انتهت فعاليات مؤتمر الإتحاد العام للآثاريين العرب في جولته الثالثة عشرة بطرابلس بالجماهيرية الليبية الذي تم عقده في الفترة من 24-26 أكتوبر (التمور) 2010 بأكاديمية الدراسات العليا بجنزور بناء علي دعوة كريمة من الأخ العقيد معمر القذافي. وتعد هذه المرة الأولي التي يعقد فيه هذا المؤتمر خارج مصر. وقد شارك في المؤتمر أكثر من مائتي شخص وألقي فيه عدد 187 بحثًا علي مدار ثلاثة أيام في الآثار القديمة واليونانية الرومانية والآثار الإسلامية والترميم، بالإضافة للتاريخ والآثار المعاصرة. وفي اليوم الأول تم عقد جلستين لمحاضرات عامة عن الاعتداءات الإسرائيلية علي الآثار والمقدسات بالأراضي المحتلة، وعن الآثار بالجماهيرية الليبية. ومن الأبحاث المميزة بحث ألقاه د. عبد الله العبادي عن أعمال الترميم بالمسجد الأقصي، وبحث ألقاه اللواء الوزير أ.د. محمد فتحي البرادعي، محافظ دمياط، عن تجربة إنقاذ كوبري دمياط التاريخي كنموذج للحفاظ علي التراث الحضاري والمعماري للأمة. وقد أهدي الآثاريون درع الاتحاد للعقيد القذافي، كما كرم المؤتمر عددا من الباحثين ومحبي الآثار مثال المرحوم الدكتور محمد البسطويسي الذي فاز بجائزة د. محمد صالح شعيب، وجائزة الإتحاد التقديرية التي فاز بها كل من الأديب د. جمال الغيطاني والمجاهد الشيخ رائد صلاح. هذا وقد وقًع المشاركون جميعا علي وثيقة القدس التي ستقدم لأمين جامعة الدول العربية وللعقيد القذافي والجانب الليبي، وفيها تحذير من محاولات الدولة الإسرائيلية لتهويد القدس والاستيلاء علي المقدسات الإسلامية، والدعوة لعمل لجنة لتفعيل توصيات المؤتمر وأهمها العمل الجاد لوقف التعديات الإسرائيلية علي المسجد الأقصي والمقدسات مثل حائط البراق المعروف بحائط المبكي. وقد حث المؤتمر والقائمون عليه خاصة أ.د. علي رضوان رئيس الاتحاد العام للآثاريين العرب ورئيس المؤتمر، وأ.د. محمد الكحلاوي أمين الاتحاد ومن أبرز المنظمين للمؤتمر خلال جميع دوراته، وفود الدول المشاركة علي استضافة المؤتمر بها في دوراته القادمة ليتعرف الآثاريون علي آثار الوطن العربي. كما جاءت التوصيات لتحث علي قيام الجامعات والهيئات العربية المختصة بعمل حفائر أثرية ونشرها بدلا من انتشار الحفائر الأجنبية، خاصة في وجود هذا الكم من المتخصصين العرب ووجود موارد بشرية ومادية مناسبة لعمل الآثار علي مستوي الوطن العربي. كما أكد المؤتمر أهمية التواصل والتعاون بين الجامعات والهيئات العربية في مجالات البحث العلمي كي يتمكن العرب من النهوض بالعلوم والتقنيات. وقد احتفي الجانب الليبي بالمشاركين بالمؤتمر وتم تنظيم زيارات لأهم المواقع الأثرية بالجماهيرية الليبية للمشاركين بالمؤتمر. وقد أعرب المشاركون عن انبهارهم خاصة بالآثار الرومانية بالجماهيرية الليبية لأهميتها علي مستوي العالم كله ووجودها علي قائمة اليونسكو لمواقع التراث الحضاري بالعالم حيث إنها تضم مدنا شبه كاملة وفي حالة جيدة من الحفظ مثل لبدة الكبري وصَبراتة. وقد تقدمت كاتبة هذه السطور ببحث بعنوان: "مريت آمون ووضعها الخاص في عصر رمسيس الثاني".. حيث تعد مريت آمون الأميرة ابنة الملك رمسيس الثاني وزوجته الملكية العظمي فيما بعد، حالة فريدة من نوعها في الحضارة المصرية القديمة، بل وعلي مستوي الحضارات الأخري، فهي أميرة ملكية وكانت ابنة للملك رمسيس الثاني وزوجته الملكية العظمي أو ال"حمت نسو ورت" نفرتاري. وقد تميز رمسيس الثاني بأنه تزوج ثلاثة من بناته كأنه ملك مؤله ولا تسري عليه القواعد المتعارف عليها. تعد تماثيل مريت آمون من أجمل التماثيل في مصر القديمة، وتمثل امرأة بارعة الحسن. وأشهر تماثيلها تمثالاها الكبيران بتل بسطة بالزقازيق، وبأخميم، وتمثال أصغر ولكن جميل جدا يدعي تمثال الملكة البيضاء، وهو من معبد الرمسيوم لرمسيس الثاني. وبالرغم من عائلة رمسيس الثاني الكبيرة، إلا أن مريت آمون تدل أحجام تماثيلها ووضعها بأماكن مميزة علي مكانة بالغة الأهمية تصل للتأليه في بعض المعابد. وقد كانت نفرتاري تظهر كحتحور، ومريت آمون كانت تظهر بعده أشكال ستركز عليها الدراسة. بالإضافة لعرض اهم تماثيل وبقايا هذه الملكة المميزة، سيتم التركيز علي معبد أخميم ومن الواضح أن أهميتها بهذا المعبد عظيمة وأن هذا المعبد كان أكبر وأهم بكثير مما نعتقد كما سنستدل من تقارير الحفائر الخاصة به.