في لحظة فارقة علي الساحة اللبنانية، وفي ظل ترحيب شيعي ورسمي، وتحفظ سني، واستياء مسيحي، استقبلت بيروت الرئيس، الأكثر إثارة للجدل في المنطقة ، الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي وصل إلي "مطار رفيق الحريري " في صباح الأربعاء 13 أكتوبر، في أول زيارة له إلي لبنان ، وهي الزيارة التي وصفت " مبدئيا " بأنها ستضع حجر الأساس لانطلاقة جديدة في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين إيران والدول العربية، فيما وصفتها أطراف أخري بأنها تعني إعلان لبنان " قاعدة إيرانية علي ساحل المتوسط " . وبينما ازدانت شوارع بيروت ، وطريق المطار ، وطريق القصر الجمهوري وطريق الساحل حتي الجنوب بصور الرئيس الإيراني ، محييا ، بينما " الأرزة اللبنانية " تجاور الشعار الإيراني في صدارة الصورة، واستعراض صور آية الله الخوميني مؤسس الجمهورية الإسلامية، مع صورة الزعيم الإيراني خامنئي، فقد تحولت بيروت إلي قلعة أمنية، وتولت طائرات الجيش اللبناني والحرس الجمهوري مسح الساحل اللبناني من الشمال إلي الجنوب، بينما علي المستوي السياسي، فقد تحركت ردود الفعل علي زيارة نجاد للبنان علي أكثر من صعيد، محليا، وإقليميا، وعالميا . وبالطبع ، لم يكن أكثر ترحيبا واحتفاء بالرئيس الإيراني من الشيعة "حزب الله " و" حركة أمل " علي خلفية الدعم الاستثنائي الذي تمنحه إيران لجبهة " المقاومة " العربية في مواجهة إسرائيل . وبينما أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها قررت " تجاهل " زيارة نجاد إلي لبنان ، فقد أجري جيشها مناورات عسكرية للتدريب علي ما أطلق عليه " حرب في معقل العدو " . أما علي الصعيد الدولي ، فلم يكن أقوي من " التحذير " الأمريكي الذي جاء علي لسان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، التي حذرت أسمته " مخاطر " زيارة الرئيس نجاد إلي لبنان، ناقلة مخاوفها إلي الرئيس اللبناني ميشال سليمان ، علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ومركزة علي " سيادة لبنان " فيما وصف بأنه إصرار أمريكي علي عدم ترك الساحة اللبنانية لقمة سائغة مجددا للنفوذ الإيراني . وفي المجمل العام، فإن السؤال الجوهري الذي طرحته بقوة زيارة نجاد للبنان هو: هل تسعي إيران للعب دور ( استثنائي) جديد علي الساحة اللبنانية، يحقق لها نصرا جديدا، يعوض عليها ما لم تحققه (خليجيا)؟ أم أن طهران تدشن مرحلة جديدة في مشروعها الأيديولوجي والاستراتيجي والسياسي ، انطلاقا من الأرض اللبنانية ؟ الزيارة / الأزمة يتمحور الوصف المبدئي لزيارة نجاد للبنان بأنها نشرت جوا من "التهدئة" علي الكيان اللبناني بكل تنويعاته ، علي الرغم من حرارة المناخ الذي أحاط بالزيارة محليا وإقليميا ، وعالميا . فعلي الصعيد الرسمي ، سعي نجاد للتركيز علي رؤيته للبنان ككل ، مطالبا الجميع بعدم الانقسام ، واجراء حوار حقيقي علي المسائل الخلافية ، وفي مقدمتها قضية المحكمة الدولية . وبالطبع ، فإن الجانب اللبناني بدوره ، حاول جاهدا " فرض التصور " الذي يركز علي الوحدة الوطنية اللبنانية ، وميثاق العيش المشترك ، ودعم مؤسسات الدولة اللبنانية ككل ، كطريق وحيد لدعم الاستقرار والسلم الأهلي في مواجهة المخاطر التي تبغي زرع الفتنة بين اللبنانيين ، ونشر الفوضي والتشرذم في المنطقة ككل . وفي إطار هذا التوجه الشامل ، أعلن وزير الطاقة والمياه جبران باسيل أن إيران وافقت علي إقراض لبنان 450 مليون دولار ، لدعم قطاع الطاقة ومشاريع المياه ، فيما وصف بأنه تأكيد من جانب نجاد في جعل زيارته ترسيخا لفكرة تحقيق المنفعة للشعب اللبناني ككل ، وليس لفريق واحد . غير أنه علي الصعيد العام ، وفي سياق يستلهم أهم ملامح المشروع الإيراني ( إقليميا ) فقد مارس الرئيس نجاد لغته الخطابية المميزة كجزء رئيسي من خصائصه الرئاسية في استخدام مفردات اللغة الهجومية المباشرة ضد إسرائيل ، ومؤكدا مجددا علي أن " الصهيونية إلي زوال " بعد أن أثقلتها المقاومة اللبنانية قنوطا ويأسا . وفي بلدة بنت جبيل الجنوبية الواقعة علي بعد 4 كيلومترات من حدود إسرائيل ، جدد نجاد دعوته للإسرائيليين بالاستسلام ، ( والعودة إلي أوطانهم الأصلية ) . وفي قانا ، وضع نجاد إكليلا من الزهور علي نصب ضحايا القصف الإسرائيلي الذي تسبب في عام 1996 ، و2006 في مجزرتين ضاع فيهما وتشرد مئات اللبنانيين الأبرياء ، معظمهم من النساء والأطفال . غير أن خطا أحمر ، وقف دون نجاد وما كان يعتزم القيام به كما أعلن مسبقا ، فلم يزر نجاد بلدة " مارون الراس " الحدودية مع اسرائيل ، ولا بوابة فاطمة في بلدة كفر كلا ، كما تردد سابقا لافتتاح " الحديقة الإيرانية " ولم يلق حجرا باتجاه اسرائيل كما كان مقررا كتصرف رمزي علي عمق عدائه للدولة العبرية . وما بين مظاهر الترحيب الشعبي واسع النطاق برعاية ( شيعية ) ، والتكريم المؤسسي بمنح الجامعة اللبنانية الدكتوراة الفخرية في العلوم السياسية للرئيس الإيراني ، وإشادة نجاد بالاشعاع العلمي للبنان ، فلم يكن بدا من مناسبة ولقاءات خصوصية ( شيعية ) بين الأمين العام لحزب الله ، والرئيس الإيراني الذي تسلم من نصر الله بندقية ( تخص أحد الجنود الصهاينة ) غنمتها المقاومة اللبنانية في حرب 2006 . الأمر الذي جسد " الخصوصية " في علاقات الطرفين . ومهما يكن الأمر ،فهناك شبه إجماع علي أن زيارة الرئيس الإيراني إلي لبنان انطوت بالدرجة الأولي علي هدف رئيسي هو إبراز القوة المتنامية لحليف إيران الشيعي " حزب الله "، هذا، علي الرغم من تأكيد الأمين العام للحزب حسن نصر الله، علي أن نجاد هو ضيف لبنان، ولم يأت بدعوة من حزب الله، أو من طائفة معينة، أو من قوي المعارضة . غير أن " قوة " العلاقة بين إيران وحزب الله، علي خلفية وحدة الهدف، تبدت بصراحة من خلال مطالبة نصر الله لبنان بتوجيه الشكر للصديق الإيراني نظير "دعمه السياسي والمعنوي للبنان وسوريا وفلسطين، ومذكرا بأنه تحدث مع الإيرانيين في 2006 وطالبهم بالمال لإعادة إعمار الجنوب فور انتهاء الحرب ، كما أقر نصر الله بأن الدعم الإيراني " لحركات المقاومة " ازداد خلال رئاسة أحمدي نجاد التي بدأت في 2005 . ومن المعروف أنه منذ نشأة حزب الله في بداية الثمانينيات فقد ارتبط اسمه بالجمهورية الإسلامية الإيرانية التي أمدته بالدعم السياسي والعسكري والمادي ، بالرغم من أن الحزب يركز أساسا علي الدعم السياسي والرابطة الدينية في إطار " ولاية الفقيه " . وتقول الدراسات المتخصصة إنه مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان في 1982 ، انتقلت عناصر من الحرس الثوري الإيراني إلي بعلبك ، حيث عملوا علي إنشاء نواة حزب الله ، وقدموا لعناصره التي نشطت سرا التدريب والدعم . وكان حزب الله هو رأس الحربة في الوصول إلي الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في عام 2000 بعد 22 سنة من الاحتلال ، ولكن في المجمل العام ، ينفي حزب الله أن تكون علاقته بإيران هي علاقة "تبعية " . دوائر التحفظ والحذر إذا كانت لبنان كدولة ، حرصت علي استقبال الرئيس الإيراني ( في سياق رسمي ) وإجراء مباحثات رسمية بين مسئولين لبنانيين والوفد الإيراني برئاسة نجاد ، تخللها تأييد الجانب اللبناني لحق إيران في طاقة نووية سلمية ، ومطالبة إيران بالانفتاح علي اللبنانيين جميعا، وإذا كانت إيران بدورها تسعي إلي توثيق العلاقات الرسمية مع لبنان، وقد عرضت مساعدات عسكرية علي جيش لبنان بعد وقف امريكا تمويل هذا الجيش مؤخرا ، وطبعا تأييد الجانب الإيراني (علي لسان نجاد) للحقوق العربية والفلسطينية ، فما كان ذلك من الجانبين ( اللبناني، والإيراني ) إلا في سياق ثوابت اللعبة السياسية التي لاتغير شيئا من مواقف كل أطرافها . فمن ناحية ، انتقدت قوي 14 آذار (مارس) عدم قيام الرئيس الإيراني بزيارة ضريح رئيس وزراء لبنان الأسبق ووضع اكليل من الزهور عليه ، ويرتبط هذا الاستياء برؤية قوي 14 آذار(مارس) الممثلة بالأكثرية النيابية في لبنان والتي تبلور زيارة نجاد إلي لبنان باعتبارها رسالة بأن لبنان ما هي إلا " قاعدة إيرانية " في المتوسط، كما أن الزيارة تنطوي علي رسالة أخري بأن إيران قريبة من الحدود مع اسرائيل ، في ضوء زيارة نجاد لقري الجنوب اللبناني ، ومن الملاحظ أن بيان تحالف قوي 14 آذار (مارس) الذي يقوده رئيس الوزراء السني سعد الحريري ، والمتحالف مع الولاياتالمتحدة والسعودية ، استخدم لغة مباشرة ، في نظرته لزيارة نجاد للبنان، والاعراب صراحة عن الحذر والريبة إزاء هذه الزيارة ، ولايخفي هنا أيضا المعني وراء استبعاد كل من زعيم حزب الكتائب أمين الجميل ، ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية سمير جعجع ، من لقاءات نجاد في لبنان ، مما ضاعف من غضب الجانب المسيحي إزاء الزيارة . من ناحية أخري ، أعرب ناشطون وسياسيون لبنانيون عن قلقهم من زيارة نجاد للبنان ، باعتبار أنه يغلب عليها " التدخل في شئون لبنان، ومحاولة تغليب فئة علي أخري . وجاء ذلك في نص رسالة مفتوحة إلي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وقعها 250 سياسيا وناشطا ومهنيا، وجهوا حديثهم إلي نجاد بأن فريقا من اللبنانيين يستقوي بإيران منذ مدة طويلة ، علي الفريق الآخر ، وعلي الدولة . وطالبت الرسالة إيران بأن توجه الدعم والسلاح إلي لبنان / الدولة ، ووقف تسليح فريق داخلي واحد ، مما يفسد الدعم الإيراني ويطمس أهدافه. وكان واضحا انتقاد الرسالة لنهج الرئيس الإيراني وسياسته الخارجية، خاصة عندما تبدو هذه السياسة وكأنها تود تغيير وجه المنطقة انطلاقا من لبنان، أو هزيمة اسرائيل والولاياتالمتحدة علي أرض لبنانية، وإزالة دولة إسرائيل بقوة المقاومة الإسلامية في لبنان، وحذر موقعو الرسالة الموجهة إلي نجاد من نشوء " مسألة شيعية " في لبنان والشرق الأوسط ، من جراء سعي إيران إلي وضع اليد علي المكون الشيعي في الدول العربية ، ومنها لبنان . الزيارة في ظل الأزمة جاءت زيارة نجاد للبنان في وقت تتزايد فيه التوترات في العاصمة اللبنانية علي خلفية توقع صدور قرار الاتهام ( الظني ) من المحكمة الدولية ضد أعضاء في حزب الله ، في قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري ، وفي ظل أزمة تشغل الساحة اللبنانية منذ أسابيع ، فيما أطلق عليه " قضية شهود الزور " في قضية اغتيال الحريري . وتركز الخلاف السياسي بين مطالبة حزب الله ونبيه بري رئيس المجلس النيابي ، وحلفائهما في الحكومة ( 10 وزراء ) بإحالة القضية إلي المجلس العدلي المبرم الأحكام ، وبين رفض تيار المستقبل وحلفائه ( 12 وزيرا ) في قوي 14 آذار تكليف المجلس العدلي بالمهمة، والاكتفاء بالطلب إلي القضاء العادي متابعتها ، وملاحقة هؤلاء الشهود الذين دعت قيادات الأكثرية إلي توسيع دائرة البحث عنهم ، وأضافت أسماء اخري إلي تلك التي أثارتها المعارضة . ولكن علي الطريقة اللبنانية التي تتحمل امكانية "تبريد " أية أزمة، بعد اشتعالها ، فقد بقي الخلاف تحت سقف التهدئة ، عشية زيارة نجاد، وقام مجلس الوزراء اللبناني بإرجاء بحث موضوع "شهود الزور " إلي ما بعد زيارة الرئيس الإيراني للبنان ، تجنبا للمواجهات الحادة، وتحدث الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن الاستعدادات لاستقبال الرئيس الإيراني ، وزيارته التي تعول عليها لبنان لتوثيق الاحترام المتبادل والتعاون الصادق بين البلدين . غير أن العلاقات بين لبنان وإيران ، علي خلفية ( الدور الإيراني الداخل في نسيج الكيان اللبناني عضويا ) لا تتركز مفاتيحها في أيدي طرف واحد ، ففي خضم " أزمات لبنانية مركبة " ، وتشابك علاقات الداخل والخارج ، أصدر القضاء السوري مذكرات توقيف في حق لبنانيين وعرب وأجانب بينهم سياسيون وأمنيون وقضاة وإعلاميون مقربون من رئيس الحكومة اللبنانية ، ادّعي عليهم المدير العام السابق للأمن العام اللبناني جميل السيد قبل سنة متهما إياهم بالتورط في فبركة " شهادة زور " يقول إنها تسببت في سجنه لمدة أربع سنوات في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري . وجاءت مذكرات التوقيف السورية وسط تصعيد سياسي داخلي بين فريق الحريري ، وخصومه وعلي رأسهم حزب الله الذي يشن حملة عنيفة علي المحكمة الدولية ، مشككا في مصداقيتها، نتيجة التقارير التي تتحدث عن احتمال توجيه الاتهام إليه في جريمة الحريري . ويطالب حزب الله الحكومة اللبنانية بالتحقيق في قضية "شهود الزور " رافضا أي تمويل لبناني للمحكمة ، علما بأن حصة لبنان في تمويل المحكمة تبلغ 49 % . ويبدو واضحا الآثار التي يمكن أن تترتب علي تعزيز جانب حزب الله ، في ظل الظرف الراهن . قراءات خارجية للزيارة اعتبرت الولاياتالمتحدة أن زيارة نجاد للبنان تدخل في سياق التصرفات الإيرانية " الاستفزازية " التي تثير القلق لدي الدوائر الغربية علي خلفية تطورات البرنامج النووي الإيراني . أما إسرائيل ، فلم تخف موقفها من نجاد وإيران ، معتبرة أن الزيارة تنطوي علي تغييرات استراتيجية في المنطقة ، كونها تتصل بمدي استعداد إيران لتزويد لبنان وحزب الله ، بأسلحة جديدة . وبين هاتين القراءتين للزيارة التاريخية ، فلم يبد طرف "عربي" انفعالا ما سوي ما قاله بالحرف الواحد سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي " دعونا ننتظر نتيجة زيارة الرئيس الإيراني التي أحدثت زخما كبيرا في لبنان ، ونتمني أن تكون النتيجة علي نفس الزخم تجاه السلم اللبناني . " وعلي خلفية هذه " القراءات المعلنة " لزيارة نجاد للبنان في ظل الظروف الراهنة ، فقد أثارت الزيارة " تساؤلات كامنة " لدي أكثر من فريق ، وتكهنات متباينة ، علي النحو التالي : 1 - كون زيارة الرئيس الإيراني نجاد للبنان تدشن لمرحلة جديدة في علاقات البلدين ( التي بدأت في بدايات القرن العشرين ، وتخللتها زيارة الشاه للبنان في 1957 ، وزيارة الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي في 2003 ) وصولا إلي كون إيران شريكا فاعلا فيما أحرزته المقاومة اللبنانية في عامي 2000 ، 2006 ، فضلا عن كون إيران تمثل الرقم الصعب فيما يمكن أن تنطوي عليه الرؤيتان الأمريكية والإسرائيلية لمنطقة الشرق الأوسط مجددا ، خاصة في ضوء " التنسيق " الإيراني السوري ، والطرف اللبناني ( حزب الله ) . 2 - جاءت زيارة نجاد للبنان ، فيما تشهد كل ملفات الشرق الأوسط لحظة فارقة ، ما بين ترتيبات الانسحاب الأمريكي من العراق ، وحاجة واشنطن او اضطرارها لتدبير الأوضاع مع الطرفين الإيراني والسوري ، وبين تشابك " محور سوريا / إيران " علي قاعدة المصالح المشتركة لهما سواء في العراق أو لبنان . وهنا نتذكر الزيارات التي تبادلها مؤخرا الأسد ونجاد ، وبينما كان الأسد في طهران ، أطلقت سوريا "قنبلتها " المتمثلة في مذكرة التوقيف لثلاثة وثلاثين شخصا يحتمل ضلوعهم في مقتل الحريري . وهنا طرحت التساؤلات عن " صفقة متبادلة بين دمشقوطهران " للتنسيق بين مصالح إيران في العراق وتغيير الموقف الداخلي من المالكي وهو ما تحقق فعلا ، ومصالح سوريا في لبنان ( ضبط بوصلة حزب الله ) فيما يوصف بأنه مقدمة لعودة صيغة الماضي ممثلة في " الوصاية السورية " علي مقدرات واستقرار ومصير لبنان مجددا .