منذ أعوام عديده قامت بعض المجلات الاجنبيه ذائعة الصيت بإصدار نسخة موجهة للمنطقة العربيه وربما بدأت هذه الظاهرة مع المجلة الامريكية الشهيرة " ريدرز دايجست" والتي صدر العدد الأول منها في فبراير 1922، وكان وراء فكرة إنشائها داويت وليلي ولاس اللذان قررا إصدار مجلة تتضمن عرضا لأهم ما نشرته الصحف والمجلات الأمريكية في مطبوعة واحدة صدرت منها نسخة باللغة العربية في أربعينات القرن الماضي وكان اسمها "المختار" ومرت بمراحل تعثر في الصدور إلي أن توقف إصدارها نهائيا مع بداية التسعينات لعدم الجدوي الاقتصادية. هناك ايضاُ مجلة فوربسForbes الشهرية والتي تعد أكثر القوائم شهرة في العالم, وتعني الدرجة الأولي بإحصاء الثروات ومراقبة نمو المؤسسات والشركات حول العالم. وأهم ما تقوم به توفير المعلومات المالية والاقتصادية وتقوم برصد وإحصاء أرصدة أغنياء العالم. تنشر مجلة فوربس قوائم عديدة في شتي المجالات، و لعل أشهرها علي الإطلاق قائمة أغني 100 شخص في العالم. تمتلك فوربس 7 نسخ بلغات مختلفه منها نسخة عربية كانت تصدر باسم "فوربس العربية"، كان يدير تحريرها اللبناني رفعت جعفر وسكرتير التحرير الأردنية خلود العميان، قبل أن يتوقف اصدارها في أبريل 2008. وهناك نسخة عربية من مجلة النيوزويك Newsweek وهي مجلة أمريكية "أسبوعية" تتناول السياسة والشئون العالمية والتجارة والعلوم والتكنولوجيا والثقافة . اما احدث التجارب التي ظهرت في السوق مؤخراً فكانت لعدد من المجلات الاجنبية الشهيرة في عالم المرأة والموضة الاولي هي مجلة "مدام فيجارو" الفرنسية والتي تناول العدد الأول منها باللغة العربية تجربة الشيخة مي آل خليفة التي تعد أول سيدة بحرينية تتولي حقيبة وزارة الثقافة والإعلام فضلا عن العديد من المقابلات مع نساء عربيات متميزات مثل نانسي باكير وزيرة تطوير القطاع العام في الأردن. تضمن العدد الذي وزع في 16 بلدا عربيا العديد من التقارير أبرزها تقرير عن ميشال أوباما زوجة الرئيس الأمريكي باراك أوباما والممثلة الأمريكية انجلينا جولي ومصمم الأزياء الألماني كارل لاجرفيلد. وتضم المجلة تقارير صحفية متنوعة عن السينما والثقافة والفنون وآخر الإصدارات والموضة ودور الأزياء العالمية فضلا عن تقارير عن التسوق في مدن باريس وميلانو وفيينا ولندن والرياض ودبي. كان العدد الأول من المجلة باللغة الفرنسية قد صدر في باريس في مايو 1980، وهي تتبع لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية التي تصدر في باريس منذ عام 1826 والتي تعد إلي جانب صحيفة "لوموند" إحدي أهم الصحف الفرنسية. ثاني أحدث النماذج هي مجلة ماري كلير الامريكية التي صدر العدد الاول منها باللغة العربية وطرح في السوق السعودي والخليجي، وتعتبر ماري كلير مجلة عالمية شهرية تصدر في بلدان عديدة وبعدة لغات فتطبع في فرنسا و المملكة المتحدة وتصدر لخمس عشرة دولة وتتميز المجلة باهتمامها بعالم المرأة والموضة و"الميك آب" ورغم انها ذائعة الصيت الا ان هذا هو الاصدار الاول لها في السعودية ودول الخليج وتتولي مهمة تحريرها الصحفية ميرنا خليفة. اما صحيفة الأرت نيوز البريطانية الشهرية المعنية بالاعمال الفنية المرسومة والتي صدرت عام 1990 . فقد أعلنت مؤسستها «آنا سومرز» أن هناك نية لإصدار نسخة عربية منها في "أبو ظبي" وقالت: إن المبادرة جاءت من مؤسسة إعلامية هناك، ومنذ ذلك الوقت وهم يجمعون المعلومات حول تجاري الفنون في المنطقة العربية ، وتم تكوين فريق عمل من مصر ودبي أصدر نسخة تجريبية بعنوان «أخبار الفنون» وقد تم عرض النسخة علي الجهة صاحبة المبادرة لكن لم يتم اتخاذ قرار بعد. الصحافة العابرة عن ظاهرة انتشار الإصدارت العربية لمجلات المرأة والموضة العالمية يعلق د حسين امين استاذ الإعلام بالجامعة الامريكية قائلاً: هذا نوع جديده من الصحافة يسمي «الصحافة العابرة» وهو مظهر من مظاهر العولمة ويكون بترجمة المطبوعة الاجنبية مع مضمون محلي متفق عليه سلفاً لا تتعدي نسبته من 10 الي 20% حيث يظهر تصدير الأيديولوجية الغربية بصورة واضحة في تلك الإصدارات المترجمة . وتضيف د. جيهان رشتي نائب رئيس جامعة مصر الدولية وعميد كلية الاعلام سابقاً: نشطت هذ الاصدرات العربية للمجلات الاجنبية المتخصصة في عالم المرأة والموضة نظراً للرواج السريع الذي تلقاه المجلات النسائية في عالمنا العربي فهذا لم يتم الا بعد دراسة متأنية للسوق العربية ولكن من المهم ان نلتفت الي الجانب الخطير من المسألة وهو ان رغم تضمن هذه الاصدارات العربية لموضوعات تهم القارئ العربي الا انها اصبحت مجالا ليس لتسويق السلع الغربية فحسب وانما لتسويق أفكار وثقافات ايضاً وهذا يمثل خطورة شديدة خاصة الإصدارات المتعلقة بالمرأة والطفل فهي تصدر وجهات نظر غربية حتي في تلك الموضوعات المتعلقة بالمنطقة العربية.