في الرابعة مساء الجمعة الماضية افتتح الجناح المصري في بينالي فينيسيا الدولي الرابع والخمسين .. وقد مثل مصر في جناحها عمل فيديو آرت انستليشن مصحوب بمؤثرات صوتية خاصة كان قد أنجزه شهيد الثورة الفنان أحمد بسيوني بعنوان «30يوم جري في المكان» وسبق عرضه في قصر الفنون العام الماضي. وبمجرد افتتاح جناح مصر اندفع الزوار والفنانين إلي الجناح لمشاهدة عمل الشهيد ورؤيته المفاهيمية التي أنجزها قبل الثورة إلي جانب تصويره لمشاهد من الميدان قبل استشهاده ثالث أيام الثورة.. ليعرض عمله بطول جناح مصر فوق خمس شاشات عرض عملاقة تحكي مفردات عديدة من أيام الثورة إلي جانب ما أنجزه قبلا. وقد بذل شباب مصر من مجموعة العمل لإعداد الجناح جهدا كبيرا كي يقدموا لمصر وللشهيد وشباب مصر ما يليق برفعة شأنهم .. وهذه المجموعة ضمت منسقة العرض عايدة الترعي والقوميسير د. شادي النشوقاتي والفنانين مجدي مصطفي وحسام هدهد. وأمام الجناح وقبل دخول الزوار ألقت عايدة الترعي كلمة قالت فيها: إن العرض يمثل مشاركة لكل الفنانين المصريين. وقدمت للجمهور فكرة موجزة عن العرض وصاحبه الشهيد. وقد حضر الافتتاح د. أشرف رضا رئيس قطاع الفنون الذي عبر عن الإقبال الشديد من الزوار لمشاهدة جناح مصر لشغف الجمهور بالثورة المصرية ولإدراك ما وصلت إليه الحركة الفنية المصرية خاصة في مجال الميديا الحديثة.. وقد لاقي الجناح ردود فعل إيجابية كما صاحبت الافتتاح سفيرة المجموعة الأوروبية في مصر التي قضت وقتا طويلا داخل الجناح ودعت عددا كبيرا من النقاد والفنانين لمشاهدة الجناح وتعريفهم علي مجموعة العمل الشباب . والبينالي يخصص جائزة الأسد الذهبي لأفضل مشاركة لجناح .. وأسد ذهبي لأفضل فنان في البينالي .. وأسد فضي لفنان شاب واعد. أما جائزة الأسد الذهبي عن المشوار الفني. هذه الدورة من البينالي ال54 ضمت مشاركة 89 دولة بعدد أكبر من آخر دوراته عام 2009 والتي ضمت 77 دولة .. وشاركت في هذه الدورة دول للمرة الأولي ودول أخري شاركت بعد فترة غياب طويل. وقد استلهم الفنانون المشاركون أعمالهم من عنوان «إضاءات» وهو الموضوع الذي يشدد علي فكرة إنارة الغاية أو الهدف التي تتعزز في التقائها والفن وقدرته علي شحذ أدواته للتصور علي ضوء التجربة الفنية وكيفية تواصل الفهم والمفاهيم والاتصالات الفنية. وقد تأسس بينالي فينيسيا عام 1895 وهو بينالي مرادف للحركات الطليعية والاتجاهات الفنية الحديثة ولأكثر من مائة عام منذ تأسسه عام 1895 وهو يعمل علي تحفيز وتنشيط الفنون البصرية المعاصرة التي تعمل علي اشعاع الابتكار واثارة الجدل الحيوي حول مفاهيم الفن وإبداعاته. أما الجناح المصري فمنذ عام 1938 وهو مخصص لمصر وتعد مصر الدولة العربية الوحيدة التي تمتلك مبني خاصا بها بحدائق البينالي والذي امتلكته منذ بداية الخمسينات.. وحصلت مصر عام 1995 علي جائزة الأسد الذهبي عن جناحها. كنا نتمني أن يكلل جهد الشباب الرائع بسيوني وشادي وعايدة وحسام ومجدي بجائزة تليق بمصر وبشباب الحركة الفنية وعزيمتهم وجهدهم المخلص إلا أن هذه المجموعة الشابة الطموحة استطاعت أن تجذب وتلفت الانتباه بقوة للجناح المصري ولمواكبة الحركة المصرية للفن العالمي المعاصر.