في مساء يوم الأربعاء الموافق 8 ديسمبر وبحضور الوزير الفنان فاروق حسني والأستاذ الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار تم افتتاح معرض الفن القبطي والمقام بقصر الأمير طاز بمناسبة الاحتفال بمرور مائة سنة علي افتتاح المتحف.ولقد حضر حفل الافتتاح فضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، كما حضرت السيدة مارجريت سكوبي سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالقاهرة، كما حضر حفل الافتتاح مجموعة كبيرة من سفراء الدول في مصر منهم السفير الألماني والسفير السويسري والسفير الإيراني، كما حضر حفل الافتتاح الفنان المصري العالمي عمر الشريف. ولقد صرح وزير الثقافة علي هامش الاحتفالية علي أهمية التراث القبطي، وأن التاريخ المصري نسيج واحد متواصل بجميع عصوره سواء الفرعونية أو القبطية أو الإسلامية، كما أكد أن الوزارة تضع في أولوياتها الزائر المصري لتثقيفه وتعريفه بتاريخه وحضارته العريقة. كما صرح فضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة أن هذا المعرض يمثل حلقة مهمة من تاريخ مصر، وأنه جاء في وقته تماما لكي يؤكد عظمة الفنان المصري، واستمرار الروح المصرية الأصيلة علي مر العصور.وعن سبب اختيار قصر الأمير طاز مكانا لعرض الأثار القبطية أجاب الدكتور زاهي حواس بأن قصر الأمير طاز به قاعات مجهزة لعرض التحف والأثار المختلفة، كما أنه مؤمن تماما من الناحية الأمنية. وفي حديث خاص لجريدة القاهرة صرحت الأثرية إلهام صلاح الدين محمد علي مساعد مدير المعرض وإحدي المشرفات عليه أن الفكرة جاءت بعد افتتاح المتحف القبطي بعد تجديده في يونية 2006، وكانت صاحبة الفكرة الأولي هي الدكتور نادية طموم وهي باحثة أثرية بالمجلس الأعلي للآثار، فطرحت الفكرة علي الدكتور زاهي حواس فوافق علي الفور، وتم تشكيل لجنة ثلاثية من الدكتورة نادية طموم والاستاذة إلهام صلاح الدين والاستاذة سارة مرعي. وكان من المفترض أن يتم عمل هذا المعرض في المتحف القبطي بمصر القديمة، غير أن مساحة المتحف لم تكن كافية للعرض فقررت اللجنة نقل المتحف إلي قصر الأمير طاز. وقام بتصميم واجهات المعرض اثنان من الفنانين الألمان. وعند سؤالها عن عدد القطع المعروضة أجابت أنها 208 قطع، منها حوالي 180 قطعة أثرية نادرة مأخوذة من مخازن المتحف القبطي ويتم عرضها لأول مرة، كما تم جمع بقية القطع من متاحف متعددة نذكر منها : متحف الفن الإسلامي، متحف الحضارة القومي بالفسطاط "تحت الإنشاء "، المتحف القومي بالإسكندرية، متحف مكتبة الإسكندرية، المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، متحف بني سويف، متحف العريش.... الخ. ويضم المعرض مجموعة أيقونات نادرة تحمل موضوعات مختلفة مثل "رحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر " أيقونات متعددة لعديد من الشهداء مثل "مارجرجس، ماربقطر، الأمير تادرس المشرقي، الشهيد العظيم مارمينا.... الخ. بالإضافة إلي فريسكات من بعض الأديرة المندثرة مثل دير باويط قرب أسيوط، دير الأنبا أرميا بسقارة، مجمع الأديرة بوادي النطرون، دير النقلون بالفيوم. كما يضم المعرض مجموعة نادرة من المخطوطات القبطية النادرة من دير الأنبا شنودة بسوهاج، ومجموعة نادرة من مخطوطات نجع حمادي التي تم اكتشافها عام 1945 بنجع حمادي، وهي عبارة عن 13 مخطوطة تتحدث عن الحركة الغنوسية "وهي حركة فلسفية ظهرت في أوائل القرن الأول الميلادي، وهي خليط من الفلسفة اليونانية واليهودية والمسيحية، ولقد حرمتها الكنيسة منذ بداية ظهورها ". كما يضم المعرض مجموعة نادرة من المخطوطات التي تحوي أجزاء من الكتاب المقدس بعهديه مثل "قصة أدم وحواء " ويضم المعرض مجموعة نادرة من كتب صلوات القداس الإلهي باللغتين القبطية والعربية، كما يضم مجموعة من أدوات الخدمة بالكنيسة مثل "المباخر "؛ الصنوج، الدف، المسارج، كتب التسبحة.... الخ. كما يضم المعرض مجموعة قوارير مأخوذة من دير مارمينا العجايبي، كذلك اللوحة الرخامية الخاصة بالشهيد. ويضم المعرض أيضا مجموعة أدوات تمثل الحياة اليومية للأقباط مثل "الحلي، أدوات الزينة، الخزف، الفخار، النسيج، الشقفات "ويقصد بها أدوات الخزف والفخار التي كان يتم الكتابة عليها في العصر القبطي ". ثم أضافت الأستاذة إلهام صلاح الدين أن المعرض مفتوح يوميا عدا يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع خلال الفترة من العاشرة صباحا وحتي الرابعة بعد الظهر، كما صرحت بأن المعرض ممتد اعتبارا من 9 ديسمبر 2010 وحتي 31 يناير 2011. وبعد انتهاء فترة المعرض بالقاهرة من المنتظر أن تسافر بعض القطع الأثرية للعرض في فيينا بالنمسا. ومن أشهر مديري المتحف القبطي نذكر العالم الراحل مرقس باشا سميكة مؤسس المتحف والعالم الراحل أ. د توجو مينا (1906- 1948) والعالم الراحل أ.د باهور لبيب (1905 - 1994) وهو نجل عالم اللغة القبطية المعروف إقلاديوس لبيب (1868- 1918) والعالم الراحل أ.د رؤوف حبيب (1902- 1979) الذي أثري المكتبة القبطية بالعديد من الكتب القيمة في مجال التراث القبطي. ولقد زار المتحف عبر تاريخه العديد من الشخصيات العالمية نذكر منهم الرئيس الأمريكي الأسبق تيودور روزفلت أثناء تواجده في القاهرة عام 1910، وزاره أيضا الملك فيكتور إيمانويل الثالث ملك إيطاليا في ذلك الوقت يرافقه الملك فؤاد وكان ذلك عام 1923، كما زاره الامبراطور الأثيوبي الراحل هيلاسلاسي صباح يوم 28 يونية 1959، كما زارته ملكة الدانمارك عندما كانت ولية للعهد في نوفمبر 1962، وكان يرافقها الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة في ذلك الوقت.كما زاره الرئيس الغاني الأسبق نكروما وتبرع له بمبلغ 4000 جنيه سلمها إلي الدكتور باهور لبيب مدير المتحف في ذلك الوقت.