انطلاق فعاليات الملتقي التوظيفي السنوى لكلية الزراعة بجامعة عين شمس    التنظيم والإدارة: 59901 متقدم بمسابقة شغل وظائف معلم مساعد مادة    محافظ القاهرة يؤدي صلاة الجمعة بمسجد السيدة زينب    إزالة 30 حالة تعدي بأسيوط حفاظا على الرقعة الزراعية وأملاك الدولة    إطلاق مراجعات الثانوية العامة لمبادرة «تقدر في 10 أيام» بمطروح.. 29 مايو الحالي    توريد 572588 طنًا من القمح لمراكز التجميع بالشرقية    محافظ المنوفية استمرار تلقى طلبات التصالح على مخالفات البناء أيام العطلات الرسمية    تراجع اسعار الحديد بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 17 مايو 2024    تيسير إجراءات استيراد المكونات الإلكترونية للشركات الناشئة بمجال التصميم الإلكتروني    وفد جنوب إفريقيا: نأمل أن تتخذ «العدل الدولية» قرارًا بمنع تفاقم الأوضاع في غزة    إذا هوجمت رفح.. ماذا سيفعل نتنياهو بعد ذلك في الحرب؟    متحدث "فتح": نخشى أن يكون الميناء العائم الأمريكي ممرا للتهجير القسري للفلسطينيين    إصابات إسرائيلية إثر إطلاق 80 صاروخا من لبنان تجاه الجليل الأعلى والجولان    من بوابة «طلاب الجامعات».. بايدن يسعى لأصوات الأمريكيين الأفارقة بانتخابات 2024    كولر: لا نمتلك الأفضلية على الترجي.. ومباراة الغد تختلف عن لقاء الموسم الماضي    وفاة المراسل أحمد نوير.. ماذا كتب قبل رحيله عن عالمنا؟    فرق الصحة المدرسية بالقليوبية تستعد لامتحانات الشهادة الإعدادية    جمارك الطرود البريدية بقرية البضائع تضبط 3995 قرص ترامادول داخل كمبروسر    متحف الطفل يحتفي باليوم العالمي للمتاحف.. غدا    حفل ختام مهرجان المسرح وإعلان الجوائز بجامعة قناة السويس    منهم يسرا وعدوية.. مواقف إنسانية لا تنسى للزعيم عادل إمام يكشفها النجوم    «الصحة» توجه عددًا من النصائح لحماية المواطنين من مضاعفات موجة الطقس الحار    لأطفالك.. طريقة عمل ميني الكرواسون بالشوكولاتة    قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والإفتاء والأزهر الشريف بمساجد شمال سيناء    لعدم تركيب الملصق الإلكتروني .. سحب 1438 رخصة قيادة في 24 ساعة    بشهادة عمه.. طارق الشناوي يدافع عن "وطنية" أم كلثوم    في يوم الجمعة.. 4 معلومات مهمة عن قراءة سورة الكهف يجب أن تعرفها    "الإفتاء" توضح كيفية تحديد ساعة الإجابة في يوم الجمعة    تفاصيل حادث الفنان جلال الزكي وسبب انقلاب سيارته    الأمن العام: ضبط 13460 قضية سرقة تيار كهربائى خلال 24 ساعة    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان موقع إنشاء مستشفى القوصية المركزي الجديد    بحوزته 166 قطعة.. ضبط عاطل يدير ورشة تصنيع أسلحة بيضاء في بنها    روسيا: مستعدون لتوسيع تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة    أحمد السقا عن أصعب مشهد بفيلم «السرب»: قنبلة انفجرت حولي وخرجت سليم    كوريا الجنوبية: بيونج يانج أطلقت صاروخًا باليستيًا تجاه البحر الشرقي    بعد 3 أسابيع من إعلان استمراره.. برشلونة يرغب في إقالة تشافي    برنامج للأنشطة الصيفية في متحف الطفل    ليفربول يُعلن رحيل جويل ماتيب    مصر تفوز بحق تنظيم الاجتماعات السنوية للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في 2027    هل يمكن أن يؤدي الحسد إلى الوفاة؟.. الأزهر للفتوى يجيب    الحبس والغرامة.. تعرف على عقوبات تسريب أسئلة الامتحانات وأجوبتها    مواعيد مباريات الجمعة 17 مايو.. القمة في كرة اليد ودربي الرياض    تأهل هانيا الحمامي لنصف نهائي بطولة العالم للإسكواش    انطلاق قافلة جامعة المنصورة المتكاملة "جسور الخير-21" المتجهة لحلايب وشلاتين وأبو رماد    تقنية غريبة قد تساعدك على العيش للأبد..كيف نجح الصينيون في تجميد المخ؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-5-2024 في المنيا    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني لطلاب الشهادة الإعدادية بالجيزة.. غدا    حدث ليلا.. أمريكا تتخلى عن إسرائيل وتل أبيب في رعب بسبب مصر وولايات أمريكية مٌعرضة للغرق.. عاجل    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    أستاذ تمويل يكشف توقعاته بشأن ارتفاع سعري الذهب والفائدة    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    هانئ مباشر يكتب: تصنيف الجامعات!    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهادات مبدعين ظهروا في الألفية الجديدة
نشر في القاهرة يوم 28 - 12 - 2010

لم يتفق الجميع علي اعتبار كلمة «جيل» ذات معني يدل علي نظام محدد يجمع بداخله فئة بعينها من المبدعين المنتمين لأعمار بعينها أو لظروف إبداعية مشتركة وسأستخدمها كعبارة افتراضية في هذا التحقيق أثناء حديثي مع مجموعة من الكتاب الشباب الذين يعبرون عن تجربة كتابتهم في نهاية العشرية الأولي من القرن الواحد والعشرين.. ما ملامح هذه الكتابة في الواقع الثقافي الذي يعيشونه، وهل أضافت شيئا للساحة الأدبية الآنية؟ هذا في صورة شهادات نختم بها عقد زمني ولي أوردها هنا في ترتيب ألفبائي.
أحمد مراد
رأيي في تجربتنا كجيل هو أننا بطريقة ما وجدنا حلقة الوصل التي انقطعت بين الكاتب والقارئ.. فبعد سنين من الذاتية المفرطة التي عزلت القارئ عن الكتاب بدأ جيلنا في قرع باب القارئ ثانيا.. هل جماهيرية العمل أو تجاريته تعني أنه عمل «مقاولات» رديء.. أعتقد أننا أجبنا عن ذلك السؤال ب «لا» كبيرة.. فمن المقبول أن أكتب عملا يعجب النقاد ويرضي الجمهور في آن واحد.. وأعتقد أن بعضنا استطاع الوصول لتلك المعادلة.. أما عن وجه الاختلاف فأري أننا نمثل في ظل رواج سوق الكتب من جديد شيئاً من مرحلة الستينات بزخمها الثقافي وكثرة الكتاب فيها.. أتمني فقط أن نكون في مستوي أدائهم ودراستهم واتقانهم لكل تفاصيل عملهم.
أحمد الصباغ
نحن جيل محظوظ وجد من وسائل النشر العديد التي لم يجدها الأقدمون.. وجدنا النشر الإلكتروني.. المدونات وغيرها ووجدنا صحافة مستقلة عديدة، كانت فيما قبل عملة نادرة.
لكن مع ذلك الحظ الجيد ولدنا في زمن شهد زخما في الكتب واختلط الجيد بالسئ وعز علي القارئ والكاتب أيضا الوصول لما يستحق.
وهذا الجيل ككل الأجيال من الكُتاب يرصد لواقعه ويؤرخ لحقبة زمنية تغير فيها الحال كثيرا في مصر والبلاد العربية، ففرضت الكتابة الساخرة نفسها علي الساحة، وأحيانا أري أننا أبناء هذا الجيل أهملنا كثيرا قراءة الماضي فلم ننهل من ينبوع الأدب كما ينبغي لنا أن ننهل.
آسر مطر
أعتقد أن الجيل الحالي من الكُتاب ساهم في عودة هواية القراءة واقتناء الكتب والأنشطة الثقافية بشكل عام إلي الشباب وصغار السن بعد فترة طويلة من التراجع، ويرجع ذلك إلي الانتشار الواسع للإنترنت والمدونات الإلكترونية ومنها ما تحول إلي كتب بعد ذلك تعبر عن طموحات ومشاكل جيل بأكمله.
علي الصعيد الأدبي هناك الكثير من الأعمال الجيدة وما هو دون ذلك وخصوصا في مجال الكتابة الساخرة الذي يبدو «الموضة السائدة» هذه الأيام.
الطاهر شرقاوي
الكتابة الموجودة الآن، تتميز بزخمها الشديد وتعدد روافدها، بحيث نجد أن جميع التيارات موجودة ومتجاورة، بدءًا من الكتابة الواقعية والرومانسية إلي أدب الخيال العلمي والبوليسي والتاريخي والفنتازي والساخر، وهذه ميزة الحالة الكتابية الآن.. لكن من الصعب إصدار حكم شامل وقاطع حول الكتابة الآنية.. فالأمر يحتاج إلي بعض السنوات للحكم علي التجربة، وأيضا للحكم علي التجريب المستخدم في الكتابة والذي يمارسه البعض.
هناك منجز حقيقي سواء في الرواية أو القصة، ويظهر أكثر في المحاولات الدءوبة للبحث عن مستويات مختلفة من اللغة والعوالم، والخوض بالكتابة في دروب لم تطرق من قبل، وأضرب لك مثلا بمجموعة محمد الفخراني الأخيرة «قبل أن يعرف البحر اسمه» فاعتقد أنها مجموعة مميزة ومهمة.
إيناس حليم
أعتقد أنه آن الأوان لنتخلي عن مصطلح كتابة جديدة وكتابة قديمة، الكتابة لا تقسم علي حسب جيلها ولكن تقسم إلي كتابة جيدة وكتابة رديئة، والدليل علي ذلك أن في كل جيل سنجد كتابا غادروا ولو بنسبة ضئيلة في أعمالهم ذلك الشكل الكلاسيكي المعروف في القصة والرواية، واستخدموا تقنيات جديدة في اللغة أو الموضوع أو السرد مثل التكثيف والمشهدية أو استخدام تقنيات اللقطات الفوتوغرافية أو حركة الكاميرا، أو تيمة المرض النفسي والهلوسة أو تقنية الفلاش باك وغيرها من التقنيات التي لم تكن مألوفة في السابق، في رأيي أن الكتابة تخلت منذ زمن عن فكرة الوعظية أو تقديم الرسالات وأصبح تقييم الإبداع يعتمد أولا وأخيرا علي الإبداع ذاته دون وضع ضوابط علي النص الأدبي، كتاب هذا الجيل فرضوا علي ساحة الكتابة مطلب التغيير والتكيف مع التغييرات الجديدة.
دنيا ماهر
أكثر ما يعيقني أنا والبعض من أبناء جيلي هي مسألة التسويق حيث تكتفي العديد من دور النشر الصغيرة بطبع الكتب وتخزينها وهذا ما لمسته في حالات عديدة مما يفرض حالة من العزلة علي جيلي الذي يظهر بعد جيل لم يأخذ حقه فلا يمد لنا يد العون لأنه يحتاج من يعينه، لقد عانيت كي يظهر اسمي الحقيقي دنيا ماهر علي كتاب، فرسمت غلافه بنفسي وصممه صاحب الدار من باب تقليل التكاليف التي تحملت نصفها حتي اجتاز طابور الانتظار.
رباب كساب
جيلنا يظهر بقوة مع طفرة النشر في مصر التي اقتصرت لزمن طويل علي الهيئات الحكومية، وهذا ما كان داعيا لأن تخرج للنور بعض دور جديدة أنعشت الساحة وزادت من حدة التنافس حتي ولو دفع الكاتب نظير أن يخرج إبداعه للنور، لكن بمرور سريع علي المنتج المنجز في هذه السنوات القليلة أجد أن الغث والرديء أكثر بكثير من المنتج الجيد ولكني علي ثقة بأن السنوات المقبلة ستحدث غربلة لما هو علي الساحة ولن يبقي سوي الإبداع الحقيقي.
نحن جيل مقهور بمعني الكلمة، جيل بلا قضية، جيل الثقافة الاستهلاكية عليه فبات كل ما يشغلنا هو كيف نعيش وكيف نحصل علي كل ما يمتلئ به عصرنا من مغريات، قليل هم الذين اكتشفوا عمق الأزمة وحاولوا الخروج منها لكنهم في الغالب هربوا علي صفحات الأدب أو استعذبوا الماضي فعاشوا في طياته، بات عليهم أن يثبتوا أنهم موجودون وأن لهم دور وأنهم غير متهمين بالسطحية ورداءة الفكر والغياب جيل متهم طول الوقت وفي وضع دفاع مستمر.
رحاب أبوالعلا
اعتبر نفسي من جيل الكتاب المحظوظين.. ففي خلال العشر سنوات الماضية ازدهرت الحالة الثقافية.. وذلك من خلال تواجد عدة أوجه للنشر فيما يخص الرواية وكتب الأدب الساخر والكتب التي تتناول مشاكل البنات والسيدات بشكل عام.. هذا أيضا بالإضافة إلي انتشار التدوين.. الذي يعد طاقة القدر بالنسبة لكتاب هذا الجيل.
وأهم ما يميز جيلنا هو الجرأة التي نتحدث بها.. فنحن نقوم بعملية تعرية لكل سلبيات المجتمع.. علي الرغم من الاتهامات الموجهة إلينا من قبل بعض الكتاب الكبار الذين يرون أن ما نقوم به لا يرقي إلي مستوي الكتابة وأن فعلا العكس تماما، نحن نتحدث بلغة العصر ونتملك الكثير من الأدوات ، وإلا لما حصل محمد فتحي الكاتب الساخر علي المركز الأول في مسابقة ساويرس للأدب.. علي الرغم من أنه مصنف كاتب ساخر.. سيحدث غربلة الجيل بأكمله، وسيكون البقاء للأفضل ولكننا بحاجة لمساعدة الجيل السابق لإصدار شهادة ميلاد رسمية لهذا الجيل.
محمد صلاح العزب
أعتقد أنه من المبكر جدا الحديث منجز لهذا الجيل من الكتاب علي تحفظي مصطلح وفكرة الجيل فرغم أن كتابا عديدين من هذا الجيل أصدروا أكثر من ثلاثة أو أربعة أو خمسة كتب إلا أنني أري أننا مازلنا في بداية الطريق، وأننا مازلنا نتعلم ونخفق ونتعثر ونحاول أن نقدم شيئا مختلفا، وأري أن ما قدمناه حتي الآن هو الكثير من الوعود التي يقع علينا عبء تحقيقها.
ولو سئلت هذا السؤال قبل عام لأجبت إجابة مختلفة، كنت سأقول إن جيلنا استطاع في فترة قصيرة إحداث حالة صخب روائي، وتمكن من إعادة الكثير من القراء إلي الأدب وجلب مجموعة كبيرة من القراء الجدد مما أفاد كل الأجيال الروائية وأننا استطعنا فرض وجودنا علي الساحة الأدبية.
هذا الرد وإن كان صحيحا في جزء منه، إلا أنني أفكر حاليا بطريقة مختلفة وأؤمن أن الطريق أطول من أن يظن من يقف في بدايته أنه قطع فيه شوطا.
محمد فتحي
يصنفني الناس ككاتب ساخر وهو التصنيف الذي يصيب صاحبه في مصر بلعنة نظرا لأن نقادنا تجاهلوه أو قصروه علي أسماء معينة وكأنه أدب درجة عاشرة.
ولا أحب تقييم تجربة جيلي إلا بعد اكتمال أركانها.. ومع ذلك دعني أخبرك أن جيلنا يحاول بشدة تحطيم الأصنام التي اعتاد الجميع علي وضعها أمامهم والدوران في فلكهم ليل نهار لدينا أصوات روائية مغردة ومتفردة ودعني أذكرك بأسماء مثل محمد صلاح العزب وطارق إمام ومحمد علاء الدين وبالطبع أحمد العايدي لدي هذا الجيل شاب جميل طور من الرواية البولسية المثيرة وضفرها بالبعد الاجتماعي المفتقد في هذا النوع من الكتابة في مصر وهو أحمد مراد والذي شهد له صنع الله إبراهيم بأنه متفرد في كتاباته، ووسط هذا الجيل من يكتب القصة القصيرة بشكل متفرد جدا مثل محمد عبدالنبي والطاهر شرقاوي والشيماء حامد، وفي الشعر يجب ألا تنسي أصواتا مثل سالم الشهباني ومحمد أبوزيد وأيمن مسعود ونحن جيل حاول إثبات أسطورته الذاتية دون أن يقلل هذا من احترامه للأجيال التي سبقته.
محمد أبوالدهب
أهم صفة أو سمة يمكن أن يجتمع تحتها الجيل الجديد هي صفة العشوائية، فإذا كان جيل الستينات قد ارتبط بمواقف سياسية وأفكار بنوا عليهم مشروعهم الكتابي فإن مشروعنا عشوائي بدليل أنك تري من الكتاب الجدد ما يعجبه اليوم لا يعجبه غدا.
لدينا غياب في غياب فكرة المشروع المتكامل، وصارت الكتابة باب من أبواب النجومية مثل الجوائز الكبيرة التي تظهر كاتبا بالصدفة دون أن يكون عمله مقنعا. ويتعب صاحب الموهبة الحقيقية إن لم يكن لديه ذكاء اجتماعي وشبكة علاقات جيدة، ومن يجلس في بيته لن يهتم به أحد، كل هذا يخرج شيئا إيجابيا وهو أن الكتابة لا تزال موجودة كفعل مع كثرة دور النشر والرغبة في التوزيع لكنها قد تصنع قارئا سلبيا لأنها تضع له النموذج الذي ينبغي قراءته.
محمد تهامي
أري أننا جيل مختلف.. استطاع أن يحقق شيئاً ويحرك المياه الراكدة في عالم الأدب.. مما أدي إلي ظهور دور نشر تواكب ما حدث وظهر قراء أيضا ليتابعوا ما يكتب.
بالتأكيد لم يصل الجيل إلي مرحلة النضج الكامل وظهور نجومه والمميزين فيه ونحن نحتاج إلي وقت ودعم وتشجيع حتي نصل إلي النجاح الحقيقي ولكني أري أننا حققنا نجاحاً لا بأس به.
محمد داود
الملمح الأهم في تجربة هذا الجيل هي أن الرواية تجد إقبالا إبداعيا، تستقطب عددا أكبر من الكتاب لعلهم في مناخ آخر كانوا سيتوجهون إلي أشكال أخري، ومن معاني ذلك فرصة أكبر للتجديد والإضافة وفرصة أكبر أيضا للاختلاط والدوشة شأن كل جديد علي أن الإقبال الإبداعي لا يواكبه إقبال في القراءة ومن هذه الوجهة فكتاب هذا الوقت الشباب منهم والكبار في ورطة كبيرة.. هذا الجيل يحمل في داخله إضافاته الخاصة، وهناك إرهاصات جادة، ورغم ما قلت أؤكد أنه من السابق لأوانه الحديث بالتحديد عن تيار أو تيارات فنية جديدة نحتاج إلي انفصال ما لنستطيع فهم اللحظة، ربما يمكننا بعد مدة كافية أن نبتعد قليلا عن كثافة اللحظة وامتلائها ومن ثم نري المشهد بعين أكثر قدرة علي التوقف والتأمل وأقل انحيازا.
محب سمير
أزمة جيلي أنه خرج علي ظاهرة «البست سيلر» وأغرم بها وسعي الجميع لتكون أعمالهم الأعلي مبيعا. ما يعني أن الأغلبية لم تهتم بأن تقدم عملاً عظيماً أدبيا.. المهم يكسر الدنيا فأصبحت الأسماء الأكثر شهرة ليست شرطا أن تكون هي بعينها الأكثر موهبة أو إنجازا في الأعمال.. جيلنا أزمته أنه حافظ مش فاهم، الجميع سعي للكتابة الساخرة بعد فرقعة كتب عمر طاهر.. لدرجة أن هناك ظاهرة اسمها أدب عمر طاهر.. خلاف سطحية الأفكار وتناول الموضوعات.. وتقريبا تلاقي الكتب كلها شبه بعضها.. وبالنسبة لما أنجزه جيلي حتي الآن اعتقد أنه لا يمكن الحكم علي ما قدمه أغلبية الجيل الآن، خصوصا أن معظمنا لم يصدر أكثر من كتابين، وأعتقد أن هذا العدد لا يمكن أن يؤثر علي الساحة الأدبية رغم اعترافي أن كتاباً واحداً جيداً ممكن يقلب الدنيا.. لكن هذا لم يحدث.
مراد ماهر
أعتقد أن جيلي أكثر حظا من سابقيه في أكثر من زاوية أذكرها في نقاط محددة:
تعدد وسائل الاطلاع مثل الإنترنت وسهولة الحصول علي الكتاب بوسائل تقليدية أو إلكترونية.
تعدد دور النشر الخاصة في السنوات الأخيرة ومناطحتها بشكل ملفت للمؤسسة الحكومية الأكثر روتينية وتعقيدا، فصار من السهل علي الكثيرين نشر أعمالهم واختصارا لكثير من زمن الانتظار وتحين الفرصة.
تعدد المكتبات الخاصة وآليات توزيع الكتاب والترويج له وبالتبعية الترويج للكاتب ذاته.
التطور الإعلامي من برامج مهتمة بالأدب وتزايد الصحف والمطبوعات التي تعني بالأدب والأدباء.. وتعدد المسابقات المعنية بالأدب.
لكن ومن زاوية أخري فإن جيلنا لم يتسلم راية جلية المعالم من جيل سبقه، فبعد جيل الكبار في الخمسينات والستينات لم يكن في اعتقادي ملامح أدبية فارقة وإنما تجارب شخصية في أغلبها وربما لم تكتمل.
جيلنا كذلك لم تختمر ملامحه وإن كان الهم العام يهيمن بشكل كبير علي قسماته، لغته تتأرجح ما بين البسيط والمتوسط، التجديد في القوالب سمة مميزة وإن لم تكن تبلورت إلي أنماط محددة نستطيع حصرها.
لكنها في رأيي تتميز بسرعة الإيقاع، اختراق الثوابت، البعد عن لغة التأمل والتفلسف.
منصورة عزالدين
كثير من كتابات جيلنا ينطبق عليها وصف الكتابة ما بعد الحداثية التي تعلي من شأن قيمة الشك تشكك في قدرة العقل البشري علي كشف الواقع بشكل كامل، وتتسم الكتابة الجديدة أيضا في معظمها بالتجرؤ علي الكثير من المسلمات القديمة، وإعادة النظر فيها، سواء أكانت مسلمات سياسية أو دينية أو اجتماعية، وقبل كل ذلك تتسم بالإعلاء من شأن الهامشي والخافت، بل وحتي ما اصطلح طويلا علي تصنيفه خارج نطاق الأدب الرفيع.
كما وضعت الكتابة الغرائبية في مكانة بارزة في المشهد الحالي عبر كتابات عدد من الكتاب الذين رأوا أن الواقع أصبح ضيقا فسعوا إلي توسيعه عبر الخيال، صحيح أن الكتابة الغرائبية ليست جديدة تماما علي الكتابة المصرية، إلا أنها لم تكن أبدا تيارا مسيطرا يمثل ظاهرة إلا في السنوات الأخيرة.
في السياق نفسه تمت إعادة الاعتبار إلي الكتابة البوليسية وكتابة الرعب عبر الاستفادة من تقنياتها بعيدا عن التحفظات القديمة، بل إنها استفادت أيضا من شخصيات وعوالم الكارتون والرسوم المتحركة وثقافة البوب آرت، الأمر الذي مثل خرقا محمودا لأسطورة الأدب الرفيع بمفهومه القديم وللفصل الحاد بينه وبين البوب آرت ولكل ما كان يتم وضعه في السياق في خانة الأدب الخفيف «ليست مصادفة أن تظهر أو جرافيك نوفيل مصرية وأقصد بها «مترو» لمجدي الشافعي علي يد كاتب وفنان ينتمي لتيار الكتابة الجديدة».
ميشيل حنا
بكل تأكيد فإن جيلنا كان أفضل حظا من سابقه، علي مستويات عديدة استفاد جيلنا من تعدد دور النشر المتاحة: الانفجار الكبير لدور النشر الخاصة، صحيح أن معظمها ينشر لكل من هب ودب وبمقابل مادي، إلا أن هذه منافذ لم تكن متوفرة قبلا وتمثل بداية لا بأس بها لم يرد أن يبدأ.
استفاد جيلنا من بزوغ ظاهرة سلاسل المكتبات الكبيرة التي تجل القارئ وتوفر له بيئة جميلة ومحترمة للشراء، وأيضا لعقد الندوات والالتقاء بالكتاب في حفلات التوقيع.
استفاد جيلنا من ظاهرة القنوات الفضائية التي ملأت تردداتها السماء، وصارت تضطر لمنح الكتاب والمثقفين بعض الوقت لتملأ ساعاتها الإرسالية.
استفاد جيلنا من ثورة الإنترنت فصار يطلع علي مواد لم تتح لمن كان قبلنا «مجموعات بريدية مدونات شبكات اجتماعية» واستخدامها في أعمال الدعاية والانتشار لكل من الكتاب والكاتب معا.
لينا النابلسي
أعتقد أن جيل الكتاب حديثا يعاني من الظلم الإعلامي، ربما لكثرة عدد الكتاب وعدد الإصدارات لكن في النهاية يبقي الجيد ويستمر وأنا أفخر بانتمائي لجيل من الكتاب المختلف الذي أثر بشكل مباشر علي شكل التليفزيون، غادة عبدالعال في مدونتها عايزة اتجوز وقريبا أيضا قهوة المصريين لمحمد كمال حسن ومصطفي الحسيني.
نائل الطوخي
لست مؤمناً جدا بفكرة الجيل، فلا أري منطقاً في أن جماعة تظهر في سن معينة وفي وقت معين للكتابة بسمات متقاربة، لكني مؤمن أن هناك ظروفاً موضوعية اجتماعية واقتصادية وسياسية يمكن أن تشكل ملامح الجيل، فظهر تسليع الكتب وزيادة دور النشر وظهور حفلات التوقيع وظاهرة الأعلي مبيعا مما جعل الاهتمام بالدعاية للكاتب أكثر مع غياب النقد. وبسبب الاهتمام بالمبيعات علي حساب النقد، فلم يخلق الجيل الحالي معارك نقدية، ولم تصبح له واجهة نظرية قوية كالتي كانت في أيام التسعينات. وهو الذي أدي لصعوبة الكلام عن الجيل بوصفه وحدة متماسكة واحدة، فكتابة محمد الفخراني تختلف اختلافا كبيرا عن كتابة محمد صلاح العزب، تختلف عن قصائد أبوزيد عن كتابة نهي محمود وكتابة سهي زكي وطارق إمام وكتابتي مثلا تختلف عن كتابة الطاهر شرقاوي، كل هذه الاختلافات كانت موجودة أيام التسعينات بالمناسبة لكن وقتها كان هناك أناس مهتمون بإظهار التشابهات من داخل الاختلافات ليبلوروا الصورة لجيل كامل، أما في الجيل الحالي فلا يوجد هذا الجهد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.