيفية التعامل مع الكم الهائل من الأعمال الفنية بنفس المستوي من التركيز والاهتمام في فترة زمنية قصيرة، وثالثا- هي المسئولية الأهم ان أكون شخصا متسقاً مع رؤيتي التي هي سبب وجودي في هذا الموقع من الأصل» هذه التجربة المبهرة، هل تشعر انها تجربة مربكة بين فكرتي التفاوض والتنظير؟ - رد الفنان حسن خان: «بالطبع يوجد بأي لجنة تحكيم مساحة للتفاوض فكنه فكرة «اللجنة» هي الاختلاف وليس بالضرورة الإجماع، ولكن مع الحوار ومع وجود رؤي مختلفة ولكنها ذات عمق يمكننا التوصل إلي قرار، فأي قرار هو في النهاية يعكس مفهوما ما للسياسة «وهي هنا ليست السياسة بمعناها العام لكن بمعني رؤية الفرد لذاته والفضاء العام في نفس الوقت كخطوة أولي يمكننا التحاور من خلالها ومن ثم اكتشاف وأخذ القرارات، لكن هذه المساحة للتفاوض ليست مربكة لأن الحوار الحقيقي مبني دائماً علي اختلاف المواقع والآراء». هل وجدت من السهولة ان تعزل اتجاهك وميولك كفنان وانت علي منصة قضاء قمة الفن المعاصر وما يحدثه من تحولات مستقبلية؟ - قال رئيس لجنة تحكيم بينالي فينيسيا: «الحقيقة أنني أرفض عزل رؤيتي الخاصة للفن من نظرتي للتحكيم، فبالعكس هي ذخيرتي وموقفي وموقعي، فالفن ليس له قواعد لأن ما يحركه ويعطيه خصوصية وحيوية هي الرؤيا الشخصية واستثمارها في استكشاف الشكل «الفني» الذي ينبع عنها ومنها «ولكنني طبعاً حاولت وأحاول دائما أن أتجرد من أي حسابات شخصية فلا مكان لمثل هذه الحسابات إن أردنا أي شيء حقيقي في حياتنا». هل تري التحكيم هو قيادة النزاعات في طريقا مالا يهم فيه ان يكون مصيبا أو مخطئاً، بل المهم الإجماع؟ - قال الفنان حسن خان: «في الحقيقة لا أري ذلك بالضرورة مع ان الإجماع قد يكون مطلوبا بل وضروريا في بعض الأحيان، مثلا في تجربة صالون الشباب «العشرين» حيث رأت اللجنة ان الإجماع كان ضروريا ليعبر عن مصداقية اللجنة أمام جميع المحاولات المستميتة للمؤسسة لطمس وتحريف استقلاليتها فكان هناك في هذه التجربة تنازلات في الرأي داخل اللجنة ولكنها لم تكن تنازلا لأنها أعطت هذه اللجنة مصداقية الإجماع والإصرار علي موقف محدد. شرف لمصر ان يكون أحد فنانيها علي قمة نقاد العالم كرئيس لجنة تحكيم بينالي فينيسيا، هل لديك فكرة أو مسئولية تجاه مشروع يجعل مصر تستغل هذا الحدث لصالح شباب الفنانين؟ - قال: «رصيد الفنان قد يكون موقعه «وليس فقط موقفه» حتي ان كان موقعا شائكا أو صعبا، مسئوليتي الأولي هي تجاه عملي ومن خلال هذا كمثال عام آمل ان أكون عنصرا فاعلا وإيجابيا في المشهد الفني المصري، وان يمكنني القول هنا بثقة إنني أطرح نوع من الإيجابية الناقدة المستقلة من خلال التواجد الصعب». من زاوية أوسع رؤية، وهي ان حسن خان أصبح رمزا لحضور الثورة المصرية في بؤرة العالم الفني، كيف الاستفادة من هذا الحضور لصالح مصر؟ - قال: «فكر الإفادة والاستفادة في عالم الفن شيء به نوع من الإبهام، فالعلاقة في رأيي علي الأقل المنتجة ليست بالضرورة علاقة نفعية أو تربوية أو تعليمية بالدرجة الأولي، هذا لأن الفن هو الشيء الأخير الذي لا يمكننا حقا التعامل معه بدون نوع من الاستثمار الشخصي من قبل الممارس فالفن ليس مجموعة من القواعد التي نتعلمها ثم نطبقها، هو عملية كشف «وقد أكون أكرر نفسي هنا ولكنها كلمة أجدها ذات مغزي» واستثمار.. قد تكون عملية التواصل صعبة وبطيئة ولكنها في أواخر المطاف مثمرة، أما الثورة فهي لم تكتمل بعد ونؤيدها حتي نهاية المطاف». مصر بؤرة العالم اليوم بأحداثها السياسية، إلي أي مدي تدرك مكانة مصر كحركة تشكيلية معاصرة وسط الحركات العالمية؟ - قال: «المشهد الفني المصري شديد التعقيد والتركيب ولكن به عدة إيجابيات، أولا والأكثر أهمية هو وجود عدد من الفنانين ذوي خصوصية وقوة وعمق شديد وأجد المشكلة الأكبر في جميع المؤسسات من جميع الأطياف. الثورة تحُّول زلزالي في مصر.. حاليا مثلها فنياً أحمد بسيوني كأحد شهدائها، هل تري ان عمله بالجناح المصري يتوازي بصريا ومفاهيمياً وحجم إبهار الثورة ودلالاتها؟ - رد الفنان حسن خان: «لا يمكنني بحكم موقعي داخل اللجنة التعليق علي أية مشاركة رسمية ولكن المحزن فعلا أن غالبا لم يكن ممكنا لمثل هذه المشاركة لشاب في هذه السن بمثل هذه الآراء والأعمال لولا استشهاده». بين يديك تجمع لأحدث اتجاهات الفن عالمياً.. هل تراه مازال فناً ثائراً «عالميا»؟ - قال رئيس لجنة التحكيم: «الفن مجال غريب شديد الالتباس في جميع نواحيه فهو من زاوية ما مجال شديد الراديكالية يطرح المفاهيم الجديدة للذات والعالم، ومن زاوية أخري فهو يعطي مصداقية لنظم رأس المال من خلال نوع من غسيل الأموال «نري هذا واضحاً من خلال أي قائمة للمقتنيين عالميا».. ويسهل امتصاص القدرات الثورية للمجتمعات فيقوم بدور صمام الأمان للأفكار الثورية، والفن هو المكان الذي يمكن لصعلوك تناول الغذاء مع الوزير علي نفس المستوي، هو مجال حقا شديد الغرابة تاريخياً وحتي يومنا هذا». هل تصف لنا هيئة الفن المعاصر لفناني الحركات الحديثة؟ - قال: «هذا فعلا سؤال صعب بالذات أننا في لحظة تقبل جميع الأنماط، فبالتالي نجد جميع الأنماط موجودة، والحقيقة أنا شخصياً أهتم فقط بما يجذب انتباهي وقد يكون من أي نمط أو اتجاه أو وسيط». وأنت وسط قمة معطيات الإبداع المعاصر، إن لم يكن للفن سقف فما هي حافة الفن القصوي حتي الآن التي لمستها؟ - قال: «كما أشرت فإن الفن علي الأقل نظريا ليس له سقف بما انه يعتمد علي الكشف كمحرك أساسي له، لكن الواقع أن نوعا من الأكاديمية الجديدة قد تطور في آخر عشرين عاما وآثارها كانت واضحة في البينالي. هل لمست تدخل لوجهات نظر سياسية في هذا الملتقي العالمي وأقصد علي المستوي الفكري وليس التنظيري؟ - رد الفنان حسن خان: الحقيقة أن لجنة التحكيم اتسمت بالحيادية الشديدة علي هذا المستوي.. فالجميع كان متفقا علي عدم إقحام آرائنا أو تعاطفاتنا السياسية بالمعني العام في اختياراتنا.. فمثلا عندما تم طرح داخليا وكنوع من النقد الذاتي إشكالية أن جميع الجوائز الرئيسية قد تم منحها إلي فنانين رجال «وللعلم اللجنة مكونة من ثلاث سيدات ورجلين» وافق الجميع علي هذا الاختيار حتي إن كانوا يأملون في نوع من التوازن، لأنه لأسباب فنية وليس لأية اعتبارات أخري. داخل اللجنة هل لاحظت وجود لتأكيد أيديولوجيات سائدة أو تحول ما مسيطر؟ - قال رئيس لجنة تحكيم بينالي فينيسيا: لم تكن هناك نظرة سائدة مهيمنة لتنوع أعضاء لجنة التحكيم «فجون وترس» مثلا مخرج سينمائي ذو خبرة ثقافية ونظرة معينة مختلفة عن الآخرين وكارول ينجهواه لو الناقدة والقيمة الصينية المستقلة لها رؤية نظرية مختلفة تماما عن كريستين ماسل التي تأتي من أكبر المؤسسات الفنية وهو مركز البومبيدو في باريس.. هذه التنويعة مع وجود مصداقية وخبرة كبيرة عند الجميع أدت إلي استحالة وجود توافق سطحي يعكس اتجاها مهيمنا لمجرد أنه له مثل هذه الهيمنة.. فكان لابد من النقاش والتفكير للوصول لقرار وهذا شيء إيجابي جدا في مثل هذا الموقف. هل لاحظت وجود تأثير لقوة شخصية سياسية أو فكرية مفاهيمية تسيطر علي أفكار الفنان وتجعله يدور في مدارها؟ - قال: هناك مرجعيات فلسفية مثل الفيلسوف الفرنسي رنسير وآخرين أصبح في الفترة الراهنة لهم رواج كبير.. ولكن المشكلة أن هذا النوع من الاتكال علي الفكر النظري كنوع من إعطاء قيمة للعمل في معظم الأحوال «وليس جميعها» هو نوع من التساهل والتسطيح.. هذا جزء مما أعنيه عندما أتحدث عن الأكاديمية الجديدة. من خلال الأعمال الفائزة مثلا.. هل تعتقد أن الفن السائل الذي يعد بعيد المنال دليلا لا غني عنه للفن الرقمي؟ - قال: أفضل شيء في المشهد الحالي هو أن الحوار حول أفضلية أو شرعية الوسيط قد تم تخطيطها.. العمل مهما كان وسيطه أو الوسيط هو المحك هنا. بين التكنولوجيا.. والهويات المختلفة.. والفن البصري ما قدر صعوبة الحكم علي القيمة في فن العالم اليوم؟ - قال رئيس تحكيم بينالي فينيسيا: إصدار الأحكام علي أي شيء هو مخاطرة ومسئولية ولكنه قد يكون أيضا شديد السهولة إذا توفرت إليك رؤية واضحة.. لا أريد أن أبسط الأمور.. فهذه الرؤية لابد أن تكون مبنية علي طرح ما من الممكن الدفاع عنه وشرحه للآخرين.. فالرؤية ليست مجرد نزوة طفولية.. هي شيء أكبر من ذلك بكثير. ممارسة فن المفهوم أو علي نطاق واسع هل المفاهيمية بوجوهها العدة مازالت ممتدة مؤثرة وتعمل؟ - رد الفنان خان: لا توجد مدرسة واحدة مهيمنة علي المشهد الفني العام.. ولكن توجد مؤثرات عديدة مثل: آليات السوق «وهنا أنا لا
استلهمها كالنقيض الشرير للفنان المثالي لكن كواقع تاريخي للمشهد الفني الآن» التيار النظري والنقدي في التقييم الفني وهو تيار ظهر بشدة في أواسط التسعينات. أيضا وهو عنصر جوهري يتم نسيانه بسهولة الأساطير المختلفة لصورة الفنان مثلا: البوهيمي.. الرومانسي.. المثالي.. الفلسفي، فهذه الصور لذات الفنان لها تأثير كبير حقا علي المشهد الفني ونوع الأعمال التي تظهر في جميع أنحاء العالم.. ولكن ما قد يعيب المشهد العام بشكل كبير هو الهوس بالموجات المختلفة التي يمكننا وصفها كنوع من الموضة وهي ظالمة للجميع فمن ناحية هي تسطح العمل الفني وتبسطه كي تقوم بوضعه داخل مثل هذه البوتقات. ومن ناحية أخري هي تستبعد الأعمال التي قد تكون مهمة ولكنها تحتاج إلي بعض من الوقت أو التأني في الإدراك، لكن في النهاية دائما نجد حيزا من الفنانين والأعمال المثيرة والمهمة فلا يوجد مشهد فني بدون محتوي حقيقي.. هناك دائما أمل. هل لاحظت ما بعد الحداثة ظهور أثر للمعلوماتية إن وجدت.. وما تأثيرها علي الفن؟ - قال: سوف اعتبر المعلوماتية نظاما لفهم العالم كشبكة من المعلومات المحسوبة.. فهذه الصورة هي أيضا لها تأثير علي المشهد الفني العالمي ولكنه أكثر علي مجال انتشار الأعمال وتلقينا لها. الاكتشافات العلمية.. أم التكنولوجية.. أم التأثيرات السياسية.. أم الثقافية هي الأكثر تأثيرا علي بينالي 2011؟ - قال: أعتقد أن من الصعب فعلا الحكم علي أكثرهم تأثيرا في حدث بمثل هذا الحجم والتنوع. هل ضم البينالي أسماء كبيرة عالميا؟ - قال: ضم البينالي أسماء معروفة من أجيال مختلفة فالمشهد الفني الآن به رحابة استقبال الفنانين الأصغر سنا وإعطائهم الفرصة للظهور.. أنا شخصيا لا أؤمن بالأجيال أو بالشهرة.. أنا أؤمن بالفنان الجيد. ما أكبر مشكلة في عملية تقييم الفن اليوم؟ - قال رئيس لجنة التحكيم: أكبر مشكلة أو صعوبة تواجه المحكم حاليا هي أيضا أكبر مكسب وهي التحرر من المقياس الأكاديمي كمعيار للحكم علي الأعمال الفنية. كلجنة تحكيمية.. ما المعايير التي عملتم بها في ظل فنون أو اتجاهات فنية جديدة لم تتبلور بعد؟ - قال رئيس لجنة تحكيم بينالي فينيسيا حسن خان: لأننا لا نعتمد علي معايير ثابتة كالقوانين.. ولكن علي تخيلنا لماهية الفن ذاته يصبح لدينا القدرة علي التعامل مع الجديد مع المحاولة علي الحفاظ علي القابلية لاستقبال شيء جديد لم نره من قبل أو عمل منطقة ليست مألوفة.. وهو شيء ليس سهلا ولكنه أساسي لممارسة مثل هذا الدور.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.