افتتاح أول مسجد ذكي في الأردن.. بداية التعميم    تاون جاس لأهالي البساتين: لا تنزعجوا من رائحة الغاز اليوم    جيش الاحتلال يبدأ عملية توغل بري نحو مركز رفح وسط اشتباكات عنيفة (فيديو)    يسع 14 راكبا فقط.. شاهد يكشف كيف دخلت 22 فتاة في «ميكروباص معدية أبو غالب»    بيكلموني لرامي جمال تقترب من 9 ملايين مشاهدة (فيديو)    تحرك برلماني بشأن حادث معدية أبو غالب: لن نصمت على الأخطاء    دراسة: 10 دقائق يوميا من التمارين تُحسن الذاكرة وتزيد نسبة الذكاء    ضميري يحتم عليّ الاعتناء بهما.. أول تعليق من عباس أبو الحسن بعد حادث دهسه سيدتين    نائب محافظ بنى سويف: تعزيز مشروعات الدواجن لتوفيرها للمستهلكين بأسعار مناسبة    اشتباكات عنيفة قرب سوق الحلال وانفجارات شرق رفح الفلسطينية    اليوم.. مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة يختتم عروضه ب«سر الأريكة»    «أعسل من العسل».. ويزو برفقة محمد إمام من كواليس فيلم «اللعب مع العيال»    وزير التنمية المحلية ومحافظ الغربية يتفقدان مركز سيطرة الشبكة الوطنية ووحدة المتغيرات المكانية    نشرة التوك شو| تفاصيل جديدة عن حادث معدية أبو غالب.. وموعد انكسار الموجة الحارة    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    أوكرانيا: دمرنا آخر سفينة صواريخ روسية في شبه جزيرة القرم    جوميز: لاعبو الزمالك الأفضل في العالم    حلمي طولان: حسين لبيب عليه أن يتولى الإشراف بمفرده على الكرة في الزمالك.. والفريق في حاجة لصفقات قوية    سيراميكا كليوباترا : ما نقدمه في الدوري لا يليق بالإمكانيات المتاحة لنا    وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق.. مقترح يثير الجدل في برنامج «كلمة أخيرة» (فيديو)    السفير محمد حجازي: «نتنياهو» أحرج بايدن وأمريكا تعرف هدفه من اقتحام رفح الفلسطينية    النائب عاطف المغاوري يدافع عن تعديلات قانون فصل الموظف المتعاطي: معالجة لا تدمير    بينهم طفل.. مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بأسوان    "رايح يشتري ديكورات من تركيا".. مصدر يكشف تفاصيل ضبط مصمم أزياء شهير شهير حاول تهريب 55 ألف دولار    أهالي سنتريس يحتشدون لتشييع جثامين 5 من ضحايا معدية أبو غالب    الأرصاد: الموجة الحارة ستبدأ في الانكسار تدريجياً يوم الجمعة    دبلوماسي سابق: ما يحدث في غزة مرتبط بالأمن القومي المصري    روسيا: إسقاط طائرة مسيرة أوكرانية فوق بيلجورود    إيرلندا تعلن اعترافها بدولة فلسطين اليوم    ب1450 جنيهًا بعد الزيادة.. أسعار استخراج جواز السفر الجديدة من البيت (عادي ومستعجل)    حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 22-5-2024 مهنيا وعاطفيا    ملف يلا كورة.. إصابة حمدي بالصليبي.. اجتماع الخطيب وجمال علام.. وغياب مرموش    الإفتاء توضح أوقات الكراهة في الصلاة.. وحكم الاستخارة فيها    جوميز: عبدالله السعيد مثل بيرلو.. وشيكابالا يحتاج وقتا طويلا لاسترجاع قوته    عاجل.. مسؤول يكشف: الكاف يتحمل المسؤولية الكاملة عن تنظيم الكونفدرالية    طريقة عمل فطائر الطاسة بحشوة البطاطس.. «وصفة اقتصادية سهلة»    بالصور.. البحث عن المفقودين في حادث معدية أبو غالب    دعاء في جوف الليل: اللهم ألبسنا ثوب الطهر والعافية والقناعة والسرور    موعد مباراة أتالانتا وليفركوزن والقنوات الناقلة في نهائي الدوري الأوروبي.. معلق وتشكيل اليوم    أبرزهم «الفيشاوي ومحمد محمود».. أبطال «بنقدر ظروفك» يتوافدون على العرض الخاص للفيلم.. فيديو    وزيرة التخطيط تستعرض مستهدفات قطاع النقل والمواصلات بمجلس الشيوخ    ما هي قصة مصرع الرئيس الإيراني وآخر من التقى به وبقاء أحد أفراد الوفد المرافق له على قيد الحياة؟    قبل اجتماع البنك المركزي.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 22 مايو 2024    عاجل - نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة الجيزة.. رابط نتيجة الصف الثالث الإعدادي الترم الثاني Natiga.Giza    أول رد رسمي من إنبي على أنباء تفاوض الأهلي مع محمد حمدي    شارك صحافة من وإلى المواطن    إزاى تفرق بين البيض البلدى والمزارع.. وأفضل الأنواع فى الأسواق.. فيديو    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    محمد حجازي ل"الشاهد": إسرائيل كانت تترقب "7 أكتوبر" لتنفيذ رؤيتها المتطرفة    مواصفات سيارة BMW X1.. تجمع بين التقنية الحديثة والفخامة    وزير الاتصالات: خطة لتمكين مؤسسات الدولة من استخدام «الحوسبة السحابية»    المتحدث باسم مكافحة وعلاج الإدمان: نسبة تعاطي المخدرات لموظفي الحكومة انخفضت إلى 1 %    خبير تغذية: الشاي به مادة تُوسع الشعب الهوائية ورغوته مضادة للأورام (فيديو)    أخبار × 24 ساعة.. ارتفاع صادرات مصر السلعية 10% لتسجل 12.9 مليار دولار    "مبقيش كتير".. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    حجازي: نتجه بقوة لتوظيف التكنولوجيا في التعليم    وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ادعاء الموضوعية في الإعلام أخطر من الانحياز!
نشر في القاهرة يوم 23 - 11 - 2010

جيوفانا مايولا.. باحثة إيطالية ومدربة دولية في مجال دراسات الاعلام والاتصال السياسي والاجتماعي، التقيناها في أول دورة تدريبية تقوم بها في مصر، والتي تنظمها مؤسسة الاهرام لتدريب الاعلاميين علي المعايير الدولية للتغطية الاعلامية للانتخابات، وكان لنا معها هذا الحوار..
في البداية.. هل تعرفين نفسك للقراء؟
- أعمل في ايطاليا كمساعد باحث رئيسي في مجال الدراسات والبحوث الاعلامية، بدأت العمل عام 1995 عقب حصولي علي درجة الماجستير، ومنذ عام 1990 أعمل كمستشارة للمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني المحلية في قضايا متعلقة بحرية الاعلام والتشريعات الاعلامية والتغطيات الاعلامية لقضايا معينة مثل الانتخابات والنزاعات وقضايا الجندر.
إذن فقد تخصصت في المجال البحثي ولم تمارسي العمل الصحفي؟
- لا. لست صحفية، وأود التركيزعلي هذه النقطة فأنا فقط اراقب عمل الصحافة، ودراسة العوامل التي تشكل مضمونا إعلاميا معينا، خاصة أن لدي خلفية سياسية، وماجستير في القانون، وبعد عملي لخمس سنوات علي القوانين والتشريعات الاعلامية، وجدت انه من الافضل العودة مرة اخري للدراسة، لتعزيز عملي بشكل أفضل.
كيف ترين مستقبل الصحافة الورقية؟
هذا سؤال مهم للغاية.. وأنا آسفة لقول ذلك، فباعتباري باحثة لا أعتقد أن هناك مستقبلاً كبيرًا للصحافة الورقية..
هل هذا الكلام ينطبق علي العالم كله، أم فقط في دول أوروبا والولايات الأمريكية؟ فأنت تعلمين أن الوضع في المنطقة العربية مثلا قد يكون مختلفا؟
- في الشرق الاوسط أعتقد ان الأمر قد يكون جديرا بالاهتمام، لقد بدأت العمل في بلاد شمال افريقيا عام 2004 وفي تونس بالتحديد، ولاحظت كيف تعتمد منظمات المجتمع المدني علي الصحافة كمرجع، وهذا لافت للنظر لسببين، الاول متعلق بحقيقة وهي أنه في كل مكان الآن يتناقص عدد قراء الصحف، ففي بعض دول أوروبا ظهرت الصحافة المجانية للتعامل مع تراجع قراء الصحف، السبب الثاني، هو أنه في مناطق متعددة في الشرق الوسط فإن نسبة الامية مازالت مرتفعة، وهو ما يعني أن عددا كبيرا يظل غير مطلع علي الصحافة، وبالتالي يحصلون علي المعلومات من خلال وسائل اخري كالراديو والتليفزيون، ولهذا فالصحافة الآن أصبحت تخص النخبة وقادة الرأي، فأنا أقرأ الصحف لكن علي الانترنت، و قد توقفت عن شراء الصحف اليومية منذ حوالي ست سنوات عندما بدأت الصحف الرئيسية تنشئ مواقع لها علي الانترنت، احيانا أشتري النسخة الورقية رغبة فقط في الاستمتاع بالقراءة.
لماذا برأيك يتناقص عدد قراء الصحف في العالم؟
- لأنها تحتاج لوقت، فلننظر الي الجانب العملي، إذا كنت تقودين سيارتك في طريقك إلي العمل، لا تستطيعين قراءة الصحيفة لكن يمكنك الاستماع إلي الراديو، كذلك الوسائل التكنولوجية الحديثة أسهل، يمكنك اقتناء جهاز أم بي ثري صغير، اعتقد ان القراءة تحتاج لجهد، من ناحية أخري نحن نتحدث عن الصحافة وكأنها نمط واحد في العالم كله، وهو أمر غير صحيح، فهناك الصحافة الجادة، لكن في دول أخري النمط السائد هو صحافة الاثارة"التابلويد"، إذا نظرنا إلي أوروبا علي سبيل المثال، فإن النمط الذي يفقد القراء هو الصحافة الجادة، وهو أمر محزن في رأيي، فتلك الصحف هي التي تربط الناس بالشأن العام والشأن السياسي العام، علي الجانب الآخر، إذا وسعنا مفهوم الصحافة لتشمل المدونات وغيرها فحينئذ لا يمكن القول ان الصحافة ستموت.
كيف يمكن للصحافة الورقية أن تطور نفسها لتتواكب مع المتغيرات الجديدة وظهور الوسائل التكنولوجية الحديثة؟
- أحب ان اوضح ان كلامي السابق ينطبق علي المدي المتوسط، فمستوي الانترنت ليس واحدا في كل مكان، وإمكانية الدخول إليه ليست متاحة في كل الاماكن، فلا نريد التعميم، لكن مع ذلك سنجد مثلا في المناطق البعيدة في جوبا حنوب السودان، لا توجد كهرباء، أو مياه جارية، وغيرها من الخدمات الأساسية، لكن الشباب يذهبون لمقاهي الانترنت وليس فقط من أجل" الشات" لكنهم يقرأون ويدونون، لهذا لدي انطباع شخصي بأن مستقبل الصحافة التقليدية يعتمد علي اتجاهها لمزيد من التفاعلية، فالإعلام التقليدي دائما يقوم علي الاتصال أحادي الجانب، نحن نتكلم وانت تسمع.
كيف يمكننا تحقيق التفاعلية في الصحافة المطبوعة؟
من خلال مواقع الصحف علي الإنترنت يجب الاهتمام برجع الصدي أو " Feed Back"، يمكن للصحف أن تفسح مجالا أكبر للقراء للتعليق، ففي أوروبا مثلا هناك مجلات لديها مدونات خاصة ليكتب القراء ويعلقون من خلالها علي ما جاء في المجلة. لكن بصراحة تظل الإنترنت أسرع دائما.
هناك من يري ضرورة اعتماد الصحف علي التحليل بشكل أكبر، لا الأخبار؟
- نعم هذا حل آخر، فالصحف لا يمكن أن تنافس علي السرعة، وإنما علي ما لايمكن أن تقوم به الانترنت، كالتحليل العميق، ففي إيطاليا مثلا، تطبع الصحف نسخها في العاشرة مساء، وبالتالي عند صباح اليوم التالي تكون هناك متغيرات جديدة، نجدها علي الإنترنت، بل حتي التليفزيون يعد بطيئا الآن، مقارنة بالانترنت، إذن فمستقبل الصحف يكمن في ان تستغل مسألة البطء هذه بأن تتيح المجال للناس للتفكير، فالسرعة لا تتيح للناس ان تفكر، تمدهم بالمعلومات لكن ليس المعرفة.
في مصر يصدر كل حزب سياسي صحيفته الخاصة، وهو ما يعرف بالصحف الحزبية، هل لديكم نفس الظاهرة في إيطاليا؟ وهل تعتبرينها فكرة «مهنية»؟
- نعم. لدينا في إيطاليا صحف حزبية، بشكل شخصي، لا أري أي خطأ في أن يصدر حزب صحيفته الخاصة، طالما أن نوع الملكية وانتماءها واضحان، قد يكون هناك مشكلة إذا سيطرت الأحزاب السياسية علي محطات التليفزيون، وفي فرنسا وإسبانيا وألمانيا اعتادت الاحزاب علي امتلاك صحفها الخاصة المعبرة عنها، وفي ايطاليا نفس الامر،لكن هناك تعددية ،وببساطة يمكنك ان تتجنبي قراءتها، وفي ايطاليا نعتبرها مجرد"نشرات دعائية". أما عن مسألة التحيز، فهذا طبيعي لأنها تروج لأفكار سياسية معينة.
هناك جدل قائم حول ما اذا كان علي الإعلام أن يكون "محايدا" أو "موضوعيا"، كيف ترين كباحثة الفرق بين المفهومين؟
- نحاول دائما كباحثين تعريف مفهومي "الحيادية" و"الموضوعية"، واعتقد ان الصحفي عليه أن يكون موضوعيا، وأري أنه لا يوجد ما يسمي بالحيادية، فهي تعني أن الصحفي ليس لديه رأي، فالصحفي عندما يختار موضوعا لمناقشته فهذا يعبر بشكل ما عن مصالحه واهتماماته، هناك صحفيون مهتمون بالبيئة أو بقضايا الجندر مثلا، علي الصحفي ان يعرف كبف يختار الزاوية التي يناقشها في موضوع ما، فمثلا عند تناول حادث الفيضانات في سريلانكا، قد يركز أحدهم علي الجانب الإنساني وآلام الناس، قد يختار آخر التركيز علي الأضرار علي الأماكن الأثرية والتاريخية وهكذا، أي أن يكون لك وجهة نظر ما. إذن فمصطلح الموضوعية أفضل.
كيف يمكن أن تتحقق الموضوعية؟
أعتقد ان هناك ممارسات وتطبيقات من شأنها المساعدة في ذلك، فمن حق كل صحيفة أن تعبر عن اتجاهاتها وارائها طالما أنه لا يتم خلط الرأي بالحقائق، ولا يتم حجب الآراء والخيارات الأخري ، ودعيني أتحدث عن مسألة خلافية لدينا في ايطاليا وفرنسا، وهي ارتداء المسلمات للحجاب، وهي مسألة حساسة وصدامية، أنا متاكدة من أن الصحفيين وهم يغطون هذا الأمر، لديهم رأي محدد، لكن لابد من طرح مختلف الآراء لمختلف الأطراف الفاعلة في القصة.
لكن هل من المسموح أن تظهر الوسيلة الإعلامية رأيا محددا سواء مؤيدا أو رافضا؟
- بالنسبة لي هذه ليست المشكلة، المشكلة هي عندما يدعي الإعلامي أنه موضوعي وهو ليس كذلك، وهذا يتحدد من خلال اختيار موضوعات معينة لمناقشتها، أو اختيار المصادر ، أو الزوايا التي يتم التركيز عليها، وهو ما يحدث في وسائل إعلام كثيرة، كما في الولايات المتحدة، في فوكس نيوز مثلا.
هل تشاهدين قناة "الجزيرة"؟
- نعم .. التي تبث بالإنجليزية بالطبع.
وما رأيك فيها من الناحية المهنية؟ فهي متهمة بما سبق أن ذكرتيه وهو ادعاء الموضوعية؟
- للأمانة ،اعجب بها كثيرا، الجزيرة لديها رأي، وهو يظهر من خلال انتقاء الموضوعات لكن مناقشة الموضوعات ومعالجتها يتم بموضوعية، وكنت معتادة علي متابعة ال "بي بي سي" لمعرفة أخبار العالم، وليس ال سي ان ان، لانها تركز غالبا علي الشئون الإمريكية، وعندما بدأ بث الجزيرة، أتابعها بانتظام، لأنها تغطي الأماكن التي لا تحظي دائما باهتمام الإعلام مثل، جنوب السودان، كذلك أثناء حصار غزة، ويساعدها في ذلك بالطبع مراسلوها الذين يتحدثون العربية، وبالتالي لديهم قدرة أكبر للوصول للمصادر والمعلومات.
إذن تعتقدين أنهم يقدمون تغطيات متوازنة؟
- نعم فأنا لا أجد أي مشكلة في الجزيرة، تتعلق بالتحيز أو عدم الموضوعية، عندما أتحدث مع أصدقائي العرب ممن يشاهدون الجزيرة العربية، عدد كبير منهم يري أن الجزيرة الانجليزية، مختلفة عن العربية، ولهذا من الصعب أن أحكم علي الجزيرة العربية، ومن المهم أن يتم عمل دراسة بهذا الشأن.
حرية التعبير في الغرب، هل هي مطلقة؟
- بالطبع لا.. صحيح ان لكل دولة حدودها الخاصة وتشريعاتها، لكن هناك ملامح عامة، مثل عدم التعدي علي حرية الآخرين وعدم التشهير وتشويه السمعة، او الحض علي الكراهية، عدم امتهان الأديان أو الثقافات المختلفة، عدم انتهاك الخصوصية، هذه هي الملامح العامة، لكن تطبيقها يختلف من مكان لآخر، فمثلا مفهوم الحض علي الكراهية يختلف من مكان لآخر، فكلمة "الكراهية" كلنا نعرفها لكن قد نختلف عند تفسيرها.
سؤالي لك ينبع مما يقال في الغرب عن أن الربط بين الإسلام والارهاب يندرج تحت حرية التعبير، في حين يعتبره المسلمون امتهانا لدينهم؟
- هذه نقطة مهمة التي تشيرين اليها، وقد تناقشت فيها مع أصدقائي في مصر، في إيطاليا لا يقول صحفي ان المسلمين ارهابيون، والاسلام ليس مطروحا بقوة في وسائل الإعلام الإيطالية إلا إذا حدث شيء ما، قد يكون حادثا إرهابيا سواء في العالم الغربي أو العراق أو غيرها، أو عندما تقع جريمة ما ارتكبها مسلم، وبالمناسبة المسلمون أصبحوا ثاني اكبر أقلية في ايطاليا بعد الصينيين، والجريمة تكون أكثر جذبا للايطاليين علي أساس ان الإرهاب يظل بعيدا عن حدود الوطن علي الأقل في الوقت الحالي، لكن الجريمة تقع بداخله، والخطا دائما هو تعميم الصفات ، وللأسف هناك أخطاء سخيفة يقع فيها الإعلام لدينا، فمثلا لا يتم التفريق بين العربي والمسلم، فكنت أشاهد التلفاز مع زوجي، أثناء تغطية خبر عن قيام زوجة في باكستان بقتل زوجها، واعتبروها عربية! فلا توجد حتي تلك المعلومات البسيطة، ولا حتي طبعا الفروق بين المسلمين السنة والشيعة، ولا يقتصر الامر علي الربط بين الإسلام والإرهاب، فغالبا ما يربط المواطن الإيطالي بين المسلم والعربي والهجرة غير الشرعية، وقمع المرأة، وعند الحديث إلي رجل الشارع الإيطالي حول اكبر تهديد لهم في الوقت الحالي وفقا لما تصوره له وسائل الإعلام، ستكون اجابته الاولي المسلمون او العرب" هو لا يفرق كما اتفقنا" والثانية "الغجر". لكنه في الحقيقة قد لا يكون علي صلة بأي عرب أو مسلم.
كيف ترين دور الإعلام أثناء الانتخابات.. هناك جدل ما بين دوره كمحفز ومشجع للمواطنين علي الذهاب لصناديق الانتخابات، وبين من يري أن هذا ليس دوره وإنما فقط تزويد المواطنين بالمعلومات.. ما رأيك؟
- اعتقد ان القرار النهائي يجب تركه للمواطن، بالطبع أنا مؤيدة للمشاركة واداء واجبي كمواطنة، اعتقد ان الحث علي الذهاب أو الامتناع هو دور سياسي وليس اعلاميا، ولا أعتقد ان الإعلام يجب ان يدافع عن وجهة نظر مقابل أخري، كل ما يمكنه القيام به هو إتاحة الفرصة أمام مختلف الأصوات. لكن هناك عدة عوامل تحدد دور الإعلام حسب السياق في كل بلد والمصلحة العامة، وللاسف لست مطلعة بالقدر الكافي علي الوضع في مصر لأحدد ما هو الدور الأفضل.
من يجب أن يدير ويملك وسائل الإعلام ذات الملكية العامة في الدولة؟
- دعينا أولا ان نحدد وظيفة الإعلام العام لنحدد من يملكه، الإعلام العام وهو يواجه مشكله حاليا في أوروبا كفكرة لعدة أسباب منها، التكلفة، وتدخل الحكومة. بالنسبة لي الإعلام العام مازال فكرة قابلة للاستمرار، خصوصا في ظل انتشار القنوات التجارية الساعية للربح، فالإعلام العام تظل مهمته تقديم المضمون الجاد، ووحدة الأمة وضمان تعددية الآراء والتعبير عن كل فئات المجمتع، بالإضافة إلي الأهداف التثقيفية،اذا كانت هذه هي الأهداف فلا يعنينا من يملكه، قد تكون شركة تديرها الدولة، فمثلا ال "بي بي سي" تعد من أفضل نماذج الملكية العامة لوسائل الإعلام رغم المشاكل الدائرة حاليا بين مديرها وبين رئيس الوزراء، لا بد من وجود الية ما لضمان إلا تملك الحكومة المؤسسة الإعلامية، فالبي بي سي شركة عامة لكنها تمول من الضرائب.
كيف يمكن ضمان استقلالية وسائل الإعلام المملوكة للدولة بحيث لا تكون تحت سيطرة الحكومة؟
- لابد من الفصل الواضح بالطبع، من خلال التمويل،الحكومة لا تعين مدير المؤسسة ، وإنما من خلال اغلبية البرلمان مثلا، في انجلترا ، رئيس الوزراء يعين مدير ال "بي بي سي" لكن لا أحد يجرؤ علي القول إن ال "بي بي سي" منحازة للحكومة، وفي الأسابيع الاخيرة كانت هناك فضيحة بسبب لقاء مدير ال "بي بي سي" بدايفيد كاميرون رئيس الوزراء، هناك ميراث طويل من الاستقلالية. الكل يعلم حدوده ودوره ولا يتعداه، في ايطاليا ربما يكون الوضع مختلفا، فأعضاء مجلس الهيئة المسئولة عن تقديم خدمات البث، منهم من يعين من قبل الأغلبية البرلمانية ومنهم من يعين من المعارضة، وهو ما يضمن مبدأ التعددية إلي حد ما.
أنت ممن يفضلون التنظيم الذاتي لمهنة الصحافة.. لكنه غير ملزم، فكيف يكون فاعلا؟
- أنا أفضله لكن بالطبع لا بد من وجود تدخل ما من قبل الدولة من خلال التشريعات، فلابد من وجود قوانين تنظم عمل وسائل الإعلام، لكن مدي الاعتماد علي التنظيم الذاتي يعتمد علي عوامل أخري، منها مدي ترسخ قواعد المهنة في الدولة ومدي وجود ميثاق شرف متماسك ومحكم، ومدي إحساس الصحفيين بمسئوليتهم الاجتماعية، بالإضافة إلي البيئة السياسية في البلاد، وانا معك ان عدم الالزام يشجع علي الانتهاك، لكن يجب ان تكون العقوبة مناسبة لحجم الانتهاك.
كيف ترين العقوبات المناسبة؟
تتراوح بين اعتذار الصحفي، وحتي إيقافه عن ممارسة المهنة، لا يجب أن تكون عقوبات "وحشية"، وإنما معنوية أكثر.
هل تتطلعين علي التقارير الدولية عن حريات الإعلام في مصر، وهل تثقين بها؟
- نعم، وغالبا اطلع علي أكثر من تقرير لأكثر من منظمة، خاصة أن كل تقرير قد يركز علي ناحية معينة،لكن بصراحة اخر شيء قرأته عن مصر كان منذ عام. نظرا لعملي في الفترة الأخيرة في السودان وتحديدا في جوبا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.