احتشد عدد كبير من اللبنانيين أمام مبني المتحف بالعاصمة اللبنانية بيروت، وقاموا بالاعتصام الصامت أمام المبني، فرفعوا عدداً من اللافتات تحمل شعارات من بينها: "الغضب الساطع وأنا كلي ايمان"، و"وراء كل صخرة خلف كل شجرة فيه كل بيت عم يخلق ولد لمدلج"، و"من غير صوتك شو الغنيات..غني يا فيروز غني "، و"صوت الملائكة في مواجهه الجشع"، كما قام المعتصمون برفع صورة موحدة لفيروز، وحضر الاعتصام إلهام شاهين، وجوليا بطرس، ونضال الأحمدية، والمطرب التونسي زياد برجي... وغيرهم وقد تم منع إذاعة أغاني فيروز عبر المكبرات كما كان مقرراً بسبب قيام أولاد منصور الرحباني بالتقدم لبلاغ يمنع المعتصمين من إذاعة أغاني فيروز!!! ووسط صمت الاعتصام تحدث البعض مستنكرا أي نوع من أنواع المنع أو حتي التفكير في منع جارة القمر من الغناء فأكدت "ريما الرحباني"ابنة فيروز أنها لا تعرف إلي متي سيستمر هذا الاعتصام فهي مدعوة إليه كباقي الموجودين رافضة الرد علي أي سؤال مكتفيةً بالقول انها اتت لسماع صوت فيروز وليس للرد علي أحد. كما أكدت الفنانة جوليا بطرس، أنها كلبنانية ليست خائفة علي فيروز، وأنها "تعتصم للتأكيد علي أن فيروز هي مثل الماء، والحرية، والحق، والحقيقة، ولا يمكن لأحد أن يوقفها، فهي رمز ولا يمكن وصفها"، رافضة التعليق علي الخلاف القانوني القائم بينها وبين ورثة منصور الرحباني. ولأن مصر دوما سباقة فقد شاركت الفنانة المصرية إلهام شاهين في الاعتصام وأشارت في تعليقها إلي أن "الماديات لا يجب أن تتحكم بالحياة، وأن فن فيروز وقيمتها أكبر من كل الكنوز والأموال، فهي رمز للفن المحترم والأصيل، ولها قيمة وتاريخ"، وأضافت: "لا يجوز أن يقوم أي شخص مهما كان أن يمحو كل هذا التاريخ بسبب الماديات ". وفي سياق متصل، أكدت الإعلامية نضال الأحمدية، أن هذا الاعتصام هو انتصار علي الكذب، وعلي الاغتصاب الحاصل لحقوق واحدة من أهم النساء في العالم، وقالت: "لا أفهم ماذا يريد هؤلاء الأولاد". وحول حقوق ورثة الراحل منصور المادية، أشارت إلي أن "حقوقهم يأخذونها من "الساسيم"، لكن إذا أرادوا اختراع قانون جديد فهذا موضوع آخر، وعن وجود غدي الرحباني ضمن أعضاء الساسيم، وعلي الرغم من ذلك لم يحصلوا علي حقوقهم الفكرية والمادية، ردت: "كلَّهم أعضاء في الساسيم، فليستقيلوا ليحصولوا علي حقوقهم". كما أكدت الفنانة رولا سعد أن فيروز رمز للبنان مثل وديع الصافي والشحرورة، مطالبة بتركها لجمهورها ومحبيها وداعيةً إلي حل المشاكل فيما بينهم. من ناحيتها قالت الممثلة كارول عبود: "يجب أن نفهم أن هناك عملية تزوير للتاريخ الفني، وكتابة تاريخ فني جديد ويجب وضع حد لذلك، فأنا لست هنا لعدم إسكات فيروز، فيروز لا يمكن لأحد أن يسكتها. أما الكاتبة والممثلة كلوديا مرشيليان، فتقول: "فيروز فوق الكل ويحق لها أن تغني ساعة تشاء، ووقتما أرادت ذلك، أما الشئون القانونية والمالية لا تعنيني وأنا كمواطنة أريد فيروز أن تغني، بغض النظر عن المشاكل التي هي أكبر منها. بينما تقول الممثلة رولا حمادة: " لا دخل لي بالعائد المالي وحقوق الورثة، نحنا نريد سماع فن فيروز وصوتها، فأنا معنية بذاكرتي، وتاريخي، وفني، واحساسي، أنا أقف مع الفن ومع فيروز الَّتي أوصلتنا للعالمية". أما الفنان زياد برجي فقال: "أتيت مباشرة من تونس للمشاركة في الاعتصام وأنا أسمع أصداء كلمة "يا عيب الشوم عليكن يا لبنانيي"، وأضاف: "مهما كان موضوع الخلاف والسبب وراءه، إلا أن فيروز غير خاضعة له، لأنَّها رمزنا، وعرضنا، وشرفنا الوطني، ولو كانت علي خطأ لا يجوز أن نحقرها وأن نسيء إليها. وردا علي سؤال حول حقوق ورثة منصور وأن الراحل هو أيضا من رموز لبنان وعلي حقوقه ألا تهدر، قال: "الأمر سيان وفي حال تمت الإساءة إلي منصور أو إلي أي رمز من رموز لبنان كنا سنرد بنفس الطريقة، نحن مستعدون لأن ندفع ضريبة عن فيروز وعن الفنانين الكبار"، مضيفا: " لو كان الأستاذ منصور مازال علي قيد الحياة، ما كان ليحصل كل هذا". أما الممثلة الشابة باميلا الكك، أكدت أن: "كلمة عيب قليلة علي هذا الوضع، نحن نحب فيروز ونحن خلفها والعالم كله معها، كلمة عيب أصبحت صغيرة ففيروز رمز وهوية لبنان الَّتي نتشرف فيها". ومن ناحيته أكد المصمم جو رعد أن السيدة فيروز هي رمز وهي صباح ومساء وجمال لبنان، فيروز للكل وكلنا معك يا فيروز ونحن لك، أنت لبناننا ولا تستحقين ما يحدث لك، فانت تستحقين كل التكريم عن فنك وتاريخك. أما الفيروزيون المعتصمون فيقولون إنهم مستعدون للبقاء حتي عودة فيروز إلي الغناء وحقوقهم المادية فليحلوها بين بعضهم، نحن نريد من فيروز أن تغني وأن نسمع صوتها، وأضافوا نحن مستعدون للبقاء لأن اعتصامنا لديه قضية ويجمع اللبنانيين من جميع الطوائف. وعن اتهامهم بالهوس لفيروز، فأشاروا إلي أن فيروز لا تمس ، والحقوق المادية تأخذ بالتفاهم والحوار، وقالوا :"نحن نريد صوت فيروز، نحن نريد تراثنا، وروحنا، وتاريخنا، وحضارتنا، وهويتنا".