يتصف الكاتب السعودي يوسف المحيميد بأسلوب مميز في العمل الأدبي جعله في طليعة الروائيين السعوديين حيث قدم أعمالاً تلامس المجتمع وتتفاعل معه. وقد شارك مؤخراً في ملتقي القاهرة الخامس للإبداع الروائي وكان معه هذا الحوار: كيف تري المشهد الأدبي العربي بصفة عامة والسعودي بصفة خاصة؟ - المشهد الأدبي يحاول بصفة عامة أن يتطور بشكل يوازي الثقافات الأخري، ولكن لايزال لدينا العديد من المشاكل وهي لاتختلف عن المشاكل التي يعانيها المجتمع العربي في جميع مناحي الحياة. وتطور أوجة الحياة هو بالضرورة تطور علي مستوي الثقافة.لم نزل نعاني كثيراً من أزمة الكتاب والثقافة بشكل عام ليست ذات أهمية بالنسبة للعالم العربي فضلاً عن أن يحظي الأدب باهتمام كبير.فنحن نتعامل مع الأدب بشكل هامشي وكأنه زائد عن الحاجة وعلي المستوي السعودي لا يختلف الأمر كثيراً علي الرغم من وجود تجارب فردية وحضور المؤسسات في دعم المشهد الأدبي ليس حضوراً كشأن الدول العربية المشهد النقدي إذا كان هذا حال المشهد الأدبي بصفة عامة فماذا عن المشهد النقدي واتهامه بعدم مواكبة العمل الإبداعي؟ - ليس بالضرورة أن يوازي المشهد النقدي المشهد الأدبي والإبداعي، فالكثير من النقاد لديهم انشغالتهم الخاصة لأن معظمهم أكاديميون.وينشغلون بالنظرية وتطبيقاتها والنقد الثقافي. ولم يعد أحد يلتفت إلي النقد التطبيقي الذي يمارسه الناقد علي الأعمال الصادرة. وقد ظهرت حالياً سلطة مخيفة وقوية تختلف عن سلطة الناقد وهي سلطة القارئ حيث تمارس دوراً كبيراً. وعلي ذكر السلطة كيف تري تلك العلاقة المتوترة بين المثقف والسلطة؟ - هي علاقة أزلية وأعتقد أن كثيراً من الدول العربية تحاول أن تمنح المثقف بعض الضوء أو الحرية المنقوصة ولكن بمجرد أن يحاول المبدع أن يكون مستقلاً لابد أن يأتي القمع من عدة قنوات. ليس بالضرورة أن يكون هذا القمع كما كان في الستينات أو السبعينات بالاعتقال أو التعذيب لكنه يكون بكسر القلم بمعني أن يتوقف الكاتب عن الكتابة أو يحاصر فيما يكتب ولا ترحب به الصحف والمطبوعات ووسائل الإعلام. كيف تري حركة الترحمة وأهميتها للكاتب وخاصة أن هناك من يكتب وعينه علي الترجمة؟ - الترجمة مهمة جداً حيث تقدم الكاتب لجمهور آخر بذائقة مختلفة ومشهد متنوع بكل عناصره. صناعة الكتاب تختلف في الغرب عن العالم العربي وربما كنت محظوظاً بترجمة بعض أعمالي للغات أخري وما ارتبط بهذه الترجمة من جولات ترويجية أتاحها لي الناشرون في الخارج.حيث تعرفت علي عقلية القارئ حين أتعامل مع الكتاب وهي عناصر مهمة نفتقدها في العالم العربي لأن الناشر حينما يطبع الكتاب لايهتم بترويجه أو حفلات التوقيع الخاصة به. لذا لانسمع عن أرقام التوزيع الفلكية. الترجمة تضيف للكاتب قطاعاً مختلفا من القراء . شاركت في مؤتمر الرواية في دورته الخامسة.فإلي أين تسير وتتجه الرواية ؟ - إلي الآن رغم أن هناك حراكاً علي مستوي النشر بالنسبة للرواية الا أنها مازالت تعاني الكثير وهي مشاكل متعلقة بكتابتها. حينما يكون الكاتب متفرغاً لتقديم رواية قد ينجزها في أقل من عام وحينما يكون لديه أعمال أخري تستغرق من خمس سنوات. وقد يكون الناشر طرفاً في هذه المعادلة لآن الناشر الغربي الذي يعوض الكاتب مادياً عن تفرغه لكتابة عمل أدبي ويكفل جولاته لثقته أنه سيقدم عملاً جيداً ذا عائد كبير. هل تري أن فوز رواية "ترمي بشرر"للروائي السعودي عبده الخال لفت الانتباه للرواية السعودية؟ - الرواية السعودية تعرضت لعدة مراحل ساهمت في لفت الانتباه إليها منذ كتب غازي القصيبي "شقة الحرية"امتداداً لتجربة تركي الحمد حينما كتب"الثلاثية"فيجب أن نعطيهم حقهم فهذه محاولات لاشك كان لها أثر كبير وكذلك محاولات اختراق التابوه والكتابة بشكل متحرر كما كان لظهور جيل الشباب الذين دخلوا فجأه إليها دون أن يمارسوا الكتابة السردية. والأسماء التي تلت ذلك مثل رجاء عالم ورجاء الصانع عندما كتب "بنات الرياض"وإن كانت الكتابة سلبية ولكنها وجهت القارئ لوجود رواية تكتب وتقرأ في السعودية، بالإضافة لترجمة الرواية أو نشرها في دور النشر الكبري ومن ثم أيضاً حصول عبده الخال علي البوكر كان له دور كبير في توجيه النظر للرواية السعودية. في رأيك لماذا تتصدر الرواية المشهد الأدبي بصورة كبيرة؟ - هذه ظاهرة عالمية وليست في العالم العربي فحسب. حيث أصبح الشعر يطبع علي نطاق ضيق. الرواية هي النص الوحيد الذي يلامس الناس، نص يمكن للأطباء والعلماء وربما الفنانون كتابته ماذا عن الرقابة التي يتم فرضها علي الأديب والكتاب السعودي؟ - الرقابة في السنوات الأخيرة أصبحت أقل تشدداً عما قبل. وأصبح الكتاب عندما يطبع في الخارج قد يجد فرصة بيعه في الداخل. وإن كان مازال هناك نوع من الرقابة حتي الآن لاتجيز بعض الأعمال.حيث إن روايتي الأخيرة"الحمام لايطير في بريده" ظلت لفترة طويلة في وزارة الثقافة ثم بُلغت برفضها. انتشرت في الأونة الأخيرة المدونات الثقافية. فهل تقدم هذه الظاهرة أدباً حقيقياً؟ - لست ضد هذه المدونات وفي نفس الوقت لا أنتظر منها أن تحل محل الأدب. فهي نوع مختلف من الكتابة. فلماذا نحاول أن نصادر حق الآخرين في الكتابة عما يريدون؟!من حق أي كاتب أن يكتب وقد كنا نكتب في فترة معينة نصوصاً ليست شعراً أو قصة ولكننا كنا نسميها هكذا.هذه المدونات ملامسة للهم الإنساني والاجتماعي وهي ليست مضرة ولا أتوقع لها أن تحل مكان الرواية أو القصيدة يوما ما رغم التفات بعض دور النشر الكبري لها. لآن أصحاب هذه الدور يدركون أنها نوع مختلف من الكتابة فحسب. من هم أهم الكتّاب الذين تأثرت بهم؟ - دائما ما تتغير ذائقة الإنسان من زمن لآخر فمنذ الطفولة كان قراءاتي تسير بنمط معين حيث بدأت بقراءة تشارلز ديكنز وفيكتورهوجو ثم تغيرت ذائقتي وقرأت الأدب العربي والروسي ولا أحد ينكر تأثير تولستوي علي أي كاتب. كما تأثرت بجابريل ماركيز ويوسا وكان هناك تأثير من الرواية اليابانية وأقرأ الآن موركامي وقد بدأ ينقل لي صورة مختلفة تماماً عن الكاتب الياباني ليس الكاتب التأملي الذي يكتب ويتحرك ببطء ولكنه صنع عالماً مختلفاً لي أحاول أن أتواءم معه. أخيراً ما وجه الاستفادة من عملك بالصحافة علي كتابتك الإبداعية؟ - عملي بالصحافة عرفني علي الأشياء الجديدة والإصدارات والمهرجانات الثقافية ولكن في النهاية اهتمامي بالثقافة بعيداً عن الصحافة. وقد استقلت مؤخراً من العمل كمسئول عن الثقافة في إحدي المجلات السعودية للتفرع للكتابة الصحفية فكنت كالمستجير بالرمضاء من النار. خرجت من الصحافة للتفرغ للكتابة الصحفية ولكن كليهما مهم. سماح عبدالسلام يوسف المحيميد : الرواية مازالت تعاني الكثيروسلطة القارئ أقوي من سلطة الناقد يتصف الكاتب السعودي يوسف المحيميد بأسلوب مميز في العمل الأدبي جعله في طليعة الروائيين السعوديين حيث قدم أعمالاً تلامس المجتمع وتتفاعل معه. وقد شارك مؤخراً في ملتقي القاهرة الخامس للإبداع الروائي وكان معه هذا الحوار: كيف تري المشهد الأدبي العربي بصفة عامة والسعودي بصفة خاصة؟ - المشهد الأدبي يحاول بصفة عامة أن يتطور بشكل يوازي الثقافات الأخري، ولكن لايزال لدينا العديد من المشاكل وهي لاتختلف عن المشاكل التي يعانيها المجتمع العربي في جميع مناحي الحياة. وتطور أوجة الحياة هو بالضرورة تطور علي مستوي الثقافة.لم نزل نعاني كثيراً من أزمة الكتاب والثقافة بشكل عام ليست ذات أهمية بالنسبة للعالم العربي فضلاً عن أن يحظي الأدب باهتمام كبير.فنحن نتعامل مع الأدب بشكل هامشي وكأنه زائد عن الحاجة وعلي المستوي السعودي لا يختلف الأمر كثيراً علي الرغم من وجود تجارب فردية وحضور المؤسسات في دعم المشهد الأدبي ليس حضوراً كشأن الدول العربية المشهد النقدي إذا كان هذا حال المشهد الأدبي بصفة عامة فماذا عن المشهد النقدي واتهامه بعدم مواكبة العمل الإبداعي؟ - ليس بالضرورة أن يوازي المشهد النقدي المشهد الأدبي والإبداعي، فالكثير من النقاد لديهم انشغالتهم الخاصة لأن معظمهم أكاديميون.وينشغلون بالنظرية وتطبيقاتها والنقد الثقافي. ولم يعد أحد يلتفت إلي النقد التطبيقي الذي يمارسه الناقد علي الأعمال الصادرة. وقد ظهرت حالياً سلطة مخيفة وقوية تختلف عن سلطة الناقد وهي سلطة القارئ حيث تمارس دوراً كبيراً. وعلي ذكر السلطة كيف تري تلك العلاقة المتوترة بين المثقف والسلطة؟ - هي علاقة أزلية وأعتقد أن كثيراً من الدول العربية تحاول أن تمنح المثقف بعض الضوء أو الحرية المنقوصة ولكن بمجرد أن يحاول المبدع أن يكون مستقلاً لابد أن يأتي القمع من عدة قنوات. ليس بالضرورة أن يكون هذا القمع كما كان في الستينات أو السبعينات بالاعتقال أو التعذيب لكنه يكون بكسر القلم بمعني أن يتوقف الكاتب عن الكتابة أو يحاصر فيما يكتب ولا ترحب به الصحف والمطبوعات ووسائل الإعلام. كيف تري حركة الترحمة وأهميتها للكاتب وخاصة أن هناك من يكتب وعينه علي الترجمة؟ - الترجمة مهمة جداً حيث تقدم الكاتب لجمهور آخر بذائقة مختلفة ومشهد متنوع بكل عناصره. صناعة الكتاب تختلف في الغرب عن العالم العربي وربما كنت محظوظاً بترجمة بعض أعمالي للغات أخري وما ارتبط بهذه الترجمة من جولات ترويجية أتاحها لي الناشرون في الخارج.حيث تعرفت علي عقلية القارئ حين أتعامل مع الكتاب وهي عناصر مهمة نفتقدها في العالم العربي لأن الناشر حينما يطبع الكتاب لايهتم بترويجه أو حفلات التوقيع الخاصة به. لذا لانسمع عن أرقام التوزيع الفلكية. الترجمة تضيف للكاتب قطاعاً مختلفا من القراء . شاركت في مؤتمر الرواية في دورته الخامسة.فإلي أين تسير وتتجه الرواية ؟ - إلي الآن رغم أن هناك حراكاً علي مستوي النشر بالنسبة للرواية الا أنها مازالت تعاني الكثير وهي مشاكل متعلقة بكتابتها. حينما يكون الكاتب متفرغاً لتقديم رواية قد ينجزها في أقل من عام وحينما يكون لديه أعمال أخري تستغرق من خمس سنوات. وقد يكون الناشر طرفاً في هذه المعادلة لآن الناشر الغربي الذي يعوض الكاتب مادياً عن تفرغه لكتابة عمل أدبي ويكفل جولاته لثقته أنه سيقدم عملاً جيداً ذا عائد كبير. هل تري أن فوز رواية "ترمي بشرر"للروائي السعودي عبده الخال لفت الانتباه للرواية السعودية؟ - الرواية السعودية تعرضت لعدة مراحل ساهمت في لفت الانتباه إليها منذ كتب غازي القصيبي "شقة الحرية"امتداداً لتجربة تركي الحمد حينما كتب"الثلاثية"فيجب أن نعطيهم حقهم فهذه محاولات لاشك كان لها أثر كبير وكذلك محاولات اختراق التابوه والكتابة بشكل متحرر كما كان لظهور جيل الشباب الذين دخلوا فجأه إليها دون أن يمارسوا الكتابة السردية. والأسماء التي تلت ذلك مثل رجاء عالم ورجاء الصانع عندما كتب "بنات الرياض"وإن كانت الكتابة سلبية ولكنها وجهت القارئ لوجود رواية تكتب وتقرأ في السعودية، بالإضافة لترجمة الرواية أو نشرها في دور النشر الكبري ومن ثم أيضاً حصول عبده الخال علي البوكر كان له دور كبير في توجيه النظر للرواية السعودية. في رأيك لماذا تتصدر الرواية المشهد الأدبي بصورة كبيرة؟ - هذه ظاهرة عالمية وليست في العالم العربي فحسب. حيث أصبح الشعر يطبع علي نطاق ضيق. الرواية هي النص الوحيد الذي يلامس الناس، نص يمكن للأطباء والعلماء وربما الفنانون كتابته ماذا عن الرقابة التي يتم فرضها علي الأديب والكتاب السعودي؟ - الرقابة في السنوات الأخيرة أصبحت أقل تشدداً عما قبل. وأصبح الكتاب عندما يطبع في الخارج قد يجد فرصة بيعه في الداخل. وإن كان مازال هناك نوع من الرقابة حتي الآن لاتجيز بعض الأعمال.حيث إن روايتي الأخيرة"الحمام لايطير في بريده" ظلت لفترة طويلة في وزارة الثقافة ثم بُلغت برفضها. انتشرت في الأونة الأخيرة المدونات الثقافية. فهل تقدم هذه الظاهرة أدباً حقيقياً؟ - لست ضد هذه المدونات وفي نفس الوقت لا أنتظر منها أن تحل محل الأدب. فهي نوع مختلف من الكتابة. فلماذا نحاول أن نصادر حق الآخرين في الكتابة عما يريدون؟!من حق أي كاتب أن يكتب وقد كنا نكتب في فترة معينة نصوصاً ليست شعراً أو قصة ولكننا كنا نسميها هكذا.هذه المدونات ملامسة للهم الإنساني والاجتماعي وهي ليست مضرة ولا أتوقع لها أن تحل مكان الرواية أو القصيدة يوما ما رغم التفات بعض دور النشر الكبري لها. لآن أصحاب هذه الدور يدركون أنها نوع مختلف من الكتابة فحسب. من هم أهم الكتّاب الذين تأثرت بهم؟ - دائما ما تتغير ذائقة الإنسان من زمن لآخر فمنذ الطفولة كان قراءاتي تسير بنمط معين حيث بدأت بقراءة تشارلز ديكنز وفيكتورهوجو ثم تغيرت ذائقتي وقرأت الأدب العربي والروسي ولا أحد ينكر تأثير تولستوي علي أي كاتب. كما تأثرت بجابريل ماركيز ويوسا وكان هناك تأثير من الرواية اليابانية وأقرأ الآن موركامي وقد بدأ ينقل لي صورة مختلفة تماماً عن الكاتب الياباني ليس الكاتب التأملي الذي يكتب ويتحرك ببطء ولكنه صنع عالماً مختلفاً لي أحاول أن أتواءم معه. أخيراً ما وجه الاستفادة من عملك بالصحافة علي كتابتك الإبداعية؟ - عملي بالصحافة عرفني علي الأشياء الجديدة والإصدارات والمهرجانات الثقافية ولكن في النهاية اهتمامي بالثقافة بعيداً عن الصحافة. وقد استقلت مؤخراً من العمل كمسئول عن الثقافة في إحدي المجلات السعودية للتفرع للكتابة الصحفية فكنت كالمستجير بالرمضاء من النار. خرجت من الصحافة للتفرغ للكتابة الصحفية ولكن كليهما مهم.