افتتح نقيب التشكيليين الفنان الكبير مصطفي حسين العرض المتحفي لبعض مختارات من أعمال الفنانة التشكيلية الكبيرة جاذبية سري مساء الأربعاء الماضي ، وهوشكل جديد للاحتفاء بإنتاج الرواد ، برعاية واستضافة قاعة عرض مؤسسة عزمي للثقافة والفنون ، وصرح د . إسحق عزمي بانه ستقام احتفالية تكريم لمنح الفنانة جاذبية سري وثيقة تسجيل متحفها ضمن متاحف المجلس العالمي للمتاحف بمناسبة مرور 14 عاما علي انشائه بمجمع متاحف شونة الفن بالإسكندرية والذي تقرر أن يفتح ابوابه لاستقبال زواره من طلبة واساتذة كليات الفنون والجامعات الحكومية و الخاصة مجانا لمدة شهر . العرض يضم مجموعة نادرة للفنانة ، تمثل نماذج من لوحات شكلت مراحل إبداعية ثرية ، تنقلت فيها الفنانة بفرشاتها ، ورؤاها الفريدة للمجتمع باللون والمساحة والقراءة شديدة الخصوصية ، والتي تطاول وتنافس بها الإبداعات العالمية في كل مرحلة من مراحل حياتها ، وهو ما أكد عليه الفنان مصطفي حسين عندما شاهد أعمال الفنانة في الخمسينات من القرن الماضي بتأكيده علي التشابه الكبير بين أعمالها في تلك المرحلة في تجسيد الشخوص بأعمال الفنان العالمي بابلو بيكاسو، ومن زاوية رؤية أخري قال الفنان الدكتور أحمد نوارالذي شارك في افتتاح المعرض إن اقتراب الفنانة بحميمية من واقع البلاد والعباد في مصر المحروسة ،جعلها أكثر الفنانين رصداً وتعبيراً عن حالة الزحام ، والاحتشاد والزخم اللوني بتركيبات مباشرة فطرية مؤنسة وقريبة من الذائقة الشرقية بشكل عام والمصرية بشكل شديد الخصوصية. الأشكال والتراكيب اللونية والأساليب والشخوص تشكل في مجملها عند الفنانة ملحمة درامية ، تنمو في اتجاه تصعيد الحدث عندما تريد الفنانة ، وتحملها توتراتها وانفعالاتها العاطفية في ردود أفعال حوارية غاية في تحقيق جذب عين وحواس ووجدان المتلقي ، إلي حد حدوث لون من ألوان التوحد والمشاركة مع أعمالها ، البشر يتحركون بديناميكية سينمائية بديعة ،ويتداخلون في بلاتوهات تصويرهم بحرفية بديعة.. وللخط وعنفوان حركته عند جاذبية دور البطولة في عدد من مراحل الفنانة ، فهي تارة تنثني وتنكسر، وتارة أخري تنساب وتتصلب، لكنها في كل ذلك تخلق للألوان والأشكال حرية تخطف العيون بتلقائية تُحسب للفنانة . يذكر أن الفنانة جاذبية سري بدأت إبداعاتها بعد تخرجها في كلية الفنون الجميلة 1948 بواقعية تعبيرية لسنوات ، ثم انتقلت للتعبير بوسائط وأساليب تنوعت وتعايشت مع الفنون العالمية .. لقد كتبت الناقدة الأمريكية جيسيكا وينجر فصلاً خاصاً في كتابها عن الحركة التشكيلية المصرية المعاصرة "تكهنات خلاقة" الصادر عن جامعة ستانفورد عام 2006، وقالت: جاذبية من أشهر الفنانين المصريين علي مدي الزمن ... إنها معروفة بين الفنانين المصريين بأنها تدفع باستمرار بالأبعاد التشكيلية لعملها، وهي أيضاً بين القليل الذين يوثقون تطورهم الفني في كل خطوة من أعمالهم "وليس فقط فكرها"، وبالنظر إلي لوحات جاذبية نستطيع أن نري أيضاً الطرق التي ربطتها بقوة مع الأشكال والأساليب الفنية المختلفة من حول العالم، مناقضة بذلك الفكرة بأن المصريين المحدثين قد قلدوا الأوروبيين فحسب. كما تكشف لوحاتها أيضاً - بدرجة غير عادية - عن مدي التغير الواسع في مصر الحديثة ، والمشاعر المتباينة التي تؤثر علي الفنان... وكذلك فإن الإنسان يستشعر أن جاذبية تقدم في نسيج واحد : الشخصي والسياسي، مع التزامها الدائم بتوسيع حدود كل منهما..