بعد إعلان اللواء حبيب العادلي في كلمته بالاحتفال في أعياد الشرطة عن هوية التنظيم الذي يعتقد أنه يقف خلف حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية وهو جيش الإسلام بفلسطين -كما ذكر الزميل محمد البحيري في جريدة «القاهرة» في العدد الصادر يوم 4/1- هذا التنظيم الذي لم يكد أحد يسمع عنه إلا عقب أسر الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط عندما أعلنت ثلاث فصائل، من ضمنها التنظيم مسئوليتها عن الأسر. وقال خبراء في شئون الجماعات الاسلامية إن تنظيم جيش الإسلام يمثل جانبًا فكريا مختلفا حيث إنه لا يقاتل من أجل قطعة أرض أو الوصول إلي الحكم، وإنما يخوض حربًا دينية بهدف إعادة الخلافة في العالم الاسلامي حيث إن شعار التنظيم يشير إلي محاولته إحداث تحول في الحركة المسلحة الفلسطينية كي تصبح أشبه بتنظيم "القاعدة"، إذ إن الشعار يحتوي علي رسم للكرة الارضية وسيف ومصحف ولا شيء يرمز الي فلسطين. قائد التنظيم هو أبو محمد الأنصاري ممتاز دغمش الشخصية الفلسطينية التي لا يعرف لها تاريخ محدد، وهي شخصية أثارت الكثير من الجدل بعد إعلانها تأسيس جيش الإسلام، ودغمش عمل في السلطة الفلسطينية بسجن الأمن الوقائي عام 1997 فترة رئاسة محمد دحلان برتبة رقيب أول، ويقول دغمش عن تلك الفترة إنه لم يكن علي بينة ومنهج، ثم استقال لينضم إلي حركة حماس، ثم انفصل عنها لينضم إلي إحدي لجان المقاومة الشعبية، وانفصل ليؤسس تنظيمه الإسلامي المسلح. واكتسب دغمش عداوة حماس وعلي الرغم من ذلك لم تستطع حماس القضاء علي الرجل بل كثرت الأقاويل في فترات ماضية عن تسليم نفسه إليهم وهو ما لم يتأكد من صحته، ولكن سيبقي سؤال هو لماذا حماس وبكل قواتها وعديدها وعتادها التي تحشدها لا تستطيع مجرد الاقتراب من القاعدي ممتاز دغمش وتتجنب الاحتكاك به أو بمجموعاته، لماذا وبرغم ما تستطيع حشده من قوات لا تجرؤ علي مجرد الاقتراب من قلعة دغمش حتي أنها تتجنب الاحتكاك مع مجموعاته ولو من بعيد ؟!، إن الأسباب التي تمنع حماس تبدو قهرية وخطيرة أهمها وأخطرها أنه يقال إن ممتاز دغمش قام بتفخيخ جميع المداخل المؤدية لمنطقته بالألغام والعبوات الناسفة وحتي وضعت مجموعاته سيارات مفخخة ومموهة، كما يقال إنه يمتلك نحو 5 آلاف من المقاتلين الأقوياء والمدربين والمسلحين تسليحاً قوياً ومن مختلف أنواع الأسلحة بخلاف الولاء الذي يضمنه بين أهله حتي أبناء فتح من أهله يقفون معه، إضافة إلي أنه يمتلك محيط أمن وولاء من جيرانه وجهاز رصد قوياً يتابع تحركات أي شخص او أي سيارة تمر بالقرب من منطقته ويطلق النار وبغزارة علي أي هدف، كما يقال إن كلمة السر السحرية جلعاد شاليط هو الورقة الرابحة والورقة الأهم والأخطر والتي تشكل عقبة العقبات وهي ورقة شاليط والذي كان جيش الإسلام هو العضو الأساسي في تنفيذ العملية، وتخشي حماس مهاجمته لأنها ستتكبد خسائر كثيرة بأفرادها وقواتها . هذا في الوقت الذي قالت فيه مصادر ان ممتاز دغمش قام قبل فترة بتصوير وصيته علي اسطوانة سي دي وفي الوصية يتحدث وبالدلائل عن تعاونه مع حركة حماس في تنفيذ عمليات قذرة ضد أبناء السلطة الوطنية وحركة فتح من اغتيالات وغيرها، وبشأن علاقة جيش الإسلام في غزة بتنظيم القاعدة العالمي الذي يتزعمه اسامة بن لادن، أوضح دغمش أن "طبيعة العلاقة مع القاعدة لا تنحصر في العلاقات المادية أو الاتصالات المباشرة أو غير المباشرة، وإنما علاقة معنوية أكثر منها مادية". وينتمي دغمش إلي جماعات دغمش المسلحة في حي الصبرة التي يعمل أكثر أفرادها في تربية وبيع المواشي والتجارة ونقل البضائع بعربات تجرها الدواب التي تعتبر الوسيلة العملية في التنقل لعدم وجود طرق معبدة، ويقال إن دغمش يرتبط بعلاقة قوية مع رجل السلفية الجهادية بفلسطين "محمد جمعة أبو شباب أبو الساجد" الذي تتهمه السلطات المصرية بالتخطيط والمساعدة للعمليات الاستشهادية داخل سيناء وانطلاقا من سيناء إشارة إلي عملية إيلات، كما يقف التنظيم وراء خطف الصحفي الآن جونستون التي تدعي الانتساب إلي القاعدة، وهي رابطة مشكوك فيها بسبب ان قطاع غزة منطقة محاصرة، ولايسمح بالدخول لغير أبناء غزة الذي لايوجد بينهم من كان في أفغانستان ويعتقد أن وجودها تم بناء علي دعم مباشر من المخابرات الأمريكية عن طريق محمد دحلان لضرب الحركات الإسلامية المعتدلة.