أعلن الدكتور عبد المنعم عاشور أستاذ الطب النفسي ورائد طب المسنين ورئيس جمعية الزهايمر مصر أن وباء الزهايمر يجتاح العالم بلا هوادة والثقافة أهم وسيلة للوقاية منه أو علي الأقل تأخير الإصابة به جاء ذلك خلال الاحتفالية التي عقدتها جمعية الزهايمر مصر بمناسبة اليوم العالمي 21 سبتمبر وقد حضرها عدد كبير من المتخصصين والمثقفين والتي عقدت بجامعة عين شمس . وأضاف الدكتور عبد المنعم أن الزهايمر يعتبر من أمراض العصر الذي سينتشر علي مستوي العالم ويجب علي الحكومة الإسراع بوضع خطة لمواجهة زحف هذا المرض قبل أن يتسبب في كارثة لا يمكن السيطرة عليها حيث يصل عدد المصابين به في مصر 300 ألف نسمة ومتوقع وصول عددهم إلي مليون مصاب قبل عام 2030 وقد يكون الرقم الحقيقي أكثر من ذلك خاصة مع مراعاة عدم وجود مركز لإحصاء عدد المصابين بنسبة حقيقية في مصر ويصل عدد ممن يعانون من مرض الزهايمر عالميا حاليا 26 مليون مريض في العالم ويتوقع أن يزيد هذا العدد أربعة أضعاف بحلول عام 2050 وتشير الدراسات العالمية إلي انه خلال ال 40 عاما القادمة سيصاب بالمرض شخص من بين كل 85 فردا. ويتوقع الدكتور عبد المنعم عاشور انخفاض سن الإصابة بالمرض دون سن 50 عاما، نتيجة الأمية والفراغ الذهني، مشيرا إلي أن المرض يستهلك 1% من الناتج القومي للعالم، تتوزع بين رعاية المرضي وخسارة إنتاجية 3 أشخاص بكل أسرة قائمين علي رعاية المريض، وارجع أسباب المرض إلي تساقط خلايا المخ، والتي تظهر في صورة تغيرات بالمخ كترسيب مواد بروتينية وانخفاض عدد خلاياه وفقد العلاقة بين الخلايا ونقص الموصلات الكيميائية والعصبية بالمخ، وتطول فترة المرض بين 10-15 عامًا تجعل الأنظمة الطبية والاجتماعية بالدول تتهرب من رعاية المرضي . وأشار إلي أنه تم توقيع اتفاقية توأمة مع جمعية الزهايمر مكة والصومال لتبادل الأبحاث والخبرات، كما وجه الدعوة لوزارات الصحة والأسرة والسكان والتضامن الاجتماعي ورجال الأعمال وهيئات المجتمع المدني لأخذ دور ايجابي في دعم المرضي والجمعية . الكثافة السكانية وارجع السبب في انتشار الزهايمر إلي الكثافة السكانية العالية التي تسود معظم الدول علي مستوي العالم وبالأخص الدول النامية بالإضافة إلي ارتفاع نسبة الأشخاص المعمرين والذين يعاني معظمهم من أمراض متعلقة بالمخ أو أمراض نفسية أو عصبية أو وراثية ويزداد الزهايمر في وجود بعض أمراض أخري مثل مرض السكر أو ارتفاع ضغط الدم أو مرض البول السكري أو القلب أو ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم. وأكد عاشور أن الزهايمر يصيب الإنسان في السن المتقدمة ويبدأ من 65 إلي 70 عاما. يري د.عاشور أن أهم وسائل الوقاية هي الحرص علي تنشيط المخ وزيادة الاحتياطي العقلي نتيجة التعليم والثقافة والاهتمام بالصحة العامة تجعل المخ أكثر قدرة علي المقاومة لهذا لابد من الاهتمام برفع الاحتياطي العقلي للشباب لحمايتهم من أمراض الشيخوخة فالشباب العاطل السطحي سيصبح أكثر عرضة للإصابة بالمرض عند كبره. وقال د.عبد المنعم عاشور إنه تم اختيار مصر لتمثل منطقة الشرق الأوسط فقد أعلنت جمعية الزهايمر العالمية عن اختيار مصر لعقد مونديال الزهايمر العالمي عام 2013 بالاشتراك مع جمعية الزهايمر مصر وهو مؤتمر علمي واجتماعي هدفه تنشيط العمل في مجال مكافحة الزهايمر هذا الوباء المتصاعد حيث أن جمعية "الزهايمر مصر" واحدة من 77 جمعية علي مستوي العالم أعضاء جمعية الزهايمر العالمية تهتم بنشر الوعي بكيفية التعامل العلمي مع مرضي الزهايمر . من جانبه أوضح دكتور طارق أسعد أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس ان تشغيل المخ هو أفضل حماية للإنسان من الإصابة بضعف الذاكرة والنسيان وذلك عن طريق حفظ أرقام الهواتف ثم محاولة تذكرها وممارسة بعض المسابقات الكلامية وحل الكلمات المتقاطعة وممارسة الرياضة والقراءة وممارسة العمل التطوعي والمشاركة في المجالات الاجتماعية لان ذلك يجعل كبير السن مرتبطا بالمجتمع شاعرا بقيمته وان لحياته هدفا ودافعا يحركه خاصة وأن التنويع والتغيير المستمر يجدد نشاط المخ. وأشار أسعد إلي أن هناك علاقة وثيقة بين الغذاء وتنشيط خلايا المخ مما يقلل مخاطر الإصابة بالزهايمر حيث ان سوء التغذية ونقص بعض العناصر الغذائية قد يساعد علي الإصابة بمرض الزهايمر وهناك دراسات تصف بعض الأكلات تقوي الذاكرة مثل التونة والماكر يل والسالمون والخضراوات الورقية والمكسرات ومضادات الأكسدة التي توجد في الخضراوات والفواكه خاصة الجزر والعنب والفراولة والخس والجرجير وأيضا العصائر مثل عصير الفراولة والمانجو والقصب والجزر والبرتقال. أكد الدكتور طارق احمد عكاشة أستاذ الطب النفسي بعين شمس، أنه لا يوجد علاج نهائي لهذا المرض حتي الآن وعادة ما يصيب من يبلغ سن 65 سنة وهو عبارة عن ضمور منطقة بالمخ مسئولة عن تذكر الأشياء الخاصة مثل أسماء الأقارب والتواريخ والعديد من الأمور الشخصية وأن المشكلة تكمن في اكتشاف المرض بعد انتهاء مرحلته الأولي التي تكون خلالها الاستجابة للأدوية أفضل، حيث يمر المرض ب 3 مراحل تبدأ باضطراب الذاكرة وخاصة الأحداث القريبة، وظهور نشاط زائد وعدم التعرف علي الزمن ويظهر بالمرحلة الثانية أعراض للإصابة بالجهاز العصبي كصعوبة في الكلام والحركة والكتابة واختلاف طريقة المشي وظهور تغيير في السلوك وأعراض اكتئابية أما المرحلة الثالثة فيفقد خلالها المريض القدرة علي القيام بأساسيات الحياة كالأكل والشرب مع ارتداد لمرحلة الطفولة ويجب تناول العلاجات الدوائية الحديثة التي تبطئ تدهور مراحل المرض وتعمل الحفاظ علي نشاط الخلايا العصبية، وعقاقير تحسين تدفق الدم والأكسجين للمخ مع ضرورة تعاطي الأدوية المعالجة مدي الحياة لأنها تعمل علي تنشيط خلايا المخ وتأخير تدهور الحالة المرضية ويشير إلي أنها مكلفة ولكنها ضرورية وشركات التأمين في الدول الغنية تتحمل 8/1 ثمن الأدوية أما في البلاد الفقيرة فقد تم السماح لبعضهم بإنتاج الأدوية محليا مع تخفيض سعرها إلي الثلث كالبرازيل وجنوب أفريقيا أما في مصر فلا احد يمول الأدوية . وأشار الدكتور عكاشة لدور العلاج النفسي مشيرا لأهمية الوقاية بممارسة الرياضة وممارسة الألعاب الذهنية إلي جانب الاهتمام بالقائمين علي الرعاية للمرضي فهم عرضة للإصابة بالاكتئاب . الإعلام غير مهتم أما دكتورة غادة مراد مدرس التمريض بجامعة عين شمس والأمين العام لجمعية الزهايمر مصر فقد أشارت إلي عدم اهتمام وسائل الإعلام بالتوعية كما الدراما تعمل علي إظهار مريض الزهايمر بشكل ساخر في معظم الأحيان ولابد أن يتكاتف كتاب الدراما للتعريف بهذا الوباء ووسائل الوقاية منه وكيفية رعاية المرضي والتعامل معهم بطريقة فيها مودة ورحمة . وأوصت بضرورة تدبير الأطر القانونية لتنظيم وحماية حقوق الإنسان للأشخاص الذين يعانون من أمراض "الدمنشيا" التي تهاجم المخ والتي تجعل الأشخاص المصابين بها يفتقدون القدرة علي تدبير حياتهم اليومية. وطالبت بضرورة إعطاء الأولوية للبحث العلمي في هذا المجال والاهتمام بتوفير المعلومات اللازمة للتوعية بمرض الزهايمر وذلك من أجل التقويم والتشخيص المبكر له. أكد دكتور ياسر عبد الرازق أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس أن العالم العربي في حاجة إلي التكاتف لخلق وعي كامل للتصدي لهذا الوباء معللا ذلك بأن وزارة الصحة المصرية تولي اهتمامها بأمراض أخري ومع الاعتراف بأهمية ذلك لكن لابد أن ينتبه الجميع لخطورة مرض الزهايمر والعمل علي الاستعداد له قبل فوات الآوان . وأشار دكتور ياسر إلي أن المثقفين أقل عرضة من غيرهم للإصابة بالزهايمر حيث تلعب الثقافة دورا مهمًا في تحصين المخ ضد أمراض الخرف والشيخوخة خاصة الثقافة المتنوعة وأن الإنسان الأمي أو عديم الثقافة أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض لذلك لابد من الاهتمام بالجانب المعرفي لتنشيط الذاكرة .